حقق الشاعر الدكتور أمين عبد الله آل حيان المركز الأول، في مسابقة شعراء الأمير بمسجد الشهداء بالقديح.
وجاء فوز آل حيان بقصيدته “بَيْنَمَا كُنْتَ تَغْزِلُ العَرْش”، من بين 17 قصيدة لـ15 شاعرًا، وشاعرتين فقط من بنات حواء.
وحصل على المركز الثاني الشاعر حسين إبراهيم الخويلدي، بقصيدته “غيبيٌّ مِن (خارجِ الزَّمَكَان)”، و فيما فاز بالمركز الثالث الشاعر علي العوازم، بقصيدته التي لم يعنونها.
ودارت القصائد في فلك حياة الإمام علي “ع”، حيث جعل الشعراء هذه الشخصية الإسلامية، منبعًا لأحرفهم.
وحددت اللجنة المنظمة معايير المسابقة، كالتالي: أن تصاغ القصيدة في الإمام علي “ع”، وأن يكون الشاعر من بلدة القديح لجميع الأعمار، وأن تكون القصيدة عمودية من الشعر الفصيح، وتتراوح أبياتها من 14 إلى 20 بيتًا.
وكانت لجنة شعراء الأمير بمسجد الشهداء في القديح، قد أعلنت أسماء الشعراء الفائزين بالمراكز الأولى، في الجلسة التي عقدتها يوم الخميس 17 رجب 1441هـ.
النصوص الفائزة
قصيدة المركز الأول للشاعر الدكتور أمين عبد الله حيان
بَيْنَمَا كُنْتَ تَغْزِلُ العَرْش
ترَكُوْكَ يا قوسَ السماءِ مُعَلَّقَا
فاضرِبْ رقابَ الغيمِ كي يتعرَّقَا
بلِّلْ جدارَ الوقتِ ثمَّةَ موعدٌ
لحَظاتُهُ يَبَسَتْ فكان مُخَرَّقَا
واصْنَعْ أريجًا آخرًا مُتسرِّعًا
هذا الندى يكفيْهِ أنْ يتعتَّقَا
مثقوبةٌ أعمارُنا وجيوبُنا
فاهرُبْ بنا عبرَ الفناءِ إلى البَقا
نادَيْتُ قلبَكَ يا عليُّ ولمْ يُجبْــ
ـنِي ، عندما صَدْرُ النداءِ تشقَّقَا
وتركْتَني أخطو فأعثُرُ دونما
كفٍّ تُفَتِّحُ ما أراهُ مُغَلَّقَا
وهيَ المشيئةُ في يدَيْكَ تَهُزُّهَا
رُطَبًا فيَأْكُلُهُ أخٌ ليَ في الشقا
وأنا أنا القرويُّ حظِّيْ سلعَةٌ
نفَذَتْ وفي روحي الضياعُ تسَوَّقَا
طُوْفَانُكَ العَلَوِيُّ يأخُذُني إذا
سافَرْتُ فيكَ مُغَرِّبًا ومُشَرِّقَا
للْوَقْتِ شِرْيَانٌ من الأحْلامِ نا ـ
ـ فذَةٌ تُهَرِّبُ أُكْسِجِيْنًا أزْرَقَا
هيَ لحظةٌ وأراكَ تفْتَحُ جُرْحَكَ الـ
أثَرِيَّ ، فُزْتَ وكان فَوْزُكَ مُرْهِقَا
تأْتِيْ فيَتَّسِعُ الزمانُ مُجَدَّدًا
تغدو فيَغْدو العُمْرُ بعدَكَ أضْيَقَا
هلْ يسْتَرِيْحُ الحُزْنُ في أروَاحِنَا
إلَّا إذا نكَأَ الجراحَ وعَمَّقَا؟
عُدْ سيِّدِي مَطَرُ السُؤالاتِ ارْتَمَى
كالحبِّ في عينَيْكَ ساعةَ أبْرَقَا
إنْ عُدْتَ أوْ ما عُدْتَ ثمَّةَ بيْعَةٌ
أُخْرَى فهذا الوحيُ جاءَ مُفَرَّقَا
رتَّبْتَ أرْصِفَةَ الدُرُوْبِ حمَلْتَهَا
وتَرَكْتَ إيْقَاعَ الرحِيْلِ مُنَسَّقَا
في عِيْدِ خُمٍّ حين صاحَ مُحَمَّدٌ
جِبْرِيْلُ أَفْلَتَ جانِحَيْهِ وصَفَّقَا
مولايَ قلْبُكَ حِنْطَةٌ نجَفِيَّةٌ
وزَّعْتَهُ ونسِيْتَ ماذا أنْفَقَا
يا أولَ الشُعَراءِ مُتَّكِئٌ على
نُقَطٍ وأولَ من تمَلَّى منْطِقَا
أنْفَقْتَ كُلَّكَ عندَ أول ركْعةٍ
فالآيَةُ الكُرسِيُّ أنْ تتَصَدَّقَا
قصيدة المركز للشاعر حسن إبراهيم الخويلدي
