تمر قطيفنا الحبيبة بفترة عصيبة، للحد من انتشار الفيروس المستجد، فقد تم اليوم اكتشاف أربع حالات لثلاث سيدات ورجل قادمين من إيران، وبالأمس أعلنت وزارة الصحة عن تسجيل حالتين جديدتين قادمتين من إيران والنجف، وقبل ثلاثة أيام تم تسجيل ثلاث إصابات جديدة، من ضمنها، رجل قام بنقل العدوى إلى زوجته، كذلك سبقها حالتان لمواطن ومرافقه في السفر، حيث وصل عدد السعوديين في إيران ١٢٨ مواطنًا، منهم ٩٥ مازالوا على أراضيها، وقد شهدت بعيني، ولمست مدى حرص واهتمام حكومتنا الرشيدة في مطار الملك فهد الدولي وجهودها للحد من انتشار هذا الوباء، والسعي الحثيث الصادق للسيطرة عليه، وتكاتف وزارة الصحة، مع وزارة الداخلية لسلامة المواطنين، وعزل القادمين من الدول، التي تعاني من هذا الفيروس، ورقي التعامل معهم، وحجرهم في فنادق راقية، رغم ما يسببه الحجر الصحي الاحترازي للبعض من إزعاج، أو معاناة وقتية إلا أنه الإجراء السليم والنوعي، للتأكد من سلامة المواطنين.
إن عدم إفصاح بعض المسافرين عن مكان قدومهم، وتكتمهم، له سلبيات كثيرة، قد تدخل المجتمع فيما لا يحمد عقباه. إن الدولة مشكورة بادرت بالعفو عن الذين جاءوا من بلد ممنوع نظامًا، وعدم تطبيق لائحة العقوبات عليهم من الفترة التي تم تحديدها، وذلك للمصلحة العامة، وخطوة للقضاء على الفيروس. من هنا، وفي ظل هذه الظروف القاهرة، التي نمر بها، نحن بحاجة للتكاتف والمحبة، والتعاون، مع الجهات المختصة، والمبادرة بالإفصاح، والتوجه سراعًا إلى الكشف، فإن الوطن وسلامته واجب شرعي. وعليه، ومن باب المسؤولية، ينبغي لنا أن نبتعد عن نشر الإشاعات، وأخذ المعلومة من مصدرها الرسمي، وأن نتقلد بالوعي في هذه المرحلة، والابتعاد عن إفزاع الناس، وهلعهم بسبب معلومة مغلوطة من هنا أو هناك.
ختامًا، علينا العمل بما يوجهه المختصون من تعليمات وقائية، ونصائح، والتي منها الابتعاد عن الاختلاط، والحرص على عدم التقبيل، إضافة إلى عدم المبالغة في التبضع، وتخزين المواد الغذائية، فإن السلع التموينية، تتواجد، كعادتها، ولن يتغير شيء بهذا الخصوص.
لكل الذين سافروا إلى بلد يعاني هذا الفيروس، أقول: توجهوا إلى الكشف، فإن الفحص، والعزل لأيام، للاطمئنان على صحتكم، وعلاجكم أثناء الإصابة، يصب في صالحكم، وصالح المجتمع، وهو مسؤولية الجميع. حفظ الله وطننا الغالي من كل سوء، ونسأل الله تعالى الشفاء لكل المصابين.