ثِقلي على ظهري …

يا مَن يتوبُ على المُسي ءِ بعفوِهِ
و يجودُ بالصَّفحِ الجميلِ و يغفِرُ

إنِّي أنا العاصي و قد طالَ المَدى
في ظلّ عصياني و جُرمي يكبُرُ

إنِّي لأعلمُ ما أمرتَ بهِ و ما
عَنْهُ نهَيتَ و كُنتَ منهُ تُحذِّرُ

قد غرَّني ما قد علِمتَ مِن الهوى
و النَّفسُ في غفَلاتِها لا تشعُرُ

ويلي إذا عُرِضتْ ذُنوبي في غدٍ
و أنا الذي في فعلِها لا أُنكِرُ

أنَّى و قد نطقتْ جميعُ جوارحي
بجرائمي و إلى اجتراحي تنشُرُ

و على صراطِكَ يا إلهي كيفَ بي
إن كُنتُ في مشيٍ بهِ أتعثّرُ

ثقلي على ظهري أنوءُ بحَملِهِ
والموقفُ المُخزي بهِ أتحيَّرُ

ذنبٌ على ذنبٍ و سيّئةٌ أتت
في إثر سيّئةٍ تزيدُ و تكثُرُ

و أخالُ أعمالي أتت بصحيفةٍ
سوداء يُخجلُ حالُها و يُكَدِّرُ

سَجَّرتَ نارَكَ للعُصاةِ و إنَّني
في مسِّها يا خالقي لا أقدِرُ

بدني ضعيفٌ لا يُطيقُ لحرِّها
أنَّى و كيفَ إذا غدت تتزفَّرُ

هَولٌ يشيبُ لَهُ الرَّضيعُ لعُظمِهِ
مَن ذَا يرقُّ لحالتي أو ينظُرُ

أترى زبانيةَالعذابِ تسوقُني
سحبًا و بالقيدِ الثَّقيلِ أُجرجَرُ

أتُراكَ للنَّار السَّعيرِ تزُجُّ بي
يا مُنتهى أمَلي و أنتَ الأقدَرُ

رفقاً فعبدُكَ لم يكن بكَ جاحداً
يوماً و كان بِوردِهِ لكَ يذكُرُ

إن أبعدتني شِقوتي و خطيئتي
و عَلِمتُ أنِّي لا محالةَ أخسَرُ

و صحيفتي إن كُنتُ قد سوّدتُها
بقبائحي و أتيتُ ما لا يُعذَرُ

لكنَّ لي أمَلاً بأنَّكَ راحمي
و مُخَلّصي مِن كُلِّ نارٍ تسعَرُ

بالعترةِ الشُّفعاءِ آلِ المُصطفى
خُذني بعفوِكَ إنَّني لَمُقصِّرُ

جُدْ لي بجودِكَ يا كريمُ بحقِّهم
و على ذُنوبي قد رجوتُكَ تستُرُ

ربَّاهُ و احشرني بزمرةِ سادةٍ
لهمُ الولاءُ بمهجتي مُتجذِّرُ

بالبضعةِ الزَّهراءِ سيّدةِ النِّسا
أبعِدْ عُبَيدَكَ عن مصيرٍ يخطُرُ

بغريبِها المظلومِ و السِّبطِ الذي
قد خرَّ عن ميمونِهِ يتعفَّرُ

و بأعيُنٍ سكبَت عليهِ مدامِعاً
هبْ لي رضاكَ فأنتَ أنتَ الأكبرُ

و اكتُبْ لِعبدِكَ يا إلهي رحمةً
فيها يجوزُ على الصِّراطِ و يعبُرُ

و يرى نعيمَكَ في الجِنانِ و قبلَهُ
يسقيهِ مِن حَوضِ النُّبوَّةِ حيدرُ


error: المحتوي محمي