غيبيٌّ مِن (خارجِ الزَّمَكَان)
طفلُ المشيئةِ في اللقاءِ الحاني
ها قَد تردَّى ثوبَهُ العرفاني
– الكعبةُ العرشُ
– الملائكُ حولَها صفُّوا
– ملامحُ غايةٍ وأماني
وكأنَّ جبرائيلَ ينصبُ سجدةً أخرى
ترى هل كانَ آدمَ ثاني ؟
شُقَّ الجِدَارُ
وحانَ وقتُ عبورهِ من غيبهِ نحوَ الوجودِ الفاني
هِيَ خطوةُ الملكوتِ
فاطمةُ المدى تمشي
وتحملُ غايةَ الإيمانِ
في هيئةِ القرآنِ أُنزلَ ناطقًا لِيُبلِّغَ المختارَ بالتبيانِ
وكأنها تلكَ ابتسامتهُ لطهَ
قد حكت عن “سورةِ الإنسانِ”
قيل: اسمهُ ماذا؟
فقالَ محمدٌ: ما كنتُ أسبقُ كلمةَ الرحمنِ
هذا عليٌ
و”العليُّ ” أرادَهُ نفسًا لأحمدَ في مدى الأزمانِ
عَبَرَ المرايا عاكسًا أحلامهُ البيضاءَ
يُبحرُ دونما شطآنِ
لا الوقتُ كان يُحيطهُ
لا الكونُ
كانَ محلِّقًا في (خارجِ الزَّمَكَانِ)
ما كان في العلياء؟
روح محمدٍ تكفي ليبلغَ عرشهُ الرباني
– يبدو
– ولا يبدو
هناك حقيقةٌ خلفَ الرؤى في قلبهِ النوراني
أفديهِ روحي
حينَ يزرعُ نخلةَ الأشواقِ
يحصدُ موطنَ التحنانِ
– يتأملُّ العلياءَ
– يقطفُ أنجمَ التأويلِ
– يسرحُ في مدى الوجدانِ
– متلثمًا يمشي
– ويطفئُ وجههُ النوريَّ
– يمسكُ خبزهُ بتفاني
وكأنَّ أيتامِ المشاعر
فوقَ أرصفةِ المجازِ
برهبةِ الأحزانِ
تلكَ الخطى
وجهُ ابتساماتِ اليتامى
حينَ جاءَ أبو الوجودِ الحاني
المستحيلُ على يديهِ يذوبُ
حتى ينتهي في غايةِ الإمكانِ
ما بين أعماقِ المنافي
حيدرٌ أضحى لقلبيَ أجملَ الأوطانِ
قصيدة المركز للشاعر الثالث علي مهدي العوازم
يَاْ شعْرُ مَالي وَمَا لِلْحَرْفِ مُرْتَبِكٌ
كلٌ يُغنـِّي وَلَا نايٌ له ضَحَكَا
أَهْدِيْتُ لِلْكَوْنِ أَحلَامِي فَأَوْدَعهَا
فِيْ (غَيْبَةِ الْجُبِّ) مَا أصغَى لَهَا وَحَكَى
دَلْوُ الجَوَابِ غَدَا أَسرَابُ أَخيِـلَة
وَهُـدْهُـدِيْ مِا أتَى، عَنْ وَعْدِنَا أَفِكَا
فَقُلْتُ لِلـ(طُوْرِ) يَا رُوْحِي لَعَلَّ بِهِ
(قَبْسٌ مِنَ الْنَاْرِ) أَو أُحْيِي بِهِ نُسُكَا
أَجُدّ فَيْ السَيِرِ لَاْ (طُوْرٌ) فَأَدْخُلُهُ
حَتـَّى وَقَعْتُ كَطَيرٍ يَرْتَجي الشَبَكَا
حُريـّتي قُيـّدَت والموجُ يُغرِقني
فَأينَ نوحٌ لِكي مَا أركَبَ الفَلكا
وَمَا بَرِحتُ أربّـي النـَّخلَ فِي لُغَتي
في حب أَكرَم مَن أَعطى وَمَن مَلَكا
يا فَرحَةَ المُصطَفى يَا سِرَّ بَهْجَتِهِ
ما ثم فِي الآي مِن مَدحٍ أرَاه لَكا
آت إِلَيكَ عَلَى أَكْتَافِ قَافِيَةٍ
دَمعُ اشتِيَاقٍ عَلى أَوزانِـها بَرَكا
يَـا حَيدَرَ الحُسنِ فِي لَيْلاكَ مُنـعَقِدٌ
صَفا يُوشـِّح بالإيـقَاعِ مَا حَبَكا
يُزَخـرِفُ الغَيمَ بالأنَـوارِ لَوَّنَـها
وَنَسمَةُ الوَردِ فِي أَرجَائِـها سُفِكا
فَيا بَدِيعاً تَجَلـَّى والمَدَى عَدَمٌ
بِطَـلـَّةٍ ضَوئُها قَد بَدَّد الحَلَكا
مَدائِنُ الرُّوح كَم فِي بَوحِهَا وَلَهٌ
أُحِس سَلمَانَ فِي أشـواقها اشـتركا
لله حُسنُكَ ما وَصفٌ سَأحْسِنُهُ
وَأيُّ شِعرٍ لَدَى عَليَاك يَبْـلُغكا