من منصة «اليوتيوب».. الخنيزي: التأنيب وتحديد التفكير يقتلان إبداع الطفل

ذكر المدرب محمد الخنيزي أن تفكير الأطفال إلى عمر خمس سنوات يكون جانبيًا وخياليًا بنسبة 98% وتنخفض النسبة مع التقدم بالعمر، مشيرًا لبعض الدراسات التي تقول إنه مع بداية دخول الطفل المدرسة يتحول تفكيره من جانبي خيالي إلى تفكير منطقي محض.

وأضاف “الخنيزي” أن بعض الأمهات تستشف ذكاء طفلها من الصغر، وتتنبأ بأنه سيكون عبقريًا ونابغة، حيث يكون تفكيره خياليًا وإبداعيًا، ولكن بمجرد دخوله المدرسة وتحديد تفكيره وتأنيبه ببعض الألفاظ التي توجه له، خاصة حين يسرح بخياله، فإنه يتم قتل الجانب الإبداعي والخيالي فيه.

ولفت إلى أنه في اليابان أكثر المسابقات التي تتطلب الخيال بالتصاميم والتصورات والابتكارات تكون موجهة للأطفال وليس للكبار، لأن خيال الأطفال أكبر، حيث إن الكبار يسيطر عليهم التفكير المنطقي.

وبيَّن أن البعض يضع الموهبة في إطار الجانب العلمي والتعليمي فقط، بينما الموهبة تتفرع لجانب علمي وفني، لهذا هناك من يكون غير موفق علميًا لكن لديه مواهب فنية في الرسم أو الموسيقى أو الحركة والرياضة وغيرها، ويتم إهمالها وعدم تنميتها، مؤكدًا أن الموهبة تضمر ولا تموت.

ونوه إلى أن أهم الأمور التي تؤدي إلى القضاء على موهبة الأطفال هو إهمال الوالدين لموهبتهم، خاصة من جانب الأب، لأنه يمثل شيئًا كبيرًا ورمزًا للموهوب، وبالتالي يتوجه للأم إذا لقى صدًا من الأب، بالإضافة إلى عدم توفير البيئة المناسبة لموهبته وسرعة النقد لفكرته، والأدهى هو الوصول إلى مرحلة الاستهزاء التي ستجرح مشاعره الحساسة والتي تبتغي الكمال.

جاء ذلك عبر قناة “الخنيزي” في “يوتيوب”، والتي يقدم فيها برنامجه التدريبي عن بعد خلال فترة الحجر المنزلي بالقطيف، حيث حملت الحلقة عنوان “هل طفلي موهوب؟”، وذلك على مدى يومين اختتما يوم الخميس 19 مارس 2020م، بحضور وتفاعل الكثير من الأمهات والمهتمين.

وافتتح “الخنيزي” برنامجه بتعريف العقل وأنواع التفكير الذي تفرع إلى؛ تفكير رأسي منطقي، وتفكير جانبي وخيالي، والذي أكثر من يستخدمه المفكرون والمبدعون.

وعرّف الموهبة على أنها قدرة خاصة تجعل الشخص يتقن عمله وينفذه بسهولة، مع التعريف بأهم المقاييس الخاصة بها سواء؛ القدرات العقلية، أو الذكاء، أو الرسم، وغيره.

واستعرض أهم الخصائص التي يتم من خلالها اكتشاف الموهوب من الأطفال، ففي المجال الحركي والجسمي يكون الموهوب مبكرًا في الحبو والمشي بالنسبة إلى أقرانه، ويحب الرياضة، ولكن ليس كفرط حركة، ولديه قوة جسمية وصحية، وذلك لا يمنع أن يكون ذوو الإعاقة يملكون موهبة كذلك.

أما في المجال العقلي، فأوضح أن أهم مؤشرات الموهبة أنه يكون ذا حصيلة لغوية كبيرة، ويكون النطق لديه مبكرًا، وله قدرة فهم سريعة، ويطرح الأسئلة المثيرة التي قد تحرج الشخص الناضج الذي يعرف إجابتها لكن لا يعرف كيف يجيب عليه بها، بالإضافة إلى حبه للمعلومات العلمية وتركيزه العالي وخياله الواسع وقدرته على حل المشكلات، وحتى لو كان بطيئًا في تحليل المعلومات، لكنه يكون سريعًا في إيجاد الحل الدقيق والمبهر.

وتابع “الخنيزي” أنه بالنسبة للجانب العاطفي للموهوب، فهو شخص حساس ويحب العزلة إذا وجد من حوله مملين ولا يثيرونه أو يتكلمون في أشياء تافهة فيفضل العزلة، لكن إذا وضع مع فريق عمل يحبه وأشخاص منسجمين معه، فهو سيكون شخصًا اجتماعيًا، بالإضافة إلى أنه يحب علاقته مع من هو أكبر منه.

ونوه إلى أن دور الأسرة مع الموهوب يكون بأحد أمرين؛ إما القضاء على موهبته وكبتها، أو تنميتها ورفع معنوياته ودعم موهبته.

وفي الختام، عرض “الخنيزي” كيفية تنمية الموهبة بمساعدة الطفل وتبني أفكاره، ومعرفة أن الطفل الموهوب يصاب بالإحباط بسرعة لأنه حساس ولا يتقبل أن تكون فكرته غير صحيحة، لافتًا إلى أنه لابد من إيصال فكرة أن الخطأ وارد، مع توفير الأمور التي تدعم موهبته، فإذا كان يحب القراءة يتم توفير الكتب له، وإذا كان مهتمًا بالبحث عن المعلومات يتوفر له حاسب وغيره.

يُذكر أن “الخنيزي” سيقدم الأحد القادم برنامج “التميز الوظيفي” على مدى خمسة أيام عبر قناته التعليمية بـ”يوتيوب”.


error: المحتوي محمي