قصاصات أوراق ملونة للوهلة الأولى تنظر لها فتعتقد أنها لا شيء بل مجرد أوراق ذات استخدام عادي، لكن بالنظرة الفنية سيدهشك ما قد تقوم به كومة القصاصات تلك، فستراها بُنية أساس تصنع أرقى لوحات الفن، وبأدوات بسيطة لا تتعدى الغراء والورق و”إبرة مشقوقة” إن تطلب الأمر.
Quilling paper art
ببضع لمسات فنية استطاعت الفنانة ليلى عبد رب الحسين الزاير الرسم بقصاصات الورق الملونة عوضاً عن الريشة والألوان وذلك عبر لف الورق بأدوات بسيطة وقليل من الصبر والشغف بفن “لف الورق” أو ما يسمى بـ”Quilling paper art”، وهو فن غير تقليدي قديم يعود لأيام الثورة الفرنسية في القرن الثامن عشر، ابتدأ تحديداً من الكنائس حيث كان الرهبان يقومون بقص أطراف الكتب الخالية من الكتابة على شكل شرائط ويشكلونها لتزيين جدران الكنائس، فيما يقول البعض الإخر بأنه نشأ في الصين وذلك مع ظهور الورق.
وأساس الفن عبارة عن شرائط ورقية ملونة، يتم لفها بواسطة إبره خاصة ثم يتم تشكيلها بواسطة اليد لتعطي أشكالًا أو مجسمات مختلفة.
السوشل ميديا أفنية للتعليم
بعد أن تعلقت ليلى بفن “لف الورق” نتيجة اللوحات المبهرة التي شاهدتها من صنع الفنانين الشغوفين به، تفحصت إتقانهم وأحبت جمالية دقتهم، فقررت أن تخوض التجربة وتنزل ميدان الممارسة بأمل منافسة كل من عمل به وأتقنه وتصير كمن أعجبت بلوحاتهم.
تقول الزاير لـ«القطيف اليوم»: “بعد أن شمرت عن ساعدي، بدأت أولاً في الاطلاع على هذا الفن أكثر وأخذت دروسًا مكثفة عن طريق اليوتيوب، ثم قمت بتطبيق ما تعلمته، وكانت بداياتي مع الزهور تحديداً، ومازلت في أخذ المزيد من الدروس فكل يوم هناك الجديد”.
وتضيف: “أمارس هذ الفن منذ 6 سنوات تقريباً، لكن الممارسة الفعلية اعتبرها شخصياً عندما قررت أن أفتح حسابًا على موقع “الإنستجرام” وذلك منذ 3 أعوام فقط، حيث كنت قبل مشاركة أعمالي على وسائل التواصل أمارس هذا الفن بشكل متقطع.
وتكمل: “أما بعد الإنستجرام فأصبحت ممارستي لهذا الفن متواصلة ودائمة، رغم أنه فن يحتاج إلى الكثير من الوقت والصبر نظراً لعدم سهولته”.
وتتابع: “وصل مجموع أعمالي المعروضة إلى 77 وهي متنوعة ما بين لوحات جمالية ولوحات تحمل أسماء وبطاقات وجميعها منفذه “بفن لف الورق” أما ما زاد فهو رسم بألوان الباستل، وبنسبة لي أقرب لوحة لدي هي لوحة القبة الخضراء، وإكليل الورد”.
مجتمع لا يهوى التجديد
من خلال ممارسة الفن تؤكد الزاير أن 70% من أفراد المجتمعات العربية تقليدية بالفن لا تميل إلى التجديد، ومما يدلل عليه هو ندرة ممارسي “فن لف الورق” رغم معرفتهم به، وعزوف شراء اللوحات الفنية المستجدة، فالمشتري عندما يقرر أن يقتني لوحة ما غالباً ما يشتري شيئًا مألوفًا ومعروفًا، وفن “لف الورق” يعتبر جديدًا على الوطن العربي فلذلك الإقبال عليه شبه معدوم.
من هي ليلى؟
ليلى عبد رب الحسين الزاير الحاصلة على بكالوريوس تربية فنية من جامعة الملك سعود بالرياض، درست عدة دورات في مجال الفنون والخط، وشاركت في مسابقة الفنون التشكيلية بقسم التربية الفنية في الرياض بمناسبة مرور 100 عام على تأسيس المملكة عام 1420هـ، وحصلت على جائزة (الجداريات).
واشتركت في القطيف في معرض الفن التشكيلي السابع عشر عام 1424هـ، والمعرض الرابع لتشكيليات المنتدى الفني النسائي عام 1429هـ.
وساهمت في إعطاء دورات في الرسم الصيفي والحرف اليدوية في المركز الثقافي الصيفي الثاني للبنات في الدمام عام 1422هـ، كما ساهمت على مدى عامين متواليين في إعطاء دورات للرسم الصيفي في مركز التنمية الاجتماعية بالقطيف عام 1423هـ، وعام 1424هـ.