في ضيافة قريش.. مذيع عراقي: للتلفزيون رهبة الكاميرا ..والإذاعة وكأنك تخاطب ضريرًا

حل الإعلامي العراقي ياسر الجادري ضيفًا على منصة المعلق الصوتي أحمد قريش بتطبيق الإنستجرام، يوم الجمعة ١٥ مايو ٢٠٢٠م، في لقاء حمل عنوان “أسرار التقديم الإذاعي”.

وقارن الجادري خلال المحاضرة بين الإذاعة والتليفزيون، مشيرًا إلى أن للتليفزيون رهبة الكاميرا، أما الإذاعة فكأنما تخاطب شخصًا ضريرًا فلا بد أن تكون الكلمة منتقاة والأداء بحس عالٍ جدًا لأن الشخص الضرير لديه نقطة في غاية الأهمية أثناء تواصله مع الآخرين وهي ضرورة الوصول إليه بالحس سواء كان ذلك الحس إخباريًا أو رياضيًا أو دينيًا أو فكاهيًا.

وأوضح أن اللغة العربية الفصحى مهمة جدًا في الإذاعة فغالبية الإذاعات الإسلامية معتمدة عليها رغم هشاشتها في مدارس الوطن العربي، وأخبر أن الإنسان المثقف يحس مباشرة بأن اللغة غير جيدة حتى إن كان الصوت والأداء جيدين.

ونوه إلى سهولة الإلقاء في التليفزيون لأن الصوت مكمل للصورة أما الإذاعة فقد يتشتت المتلقي ولا يستطيع الرجوع للخبر فهو ليس كالتليفزيون الذي يكتب فيه الكلام أسفل الشاشة ولا كالصحيفة التي قد يرجع إليها، وبيّن أن المذيع في الإذاعة يكون متأنيًا جدا ويميل إلى التكرار وإلقائه به نوع من الركاز.

وقال (الجاردي): “إن السليقة الصحيحة تأتي من خلال الاستماع الجيد لنص مدقق لغويا بطريقة صحيحة كالقرآن الكريم فهو أساس اللغة وبناء السليقة الصحيحة”.

وأشار إلى أن الالتزام بقراءة القرآن الكريم مع قارئ من القراء المحترفين تجعل القراءة سلسة بشكل أكبر.

وتحدث عن أهمية معرفة القواعد العربية البسيطة التي تدرس في المنهج العربي في الصف الخامس الابتدائي مثل الفعل والفاعل والمبتدأ والخبر وغيرها، منوهًا أيضًا إلى أهمية الأدعية المدققة لغويًا، وأنها من الأمور التي تضيف الشيء الكثير لذا فمن الضروري تعلم اللغة العربية بشكل جيد.

وعدد ثلاثة أنواع معتمدة للتنفس الصحيح ليس فقط في التعليق الصوتي فحسب بل في الغناء وقراءة القرآن وغيرها الكثير وبدأها بالتنفس من الصدر وهو التنفس الأسهل للغالبية من الناس، والتنفس من البطن والتنفس من الحجاب الحاحز وهو الأضبط والأصعب فيحتاج إلى ما يقل عن سنة من التمرين.

وسرد فوائد التنفس عن طريق الحجاب الحاجز وأبرزها أن قوة التنفس والصوت لا تؤثر على الحبال الصوتية فبالتالي الصوت لا يصاب بالبحة.

وذكر أن هناك أنواعًا مختلفة من الإذاعات (كالإذاعة الإسلامية والتي تكون مكتوبة بالدرجة الأولى)، و(الإذاعة العلمانية والتي يبتعد فيها المذيع عن المزح والعفوية)، و(الإذاعة الإخبارية البحتة)، وتطرق إلى أن محتوى المادة في الإذاعة يكون من الحياة اليومية والمواقف التي تعترينا خلالها.

وقال: “عند الشعور بالخوف والقلق يزداد إفراز مادة (الإدرينالين) في جسم الإنسان وبالتالي يزيد معدل التركيز”، وأضاف أن هناك نوعًا من القلق يسمى القلق المحمود ووصفه علماء النفس (بالخوف الإيجابي).

وأشار إلى أن التخلص من الخوف والقلق يكون بالمصالحة مع النفس والابتسامة الدائمة مع الآخرين، وأن الصدق في المشاعر يجعل الآخرين يتقبلون الملقي بشتى أحواله سواء كان مخطئًا أو خائفًا.

وعرف التعليق الصوتي بأنه فن إظهار الصوت بطريقة حسنة خلال الأداء (كالاستهلال) الذي يكون بداية كل جملة ويسمى محل التوقف و(التبيان) الذي يركز على كلمة معينة دون غيرها في النص ويسمى محل التركيز.

واسترسل قائلًا: “إن ضيق التنفس الذي يسببه الوزن الزائد ومشاكل القولون العصبي من الأسباب التي تؤدي إلى صعوبة التعليق الصوتي”.

وذكر أن الأداء الصوتي فن ولكن هناك مشروبات تحسن الحبال الصوتية مثل إضافة زيت زيتون للماء الدافئ أو للحليب، موصيًا بتناول المشروبات الطبيعية والابتعاد عن الكافيين قدر الإمكان.

وختم حديثه بقوله: “طالما هناك سلامة في مخارج الحروف، والصوت مقبول، والأداء جذاب، فهناك صلاحية للتقديم الإذاعي”.


error: المحتوي محمي