يا مَن يتوبُ على المُسي ءِ بعفوِهِ
و يجودُ بالصَّفحِ الجميلِ و يغفِرُ
إنِّي أنا العاصي و قد طالَ المَدى
في ظلّ عصياني و جُرمي يكبُرُ
إنِّي لأعلمُ ما أمرتَ بهِ و ما
عَنْهُ نهَيتَ و كُنتَ منهُ تُحذِّرُ
قد غرَّني ما قد علِمتَ مِن الهوى
و النَّفسُ في غفَلاتِها لا تشعُرُ
ويلي إذا عُرِضتْ ذُنوبي في غدٍ
و أنا الذي في فعلِها لا أُنكِرُ
أنَّى و قد نطقتْ جميعُ جوارحي
بجرائمي و إلى اجتراحي تنشُرُ
و على صراطِكَ يا إلهي كيفَ بي
إن كُنتُ في مشيٍ بهِ أتعثّرُ
ثقلي على ظهري أنوءُ بحَملِهِ
والموقفُ المُخزي بهِ أتحيَّرُ
ذنبٌ على ذنبٍ و سيّئةٌ أتت
في إثر سيّئةٍ تزيدُ و تكثُرُ
و أخالُ أعمالي أتت بصحيفةٍ
سوداء يُخجلُ حالُها و يُكَدِّرُ
سَجَّرتَ نارَكَ للعُصاةِ و إنَّني
في مسِّها يا خالقي لا أقدِرُ
بدني ضعيفٌ لا يُطيقُ لحرِّها
أنَّى و كيفَ إذا غدت تتزفَّرُ
هَولٌ يشيبُ لَهُ الرَّضيعُ لعُظمِهِ
مَن ذَا يرقُّ لحالتي أو ينظُرُ
أترى زبانيةَالعذابِ تسوقُني
سحبًا و بالقيدِ الثَّقيلِ أُجرجَرُ
أتُراكَ للنَّار السَّعيرِ تزُجُّ بي
يا مُنتهى أمَلي و أنتَ الأقدَرُ
رفقاً فعبدُكَ لم يكن بكَ جاحداً
يوماً و كان بِوردِهِ لكَ يذكُرُ
إن أبعدتني شِقوتي و خطيئتي
و عَلِمتُ أنِّي لا محالةَ أخسَرُ
و صحيفتي إن كُنتُ قد سوّدتُها
بقبائحي و أتيتُ ما لا يُعذَرُ
لكنَّ لي أمَلاً بأنَّكَ راحمي
و مُخَلّصي مِن كُلِّ نارٍ تسعَرُ
بالعترةِ الشُّفعاءِ آلِ المُصطفى
خُذني بعفوِكَ إنَّني لَمُقصِّرُ
جُدْ لي بجودِكَ يا كريمُ بحقِّهم
و على ذُنوبي قد رجوتُكَ تستُرُ
ربَّاهُ و احشرني بزمرةِ سادةٍ
لهمُ الولاءُ بمهجتي مُتجذِّرُ
بالبضعةِ الزَّهراءِ سيّدةِ النِّسا
أبعِدْ عُبَيدَكَ عن مصيرٍ يخطُرُ
بغريبِها المظلومِ و السِّبطِ الذي
قد خرَّ عن ميمونِهِ يتعفَّرُ
و بأعيُنٍ سكبَت عليهِ مدامِعاً
هبْ لي رضاكَ فأنتَ أنتَ الأكبرُ
و اكتُبْ لِعبدِكَ يا إلهي رحمةً
فيها يجوزُ على الصِّراطِ و يعبُرُ
و يرى نعيمَكَ في الجِنانِ و قبلَهُ
يسقيهِ مِن حَوضِ النُّبوَّةِ حيدرُ