قيم الفنان التشكيلي محمد العبلان التوجه الفني في محافظة القطيف على أنه حركة نشطة وفاعلة، وقال: “عند التعامل مع هؤلاء الفنانين يدرك الشخص مدى الاهتمام الفني على مستوى الاقتناء وعدد الفنانين، مع تصدر منطقة القطيف مراكز متقدمة على مستوى المملكة في التوجهات الفنية وتنظيم المعارض والفعاليات الفنية”.
وأشار إلى اعتبار أن مدينة جدة كانت منذ زمن ليس ببعيد متصدرة المركز الأول في مستوى عدد الفنانين والمركز الثاني كان للقطيف، ومع كثرة عدد فنانيها فقد كانوا نموذجًا للعمل الفني، فيما كانت الرياض بالمركز الثالث، إلا أنه في الوقت الراهن استطاعت الرياض التقدم للمركز الأول كونها تشهد نهضة فنية كبيرة على مستوى المعارض الفنية وتقديم الدعم للفنانين والفنانات من مؤسسة مسك الخيرية.
جاء حديث الفنان التشكيلي السعودي العبلان خلال الأمسية الفنية الحوارية التي نظمتها جماعة الفن التشكيلي بالقطيف بنادي الفنون التابع للجنة التنمية الاجتماعية الأهلية بالقطيف، يوم الجمعة ١٥ مايو ٢٠٢٠م، عبر بث مباشر على صفحة الإنستقرام الخاصة بالجماعة.
وقاد دفة الحوار مع العبلان الفنان بشار الشواف الذي تحدث عن الحركة الفنية في المملكة ومدينة جدة على وجه الخصوص، والتحديات التي يواجهها الفنانون، ومدى انعكاس الحركة الفنية على المجتمع.
وصنف العبلان المقتنين للفن إلى ثلاثة تصنيفات، أولهم؛ المقتني المجامل الذي يزور المعرض (الجاليري) في لحظة الافتتاح وهذا لا يركز عليه الفنانون لكنه يشكر على وجوده في الساحة الفنية، وبعده المقتني لبيته والمحب للفن واللوحات إلا أنه له حد معين في الاهتمام.
وركز على المقتني من النوع الثالث وهو تاجر الفن الذي يُعد المستثمر والمسوّق له لبيع اللوحات، والذي يعتبر هدفًا للفنانين وأصحاب المعارض، ومن الضروري توفير الأجواء المناسبة له كونه هو المنشط للحركة الفنية، مطالبًا بإحداث حالة من الانضباط في التعامل فيما بينهم وبين الفنانين، ووجود الاحترافية في البيع الذي منه ينطلق اسم وسعر الفنان في المجتمع، وعدم التخبط في تحديد أسعار الأعمال كونها خاضعة إلى المسيرة والتاريخ الفني للفنان.
وتحدث العبلان عن بداية مسيرته الفنية التي اعتبر نفسه معها لا يعرف شيئًا عن الفن، واعتمد على الرسم الواقعي والنقل المباشر دون خلفية معرفية، وقال: “في عام ٢٠٠٠ كانت بداية الظهور بمشاركة في معرض “أصداء” الذي توزع بين ١٠ فنانين، والذي اتجهت فيه لتقديم أعمال بأسلوب التجريد”، منوهًا بأنه لم يكن معروفًا إلا أن المعرض حقق نجاحًا وكان حافزًا للفنانين ومحطة كتابة للنقاد”.
وذكر أنه قرر في عام ٢٠٠١م عمل معرض شخصي له وأن يوجد لنفسه بصمة خاصة والتعايش مع فنه، حيث نفذ فيه ٦٠ لوحةً، وأثبت فيه أن له أسلوبًا خاصًا ويرفض أن يصنف لأي مدرسة فنية.
وتساءل المحاور الشواف: هل يوجد في المملكة فن يحمل الهوية السعودية، أم الموجود هو تعبير عن الهوية العربية؟ وعليه أجاب العبلان بقوله: “إن اللوحة منتج غربي ونجد الكثير من الفنانين يعملون على أنفسهم، مع انقسامهم بين الهواة وهذا ليس شغلهم الشاغل، لأن الهاوي لم يتمكن من أدواته فهو يتعلم أساسيات الفن فقط ولا يطالب بالهوية”.
وأضاف أن هناك مجموعة من الفنانين تعمل على إيجاد هوية لها، وذهب إلى التغريب مع وضع هويته، بمحاولة إيجاد لمسات إسلامية أو تراثية، مع أنها منتج غربي، نافيًا وجود تنافس بين الفنانين بل يوجد تعاون وتكامل سواء كان على مستوى الفنانين والجاليريات.
وأعطى نبذة عن مشروعه الخاص جاليري نسما الذي كان حلمًا وتمخض من عدة تجارب وخرج به من الفن التقليدي إلى تقديم عدة خدمات للفنانين والفنانات، حيث يحتوي على: معرض دائم ومرسم، ومتجر، ومكتبة عامة “خذ كتابًا وضع كتابًا”، مع إتاحة المجال لاستضافة الفنانين وإيجاد قناة تواصل معهم لإقامة معارضهم وطبع شعارهم مجانا، بشرط أخذ نسبة من المبيعات
في حال باع الفنان لوحاته أو جزء منها، والتعاون مع الفنانين من السعودية وخارجها.
ودعا إلى زيادة صالات العرض مع الحاجة لتنفيذ معارض تخدم عددًا كبيرًا من الفنانين، مع دعم الفنانين بإيجاد قنوات تواصل معهم، مع تعزيز ثقافة اقتناء الأعمال الفنية مع كثرة الجهود مشيرًا إلى أن التفكير بطريقة قديمة، وأن الفنون التشكيلية لا تحتاج إلى دعم بقدر حاجتها إلى خلق تسهيلات وتغيير مفاهيم التنافسية.
وفي النهاية أوصى بتأسيس جمعية تعمل على اتحاد الفنانين المحترفين بتقديم التسهيلات، وكتابة فنان تشكيلي في البطاقة والاعتراف به في المجتمع، مع الاستمرارية من جهة الفنانين حيث سياتون بنتائج مذهلة، منوهًا بأن الوصول للقمة حق لكل فنان.
يشار إلى أن الفنان التشكيلي محمد بن صالح آل عبلان، من مواليد مدينة الرياض، نائب رئيس لجنة الفنون الجميلة بالغرفة التجارية بجده ورئيس لجنة النشاطات والمعارض بيت التشكيلين بجده (سابقا) وعضو مجلس إدارة الجمعية السعودية للفنون التشكيلية (جدة) وعضو مؤسس للجمعية السعودية للفنون التشكيلية وعضو جماعة أصالة بالقاهره وعضو اللجنة المنظمة لمسابقة باحة الفنون وعضو اللجنة العليا لمهرجان (تحت بيرق سيدي) وعضو لجنة التحكيم لمسابقة النادي الأدبي بمكه المكرمه، ومدير نسما آرت بجدة، وحاصل على عدة جوائز محلية وعالمية.