ماذا نستطيع أن نفعل خلال فترة الحجر الصحي؟ سؤال لو وجّهناه لبعض من يعيشون هذه التجربة، ربما يقول أحدهم: ماذا بوسعنا أن نفعل سوى النوم وتناول الطعام ويقول آخر: إنا لا نملك إلا الانتظار حتى تنقضي هذه الأزمة، وتلك إجابات تحمل داخلها معنى سلبيا، وبالنظر من زاوية أخرى نرى أشخاصًا متفائلين إيجابيين يجعلون من الحجر فرصة أخرى للحياة فيستثمرون أوقاتهم بما يعود عليهم بالنفع فيلتحقون ببرامج تساهم في تطوير ذواتهم وتحسين مهاراتهم.
من جانب آخر هو فرصة للتطوير الشخصي، الاجتماعي، والأسري بشكل خاص، فكيف يكون ذلك؟
لا يتحقق ذلك إلا بالعلم والسلوك، فالقراءة والبحث عن المعرفة أمران مهمان، لكن لابد من التطبيق والممارسة، وهنا أستثمر حديثي لأوجه رسالتي لأفراد الأسرة فهم النموذج وهم الاستثمار الحقيقي.
على الأب أن يكون نموذجا للرحمة والعطف، نموذجا يحتذى به، فهو معلم الأسرة، لذا عليه أن يستمع لأبنائه وأن يسعد بالتعامل معهم ويشاركهم ألعابهم، فيكتشف طاقاتهم، وربما يساهم ذلك في تفريغ انفعالاتهم السلبية بالإضافة إلى ذلك عليه أن يقوّم أخطاءه، ولا يزكي نفسه، وذلك يكون من خلال المناقشة وتبادل الحديث والحوار مع الأبناء.
وللزوج أيضا أقول: فلتكن هذه الفترة فرصة لتذويب جليد الاختلافات الزوجية، وإعادة بناء حياة جديدة مختلفة ومفعمة بالحب والعطاء، لذا على الزوج أن يقضي وقته مستمتعا مع زوجته قريبا منها مثنيا على جهودها في أعمال البيت وفي تربية الأبناء، يوجه لها كلمات ورسائل كلها تغذي الحب مثل شكرا حبيبتي، أنت أجمل امرأة، طريقة في التربية هي الأفضل.
من جانب آخر على الزوجة الابتعاد عن ما يعكر صفو حياتها الزوجية، عليها الاستماع للزوج، ولا بأس بالتنازل أحيانا، ولاشك أن الحياة الزوجية مشتركة واستمرارها مرتبط بعوامل متعددة أهمها الحوار، المشاركة والاحترام المتبادل.
وختاما، يمكن لهذه الفترة أن تكون مختلفة بكل التفاصيل، استثمروها بالعلم وتعليم الأبناء، وحفظ سور القرآن، ومسابقات، وقراءة، مكافآت، والالتحاق بالدورات العلمية والعملية.