الخوف العقلاني هو حالة طبيعية ونفسية يشعر بها الإنسان منذ ولادته، ويتفاوت شعور الشخص بهذه الحالة باختلاف عمره وبيئته وطبيعة جسمه وإدراكه العقلي.
وأما الخوف الغير عقلاني فهو ما يسمى بالفوبيا، ومن أبرز صوره الخوف من الأماكن المرتفعة أو من أنواع الحيوانات والزواحف وغير ذلك.
ومن أبرز أسباب الخوف العقلاني هو وجود الأخطار التي تواجه الإنسان أو المجتمع صحيًا أو اقتصاديًا أو في حالات الحرب مما تؤدي إلى تهديد الجسم أو الحياة بشكل عام، مما ينتج عنه مواجهة الإنسان لهذه الأخطار أما بالمواجهة المباشرة للنجاة و الانتصار، أو الهروب، و بالطبع فأنه كلما إشتدت الأسباب إشتدت حالة الخوف.
ولعله من أبرز أهداف وأسباب تكوين المجتمعات البشرية هي: توحيد أفراد المجتمع لمحاربة الأخطار المحدقة بهم بشكل جماعي بدلًا من محاربتها بشكل فردي.
وبعد هذه المقدمة التعريفية ألا يحق للعقلاء المطالبة بنشر ثقافة الخوف العقلاني في المجتمع، والتي توصلنا جميعًا إلى شاطئ النجاة، بدلًا من الإيحاءات السلبية بمطالبة المجتمع بعدم الخوف وتكون النتيجة التجمعات والتصرفات اللاعقلانية.
وقد يقول قائل أن الهدف من المطالبة بعدم الخوف هو خلق الشعور الإيجابي والراحة النفسية لدى أفراد المجتمع.
إن الإيجابية في مثل هذا الموقف هو نشر ثقافة الحيطة والحذر بإبراز الصورة كاملة دون زيادة أو نقصان، لكي يستشعر الجميع بالمسؤولية التامة تجاه أفراد المجتمع والذي يغلب عليه (الأمراض المزمنة)، وليس بخلق المغالطات بتحويل السلبي إلى إيجابي بدافع عدم التهويل واستشعار الراحة والطمأنينة الخادعة.
وليكن نصب أعيننا نتيجة تجربة التساهل الإيطالية والتي أدت إلى عدم قدرة المستشفيات على استعياب الحالات المصابة بسبب اكتضاض المشافي وعدم مقدرة الكوادر الطبية مباشرة جميع الحالات، مع الأخذ بعين الاعتبار تعامل دولتنا بمثالية بوضع الخطط التستباقية والاحترازية خلاف الكثير من الدول، وبالطبع لا نتمنى ذهاب تلك المجهودات سدى بتصرفات غير عقلانية أو ببث خطابات عدم التهويل والتساهل.