قطع الشاب تقي عبد الله التاروتي رحلةً خسر فيها أكثر من 33% من وزنه، خلال ستة أشهر، وتحول من شخص بدين، إلى آخر لا يشبهه في شيء من سلوكياته ونظامه ولا حتى شكله.
قصة الشاب التاروتي طرحها بكل تفاصيلها خلال استضافته في برنامج “فيتامينات رمضانية”، على قناة اختصاصي التغذية رضي العسيف على “يوتيوب” “رسالة للجميع”، ضمن حلقة “السمنة في رمضان”.
البداية
لم يدر في بال اختصاصي التغذية رضي العسيف أن اتصالًا قديمًا قد لا يذكر كل تفاصيله سيكون سببًا في تغيير حياة الشاب التاروتي، بعد أن تواصل معه يطلب برنامج حمية لإنقاص وزنه، إلا أنه بعد فترة طويلة فوجئ بمجموعة صور مذيلة بالوزن الذي وصل له.
طريق الخسارة
يقول “التاروتي”: “بدأت الحمية في عام 2012 م، بعد أن كان وزني 105، وخلال ستة أشهر تقريبًا وصل وزني إلى 70 كيلو، واليوم حافظت على وزن 87 كيلو، دون حرمان من الطعام”.
وأضاف: “بدأت بتنظيم نوعية طعامي، وحقيقةً كنت آكل كل الأطعمة، إلا أن طبيعة الأكل اختلفت، فالمقليات على سبيل المثال تحولت إلى مشويات، كما أنني أتناول الأرز ولكن بكمية أقل، حتى الأطعمة التي كنت أشتهيها سابقًا لم أحرم نفسي منها، بل كنت آكلها لكن بكميات أقل”.
القياسات تخونني
امتلك “تقي” دافعًا وحافزًا ذاتيًا جعله يفكر في أن يتخلص من وزنه الزائد، حول ذلك قال: “لم يدفعني أي شخص من محيطي للتخلص من وزني الزائد، بل كان الدافع ذاتيًا، خصوصًا بعد أن بدأت أشعر بالمعاناة مع مقاسات الملابس، كانت تلك معاناة حقيقية، فليست جميع المحلات توفر كل القياسات، بعد أن وجدت هذه المشكلة قررت أن أبدأ التغيير، وقد بدأت في فصل الصيف بعد نهاية دوامي”.
العزومات تصعب الرحلة
وتحدث عن أبرز الصعوبات التي واجهته، مبينًا أن محيطه كان من أبرزها، فطبيعة الأكل وبعض العبارات المحبطة، تجعل الوضع صعبًا، كما أن العزومات كانت واحدة من تلك الصعوبات فإما أن تقبلها أو أن تواجه بالزعل، خصوصًا لو كانت تلك العزومات قريبة.
واستخدم “التاروتي” أسلوب التجاوز كي يمضي في طريقه نحو الوزن الذي يبحث عنه، فقد تجاوز جميع العبارات المحبطة، وكأنها لا يسمعها وأخذ في تحدي نفسه وكانت تغيير المقاسات أكبر حافز له.
قاعدة الزواج المكسورة
كسر تقي القاعدة التي يتناقلها العامة وهي أن “الشخص لابد أن يزيد وزنه بعد الزواج”، فقد بدأ الحمية بعد الخطوبة، واستمر فيها حتى بعد الزواج، مؤكدًا أنه لم يجد مشاكل في المأكولات، فالبدائل التي توفرت سهلت الأمور عليه في الحمية.
ثبات الوزن والإحباط
بدأ وزن “التاروتي” في الثبات كغيره ممن يبدأون في الحمية، إلا أنه استطاع أن يقفز من تلك العقبة، فقد غير برنامجه الرياضي، خصوصًا أنه كان في الغربة والمكان ملائم لممارسة الرياضة في الوقت الذي يريد، فكان يبدأ بعد صلاة الفجر مباشرةً، فيمشي نصف ساعة يوميًا، وشيئًا فشيء بدأ وزنه في النزول مجددًا.
