كثيرون رجعوا من أسفارهم المختلفة وتقبلوا الإجراءات الاحترازية الصحية سواء كان في المستشفيات الحكومية أو التقيد بذلك في بيوتهم والتقيد بالتوجيهات والإرشادات الصحية بعدم التلامس مع الآخرين أو الاقتراب منهم لئلا يكونوا مصدر نشر لهذا الوباء.
ولربما كانت هناك بعض التصرفات التي حدثت تخوفا أو خطأ بلا شك وتظل نسبتها قليلة جدا ولكن توسعة دائرتها الإعلامية بما ينشأ عنه من تهويل في الخبر يجعل الناس المحيطين ومن هم خارج القطيف في تخوف من هؤلاء الناس وكأن القطيفي بؤرة من الفيروسات وهذا ما ينبغي على الإعلاميين الانتباه إليه وللأثر السلبي الناتج عنه، على المجتمع والوطن ككل.
ما ينبغي من الإعلامي وبالخصوص القطيفي الذي يعايش الواقع والذي يثق به الناس في عموم الوطن، أن ينتبه لكل كلمة تصدر منه خصوصا في مواضيع مهمة ومؤثرة على الفرد والمجموع الأعم، فلا ينقل إلا عبر مصادر رسمية وإن نقل خبرا فليعِد صياغته مرات ومرات قبل نشره والاستفادة من ذوي الرأي حتى لا يوقع مجتمعه في دائرة الناشرين لمثل هذا الوباء ويجعل أبناء بلده عرضة لتخويف الآخرين منهم والابتعاد عنهم، فسرعة الخبر مهمة عند الإعلامي ولكن حساسية الموضوع تحتم التروي.
المصادر الرسمية ستعطيك المعلومة وأنت من يحسن التصرف فيها وبها، بل ويهمهم وحدة الوطن وسلامته، فالصحة ستخبرك مثلا عن عدد المصابين وسبب الإصابة وأنت من تستطيع عرضها بطرق فنية متقنة، ولو كان هناك تسليط الضوء وتعريف بالأفراد الذين تقيدوا بالنظام وجلسوا في الحجر الصحي أو تقيدوا بذلك بالبيت وإبراز الحالة النفسية الطيبة حين بقائهم هناك ومشاعرهم الإيجابية في أنهم لا يودون أن يصاب أهلهم ومقربوهم ومجتمعهم وأبناء وطنهم بأي سوء منهم وهو الشعور الرائع.
القطيفيون أبناء حضارة عريقة وأبناء ثقافة واعية ولن يكونوا إلا عناوين دائمة للقيم الأخلاقية العالية والمثل الإنسانية الراقية.
أرجو من أخوتنا الشباب والشابات ومن ينشط في مواقع التواصل الاجتماعي أن يبرزوا الصورة الناصعة للقطيف الجميلة بحضارتها وقيمها وأخلاقها وأن يعطوا انطباعا جيدا عن القطيف خصوصا مع هذا الظرف الصحي الطارئ.
أدعوا لكل كوادرنا الطبية بالتوفيق والحفظ من أي مكروه فهم حقا جنودنا في مواجهة هذا الإعصار الخطير.