حذر اختصاصي التغذية العلاجية رضي العسيف من اتباع الحميات القاسية مثل الكيتو وأتكنز وغيرها، والتي تنقص الوزن بشكل سريع، لأنها بالإضافة لكونها تنقص من الأنسجة الدهنية، فهي كذلك تنقص من الأنسجة غير الدهنية بنسبة 50%، إضافة إلى أنه بعد هذا البرنامج سيقع في مصيدة الريجيم وسيثبت وزنه وسيمل منه ليرجع لطعامه الأول ويعود لزيادة الوزن من جديد.
وقال “العسيف”: “إياك ثم إياك ثم إياك أن تنخدع بمنتجات تعدك بإنزال الوزن السريع لأنها منتجات خاطئة تُفقد الجسم العناصر الغذائية الأساسية والفيتامينات، حيث يسبب بعضها الإسهال أو الإسهال الدهني، وبعض أنواع الشاي المخصصة لإنقاص الوزن تُفقد الجسم الماء في أول شهر من استخدامها”.
وأكد أهمية التثقيف الصحي والغذائي بقوله: “الناس لا تحتاج إلى تجويع بل تحتاج إلى تثقيف، فالمطلوب هو تغيير العادات الخاطئة وتحويلها إلى عادات صحية سليمة”.
وأضاف أن أفضل برنامج لإنقاص الوزن هو معرفة أن بعض المأكولات بكمية بسيطة تحتوي طاقة مرتفعة الكثافة وسعرات عالية، وبعض المأكولات بكمياتها الكبيرة تحوي طاقة منخفضة الكثافة وسعرات قليلة، واختيار الأخيرة هو الخيار الأفضل.
جاء ذلك في محاضرة “العسيف” عن “حمية السلوك الصحي”، والتي قدمها على قناة الشيخ حسين خليفة على “إنستجرام”، مساء يوم السبت 18 أبريل 2020 م عبر البث المباشر.
نسبة ليست قليلة
وتطرق إلى السمنة وانتشارها بمجتمعنا، لافتًا إلى نسبة وردت في مؤتمر بجدة عن السمنة عام 2018 بلغت 40% لعدد المصابين بالسمنة وهي نسبة ليست قليلة.
وأوضح أن من مضاعفات السمنة الإصابة ببعض الأمراض مثل السكري النوع الثاني، والضغط، والكوليسترول، وبعض أمراض السرطان، وقد يصل لدرجة أن بعض الأشخاص يصيبهم انقطاع النفس أثناء النوم أو القيادة، وقد تصاب بعض النساء بالعقم بسبب السمنة.
فيتامينات الأسباب
ومثّل أسباب السمنة إيجابيًا بصورة فيتامينات، فكان فيتامين “أ” يمثل إهمال الشخص لنفسه حتى يصاب بالسمنة، وفيتامين “س” تمثله كلمة التسويف التي يرددها بقول سوف أنقص وزني أو سوف أتبع حمية، وفيتامين “ك” يمثله الكسل والخمول، أما فيتامين “د” فيمثل الدافعية، حيث إن هناك من لا يملك دافعية ذاتية أو دافعية خارجية تساعده على إنقاص وزنه.
كم وزنك؟
ونوه “العسيف” إلى أن أول خطوة لإنقاص الوزن هي معرفة الفرد لوزنه لتحديد المشكلة ومعرفة وضعه، وفي حال معرفة الوزن يجب عدم مقارنته مع وزن شخص آخر من الأقرباء أو الأصدقاء أو الزملاء لأن كل شخص له تركيبة معينة وله وزن معين يختلف عن الشخص الآخر.
ولفت إلى وجود بعض التطبيقات تساعد الفرد لمعرفة كتلة الجسم ليتعرف على نفسه بأي درجة من السمنة.
تخدير وتبرير
وذكر “العسيف” أن البعض يلجأ لبعض المفاهيم الخادعة والمخدرة لتبرير سلوكه الغذائي كأن يقول: ما الضير من أكل هذه الشوكولاتة أو شرب هذه المشروبات الغازية، أو يقول أنا عظمي عريض، أو لدي مشكلة بالهرمونات والجينات وهي التي تدع وزني لا يتغير، وليس هناك شيء لا يتغير دون محاولة.
أفكار خاطئة
واستعرض بعض الأفكار الخاطئة التي يتبعها البعض، كأن يتناول شيئًا واحدًا لإنقاص وزنه مثل الجريب فروت، معتقدًا أنه الحل السحري لإنقاص الوزن، أو الابتعاد كليًا عن الدهون والتي بها فائدة للجسم إذا كانت بكمية مناسبة، أو استخدام بعض الخلطات التي قد تسبب ضررًا للجهاز الهضمي، أو الاكتفاء بوجبة واحدة في اليوم.
ووجه نصيحة لكل من يريد إنقاص وزنه بقوله: “لا تحذف أي وجبة لديك لأن حذف وجبة معينة يجعل الوجبة التي تليها تكون بصورة مضاعفة، بل ينبغي تقليل الوجبة لمقدار نصف المعتاد أو لثلثه لمن أراد إنقاص الوزن الأكبر”.
قواعد ونظريات
وتعرض “العسيف” لذكر بعض السلوكيات الخاطئة ومنها؛ شراء الطعام الضار مثل الشبسات وغيرها، وتناول العشاء في وقت متأخر، وضرورة إكمال الصحن، ودعا لمعرفة قاعدة “قول لا”، ورفض أي أكل يفسد الحمية أو يضطر الشخص إلى تناول كمية لا يريدها، مع استخدام نظرية الاستبدال، وذلك باستبدال حب الشوكولاتة والمشروبات الغازية والشبسات بأمور صحية، واستبدال رغبة الأكل، خاصة مع وضع الحجر الحالي، بشيء آخر من الهوايات أو الرياضات.
وأشار إلى أن البعض يأكل ليس عن جوع ولكن بسبب الملل، فلابد من معرفة وتمييز بين الجوع الحقيقي والكاذب.
السينات الأربع
وختم “العسيف” مشددًا على ضرورة تعديل بعض السلوكيات الخاطئة والاهتمام بالنشاط الحركي، وذكر السينات الأربع التي يتوجب للشخص معرفتها في حال عمل برنامج غذائي، وهي كم السعرات الحرارية بالبرنامج الغذائي، وأهمية ثقافة السعرات، والسؤال عن مدى سهولة أو صعوبة تنفيذ الحمية المتبعة لأن بعض الحميات تكون صعبة التنفيذ فلا يتم الاستمرار عليها، وأيضًا معرفة أن بعض الأشخاص قد يحتاجون لـ6 وجبات بناءً على سلوكهم واحتياجهم، وآخر سين هي السعادة حين التطبيق وهي هل تكون سعيدًا حال اتباع الحمية أم لا؟
وذكر أن بعض الأشخاص حين يتبع حمية يصبح تعيسًا ومزاجه متعكرًا، ولا يستطيع حتى الابتسام وقد تتسبب له الحمية في نوع من الاكتئاب النفسي، فالحمية الصحيحة هي التي تجعلك سعيدًا حال تنفيذها وليس العكس.