أكد الاختصاصي النفسي سلمان الحبيب أن كل شخص هو المسؤول الأول وله الدور الأكبر في تغيير نفسه، ولكن هذا لا يعني أنه لا يحتاج إلى مساند أو ظروف خارجية، مشيرًا إلى أن المساند أو المعالج هو الدليل لطريق التغيير، لكن ليس بالضرورة أن يختاره الشخص، فقد تساعده الظروف الخارجية في ذلك، مضيفًا أنه لا أحد يستطيع تقديم الحل السحري، فلابد من تكبد الصعوبات والمسؤوليات والضغوطات.
وقال “الحبيب” إن الشعور بالتراجع سيختفي ويصبح الشخص أقوى إذا قاوم هذا الإحساس، أما إذا استسلم سيصبح حاله أسوأ، وضرب مثالًا على ذلك بمن يتبعون حمية وليس لديهم إرادة، حيث تعود الزيادة في الوزن لديهم أعلى من السابق.
جاء ذلك في محاضرة “الحبيب” بعنوان “التغيير الإيجابي”، التي استهدفت تغيير الأفكار والطبائع والسلوكيات الناتجة عن الضغوط، والتي أقيمت في قاعة “الحوراء” بالعوامية مساء يوم الثلاثاء 3 مارس 2020م، والمنظمة من قبل اللجنة النسائية التابعة لجمعية العوامية، بالتعاون مع مجموعة أصدقاء تعزيز الصحة النفسية، وجذبت 44 مشاركًا من الرجال والنساء.
وأوضح أن معادلة التغيير تتمثل في تحمل المسؤولية والالتزام والاستمرار والرضى، وأن من يتحمل المسؤولية يلتزم بالتغيير ويستمر ويشعر بالرضى على ما يتحمله من صعوبات وما يحققه من إنجازات.
وشدد على ضرورة عدم اتخاذ أي قرار في حال الانفعال والغضب والضغط، لأنه في حالة الضغوط الشديدة قد يتخذ قرار فرد جاهل لا يعرف أبجديات الحياة، وتابع: “لهذا لا تقرر حتى تعرف أين تسير”.
وعرض بعض النماذج الملهمة التي واجهت الظروف وتغيرت رغم كل العقبات والضغوط، مثل نيكولاس الأسترالي وإديسون وديموستن ووالاس جونسون، وفرانكل الذي استعرض تجربته في السجن، والتي خرج منها بنظرية المعنى.
واختتم “الحبيب” المحاضرة بعرض ما يحتاجه كل من أراد التغيير ومنه؛ الخروج من دائرة المشكلة إلى الحل، والتفكير فيما يجب أن تفعل لا فيما حدث، والتحلي بالإصرار والصبر على التغيير لأن الخطأ وارد في كل خطوة، والاستمرار وعدم الالتفات للإحباط والمخاوف، والرضى بالنتائج إذا ما بذل الشخص كل ما بوسعه، ومواجهة المشاكل أولًا بأول بدلًا من الهروب منها، والابتعاد عن التفكير في أن هناك حلًا مثاليًا لكل مشكلة.