بناء الجسور والمشاركة فيهم البركة

سألني في أحد الأيام أحد الأصدقاء، الخوض في أسباب العزوف واللامبالاة، من قبل الكثير من الناس، حيث لا يجمعهم مكان ولا كلمة واحدة، وكل الآراء مختلفة.
“كل يغني على ليلاه”، يذهب حيث ما يشاء، لا يحاول بناء الجسور وتوطيد العلاقة وإزالة المعوقات، لجعل هذه الفئة والمجموعة مترابطة والتنازلات أولها.
من أسبابه غياب القيادة الذاتية، والحس والإندفاع نحو أهمية الإجتماع، ولطالما يتقمصها من لا يطورها ولا يدرك معنى التقارب، ستظل هكذا تقل ولا تزيد.
عندما يكون القرار عند واحد، ولا تتشارك العقول مع بعضها، في هيئة ولجنة، تتكامل وتتوافق، لتصل بذلك إلى الأصلح، الذي يخدم ويجمع، ولا يفرق ويشتت.
ما ينقصنا هو البعد عن ثقافة الأنا، والتخلص من كل خصوصية فردية، غير منطقية ومبررة، التي هي فقط عناد وإصرار حول فتات لا يغني ولا يسمن في الإجماع.
التنوع والتعدد والإختلاف وغيرهم من هكذا مفردات، فيهم خير وبركة، وإثراء في الأفكار والمخرجات، والنمط الواحد بدون تنافس ما ينفك حتى يصبح فاسد.
تخيل خطيب وخطاب واحد، لا يتغير ولا يتبدل، هي نفسها الأفكار، والمواعظ والقصص والإستدلال، هي حالة من الوقوف عند زمن معين بنفس المفردات والألوان.
هذا زمان مختلف، له أبجدياته وأولوياته، وعليه المحافظة على الأساس، ويحتاج حسن التدبير والتخطيط لملائمة اللحظة والساعة، التي يعيشها ويتداولها.


error: المحتوي محمي