إنهُ لَكَمَدٌ وبَثٌّ يُدمي القلبَ ما تداولته بعض وسائل الإعلام من إصابة بعضٌ من أبطال الصحة الأشاوس من أطباء وطبيبات وممرضين وممرضات وفنيي مختبرات وغيرهم ممن نذروا أنفسهم للدفاع عنا من هذه الجائحة.
إن الجود بالنفسِ غاية الجود، هؤلاء الأبطال في الصف الأول للدفاع عَنَّا جميعاً ورهنوا أرواحهم لذلك.
إِنَّ الأفعال أبلغُ من الأقوال، فالشكرُ لهم بتسجيل الكلم المنمق دون الالتزام بالتوصيات الاحترازية الموصى بها قبل الجهات الحكومية الطبية لا جدوى منها.
علينا جميعاً واجبٌ أخلاقيٌّ إنسانيٌّ وطَنيٌّ عرفاناً منا لهؤلاء الأبطال، ألا وهو اتباع التوصيات الاحترازية بحذافيرها.
علينا التزام بيوتنا وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى، وهذا رهنُ ضمائرنا لا أهوائنا، وعند اضطرارنا للخروج نطبق التوصيات الاحترازية من غسل اليدين بالماء والصابون أو تعقيمها ولبس الكمامات والقفازات وترك مسافة بيننا، وعند عودتنا للبيوت فعل الشيء ذاته مع الحفاظ على ترك مسافة بيننا جميعاً.
عدم التزامنا بهذا يعتبر خذلاناً لمن جادوا بأرواحهم في سبيل الحد من انتشار هذه الجائحة الأليمة، وكذلك في المساعدة على انحسارها في أقرب وقت ممكن.
عدم التزامنا بذلك سوف يطيل عمر هذه الجائحة، كما سيساعد على تفشيها بيننا وقد تهلك الحرث والنسل.
كان يقال فضلاً وليس أمراً من قبل، ولكن بعدما حصدت هذه الجائحة ما حصدت نقول للجميع أمراً التزموا بالتوصيات الاحترازية حفاظاً على سلامتكم وسلامة ذويكم ومجتمعكم قبل فوات الأوان ويوم لا ينفع الندم.
حفظ الله كوادرنا الصحية من كل مكروه وشافاهم الله مما أصابهم سريعاً كلمح البصر أو هو أقرب، إنه سميعٌ مجيب الدعوات.