نامت طفلتي فوق قصاصات من ورق وحولها الأقلام والألوان والورق..
سمعتها بين أنين وأرق..
اقتربت منها فلم أجد غير الدموع على الورق..
وخصيلات شعرها منثورة فوق قصاصات
الورق..
راودتني عيني كي أنظر للأكف الصغيرة
القابضة على الورق..
تراها ماذا كتبت؟؟
وإلى أي مدى قد وصلت؟؟
اقتربت أكثر وأكثر كي أبعد قصاصات الورق..
التي تناثرت حولها وأنا في قلق..
طفلتي ماذا تراها كتبت؟؟
وإلى أي مدى قد وصلت؟؟
مددت يدي كي أفتح الكف الصغير
لكنها بكت..
وهي في نوم عميق وبين الأرق
انتشلت قصاصتها
فإذا بها ماذا تراها كتبت؟؟
(قطيفنا) هذه إحدى قصاصات الورق
(ماذا حل بكِ ومن أين لكِ هذا المرض) هذه إحدى قصاصات الورق..
ستشفين قطيفنا وستعودين مبتهجة) وهذه إحدى قصاصات الورق..
لممت أوراقها وكلي آهات وألم وأرق..
تجولت بين صفحات رسومها وكذا كتاباتها على الورق..
وجدتها تناشد أهل قطيفنا.. بكلمات التمني.. ارحمونا ودعوا هذا الوباء ينجلي.. وينتهي منا القلق..
رسمت فوق بعض القصاصات رسم كورنا وقالت هذا وباء يحمل كل هم..
نامت طفلتي بحالة هم وأرق
بعد أن بنت مدينة القطيف من الورق..
وزينتها بأجمل الحلل.. ونظمت عقد لؤلؤ مصنوعاً من ورق.. كتبت علية سورة الفلق..
دمعت عيناها.. وهي تخط بالقلم..
كلمة آية من شر حاسد إذا حسد..
وعلقتها على عنق قطيفنا الذي صنعتها من ورق..
مدينة ما أجملها وكأنها فتاة يستعد الجميع لزفافها بعد إزالة الوباء بثوب أبيض كبياض الورق..
وكتبت فوقه احموا قطيفنا من كل هم وأرق..
دعوها تنام بهدوء
وتنعم بالنعم…
فرحماك يا ربي بقطيفنا وهذا آخر ما وجدت من قصاصاتها من الورق..
وانقضى الليل وشحوبه وطفلتي ما زالت نائمة على قصاصات الورق..