حمية تتطور
أوضح تقي أنه في البداية كان مفهوم الحمية لديه هو إيجاد البدائل، خصوصًا أن المجتمع لديه مفهوم أن الأكل الصحي هو أكل المرضى، فكل الأشياء تقريبًا مسلوقة، وكان عليه في المرحلة الأولى إيجاد أكل صحي مقبول.
وأشار إلى أنه بعد أن اعتاد الأكل الصحي، حاول التعرف على السعرات الحرارية وكيفية قياسها في الأطعمة، ثم انخرط في البحث في المجال الرياضي، فأخذ في تثقيف نفسه، وبدأ بالاطلاع على النت وصفحات السوشيال ميديا.
نصيحة
توجه تقي في نهاية حديثه بنصيحة لكل من يسعى لإنقاص وزنه، وقال: “لابد أن يكون الحافز نابعًا منك شخصيًا، أنت من يبنيه ويسعى له، المجتمع قد يساعدك لكن المساعدة لن تكون كبيرة، لذلك لابد أن يكون الهدف من داخلك والنتائج التي تحصل عليها هي التي تكون الدافع لك شخصيًا”.
رمضان وزيادة الوزن
من جانب آخر، ذكر “العسيف” أن البعض يتساءل: “لماذا يزداد وزني رغم قلة الأكل في شهر رمضان؟”، موضحًا أن هناك عدة أسباب لزيادة الوزن في رمضان منها؛ نوعية الأكل وحجمه، حيث تتعدد الأصناف في الوجبة الواحدة، فبعضنا يأكل من كل طبق قليلًا، ظنًا منه أنها کميات بسيطة بينما هي في الواقع تحتوي على سعرات حرارية كثيرة، ففي وجبة صغيرة مثل الإفطار نأخذ كمية كبيرة من السعرات وبالتالي يزداد وزننا.
وأضاف: “النقطة الثانية هي طريقة ترتيب تناول الطعام، فعادة يبدأ الصائم بالأطعمة التي نقول عنها شهية ولذيذة، بينما في الواقع وكي لا يزداد الوزن لابد من البدء بالأصناف الأساسية والتركيز عليها، كالسلطة والتمر والشوربة، فهي تعطي شهورًا بالشبع، وبالتالي لن يتم الإكثار من الأصناف الأخرى”.
وتابع: “السبب الثالث يكمن في وجبة السحور، حيث يعتقد البعض أنه ينبغي عليه أن يتناول كمية كبيرة من الطعام كي يتجنب الجوع في اليوم التالي، والمشكلة تكمن في نوم الشخص مباشرة بعد هذه الوجبة، فالوجبة الدسمة تحتوي على سعرات حرارية كبيرة وعملية الأيض في وقت النوم تقل، وبالتالي يستهلك الشخص سعرات حرارية في الوجبة ولا يصرفها، فينبغي أن تكون وجبة السحور وجبة صحيحة ويكون بينها وبين النوم ساعتان أو ثلاث”.
وبين أن النقطة الرابعة هي تناول المشروبات والعصائر الملونة ذات السعرات الحرارية العالية وترك الفواكه، ونسيان الماء رغم أن له دورًا كبيرًا في التحفيز الحراري وحرق السعرات، بالإضافة إلى تناول وجبات خفيفة بين الفطور والسحور، وقلة الحركة.
ونصح بتجربة الإكثار من شرب الماء في شهر رمضان تجنبًا للإحساس بالعطش، كما أنه يساعد على الشبع وحرق السعرات، مشيرًا إلى أنه علينا أن نستثمر شهر رمضان في تعديل سلوكياتنا الغذائية وممارسة الرياضة المناسبة.
الجدير بالذكر أن الحلقة تضمنت مشهدًا تمثيليًا تناول العادات الخاطئة للحمية، من تمثيل صادق العسيف وميثم الراهب وجعفر العسيف.