عن التخصصات الجامعية أتحدث

إنه من الطبيعي جدًا أن يبذل أبناؤنا وبناتنا تلاميذ وتلميذات المرحلة الثانوية قصارى جهدهم في الحصول على أعلى المعدلات، وكذلك الاجتهاد مع عدم إهمال اختبارات القدرات والتحصيلي.

ومن المهم جدًا التنبه للاهتمام بتعلم اللغات الحية وإتقانها، وعلى رأسها اللغة الإنجليزية والفرنسية أمهات اللغات المعاصرة اليوم، وهنا نشير لدور الوالدين المفصلي في الأخذ بأيدي الأبناء، وتوجيههم للطريق الصواب واجتياز هذه المرحلة الصعبة من حياتهم.

إن دور الوالدين مفصلي ومصيري في هذه المرحلة الخطيرة من حياة الأبناء، دور يرسم معالم مستقبلهم، فالإهمال أو الصد من قبل الوالدين؛ سيترك الأثر السيء على مستقبلهم ولربما ضاعوا وأضاعوا بوصلة الحياة، ومن هذا المنطلق أقدم بعض النصائح لعلها تترك أثرًا ولو بعد حين:

١- اختار التخصص حسب قدراتك. فأنت الوحيد الذي تعرف إمكاناتك وقدراتك، أنت الوحيد من يعرف قدرته على الفهم والحفظ والاستيعاب، فلنأخد تخصص الرياضيات الذي يحتاج إلى حفظ قانون ثابت لكن الفهم هو سيد الموقف من حيث كون الرياضيات معتمدة على الفهم والاستيعاب والقدرة على حل المسائل البسيطة وصولًا إلى المعقدة منها.

٢- كن واقعيًا واختار التخصص حسب معدلك وعلاماتك في المرحلة الثانوية، فالجامعات تقبل التخصص حسب المعدل، لا يصدمك الواقع ولا تستطيع إكمال دراستك الجامعية، فالطب يحتاج إلى معدلات عالية والمنافسة قوية في جميع الجامعات.

٣- ابحث عن بعثة أو منحة دراسية في تخصصك؛ فهذا سيزيل عبأ كبير عن عائلتك وعنك وستكون فرصة طيبة.

٤- اختر تخصصك حسب ميولك؛ فمثلًا إذا كنت تحب الفن والرسم وتريد أن تكون مهندسًا فاختر الهندسة المعمارية فهي تلبي طموحك الفني والمهني وسوف تبدع فيها.

٥- اختر تخصصًا وراقب توقعات سوق العمل بعد تخرجك من الجامعة، فإذا وجدت أن سوق العمل غير مجدية وأن الخريجين كثيرين والسوق مكتفية فلا تذهب إلى هذا التخصص؛ لأنك لن تجد فيه وظيفة.

٦- لا تتبع سياسة القطيع في اختيار التخصص، فلا تتبع أصدقاءك في اختيار التخصص لأنك قد تختار تخصصًا لا يناسبك وتتورط وقد تخسر مستقبلك، ولكن اختر تخصصًا تحبه وتستطيع إكمال الدرب فيه.

٧- راعِ ميزانية العائلة في اختيار التخصص ولا تفرض عليهم جامعة وتخصصًا لا يستطيعون مساعدتك فيه، فَلَو اخترت جامعة خاصة وأعلى من إمكانات عائلتك لن تستطيع إكمال الدرب حتى التخرج، فكن حكيمًا وتفهم ظروف والديك.

٨- إذا اخترت تخصصًا صعبًا ويتطلب الحفظ والفهم مثل الطب، فيجب عليك المثابرة والتحصيل والنفس الطويل لأنك ستواجه صعوبات، فالدراسة الجامعية تحتاج جهودًا كبيرة أضعاف الثانوية، وتحتاج التجهيز بدراسة اللغة الإنجليزية قبل بدء الدراسة، ولو لم تنجح من المرة الأولى في إحدى المواد فيجب ألا تحبط وتثابر وتبذل جهدًا مضاعفًا.

٩- لا تختر تخصصًا قد يكون غير مقبول في بلدك أو أن التقدم التكنولوجي قد ينهيه أو لا تحتاجه بلدك فيكون غير مصنف عندها، فاختيارك تخصصًا مصنفًا ومقبولًا في بلدك يساعدك في إيجاد الوظيفة المناسبة. وابحث عن التخصصات التي لا تتغير رغم التقدم التكنولوجي.

١٠- ابحث عن تخصصات المستقبل التي قد تكون جديدة بسبب التقدم التكنولوجي. وإنها قد تتوفر في بلدك وتناسب قدراتك وميولك.

وأخيرًا ستجد أنّ عملية اختيار التخصص المناسب غير معقدة ويمكنك العثور على التخصص الذي تبحث عنه، وتذكر دومًا أنّك تستطيع تغيير تخصصك متى شئت.


error: المحتوي محمي