كسرت المهندسة سلمى آل سيف الوقت والروتين في الحجر الصحي، بطريقة مبتكرة نابعة من موهبتها وهوايتها في الرسم، اعتمدت فيها على ما يتوفر لديها داخل غرفتها في أحد الفنادق، لتخرج بلوحة ضخمة تحمل بصمتها الخاصة في الرسم.
علب وجبات وفرشاة مكياج
استعانت “آل سيف” بـ 12 علبة كرتونية كانت مخصصة للوجبات التي تقدم لهم في الحجر كقاعدة لرسم اللوحة، إلا أن أي لوحة تحتاج إلى ألوان أو أقلام لإنجازها، وهذا ما لم يكن متوافرًا لديها، ولأن الحاجة أم الاختراع، اشتعلت لمبة التفكير لديها وقررت استخدام بقايا الشاي والقهوة لرسمها.
تقول لـ«القطيف اليوم»: “حاولت أن أطلب ألوانًا أو كراسة رسم وفرشًا، إلا أن حظر التجول المفروض على المنطقة منعني من ذلك، فلم أجد أمامي إلا الشاي والقهوة ليكونا بديلًا للألوان، وساعدتني فرشتان للمكياج لتكونا رفيقتيَّ في خطواتي على علب الكرتون، لتخرج عين ملأت تقاسيمها تلك العلب البيضاء، واستغرقت في رسمها 8 ساعات”.
الهواية ترسم المشاعر وتصورها
نبعت فكرة اللوحة من مشاعر الغربة التي عاشتها سلمى بعيدًا عن عائلتها، وحاجتها لتفريغ الطاقة الناتجة عن أوقات الفراغ داخل الحجر، وتحركت الهواية القديمة – الرسم – لتعبر عن تلك المشاعر.
وتهوى المهندسة المعمارية “آل سيف” التصوير كما تهوى الرسم تمامًا، وهما كما تصفهما هوايتان قديمتان، كانتا سلواها في المحجر، فلم تكتفِ برسم العين على تلك العلب، بل التقطت 14 صورة لعينها، بتوقيتٍ شبه يومي.
لغة بلا كلمات
اختارت سلمى، المنحدرة من مدينة القطيف، رسمة العين تحديدًا كلغة خاصة، تقول: “80% من رسوماتي للعين، وفي رأيي حين تتعطل لغة الكلام أحيانًا، تبدو لغة أخرى، هي لغة العيون، ومهما اختلفت لغات البشر، فإن لغة العين تبقى لغة واحدة يفهمها جميع البشر، لذلك في جميع رسوماتي أنا أستخدمها كلغة تعبيرية عن مشاعر أو خطاب”.
غربة وفن
لا يبدو أن ارتباط كسر الغربة بالفن جديد عند “آل سيف”، فقد كان لها تجربة سابقة قبل 8 أعوام تقريبًا، حين كانت طالبة مبتعثة في مدينة ويلنغتون بنيوزلندا، فقد افتتحت معرضًا للتعريف بالإسلام والقرآن الكريم ورسالة النبي محمد (ص) حمل عنوان “ضوء من الشرق الأوسط”.