وصلت العائلة إلى مواقف القنصلية..
الإجراءات كانت مشددة، لا جوال، لا كتاب لا مجلة أو حتى جريدة تدخل القنصلية…
دخلت العائلة غرفة الانتظار…
بدأ الأب يبحث عن شيء يتسلى فيه بعد أن علم أن الانتظار سوف يطول….
ولكن لحسن الحظ لا يوجد شيء…
نعم لحسن حظ الأب والأولاد، لأن الأب بدأ بالحوار والكلام مع أبنائة….
يقول الأب، كانت فرصة لا تعوض…
يقول، حسيت أني قريب من أبنائي وأن أبنائي كأنهم أصحابي…
كانت الأسئلة كثيرة والحوار طويل والنقاش مفيد وشيق، وعلم منهم هواياتهم وطموحهم المستقبلي…
يقول الأب، هذه الفرص قد لا تراها في البيت لأسباب كثيرة…
ومن ذلك اليوم أصبح أبناؤة كأصحابة، وكسر الكثير من الحواجز، وانتهى الخجل من البعض…
فمع تقدم العمر تتراجع ثقة بعض الأبناء بوالديهم ولهذا يحرص علماء النفس على أهمية بناء الجسور والتواصل بين الآباء والأبناء..
أصبح موضوع التواصل مع الأبناء من المواضيع الحيوية خاصة مع ملاقاة الآباء صعوبة في التواصل مع الأبناء…
لماذا يا ترى يحدث هذا؟
الأسباب كثيرة، وعلماء النفس لهم إجابات وتفسيرات متباينة وإن كان هناك اتفاق على بعض النقاط ومن هنا وجب على الوالدين توفير الوقت والاستعداد النفسي للتواصل مع الأبناء، والتعامل معهم مهما صعبت الظروف أو كثرت الواجبات فعلى الوالدين أن يكونا متواجدين في أي وقت، وفي أي مكان، وبأي وسيلة عندما يحتاج الأبناء إليهم؛ بل عليهم أن يشعروا بمتعة هذا الاتصال مع الأبناء، وأن يأتوا بهذا الاتصال وهم يشعرون بنوع من الحب والتفاني، لا أن يقوموا بهذا الاتصال وهم يشعرون بشيء من الواجب الثقيل على كاهلهم.
على الآباء أن يعلموا أن الأبناء فيما بعد سن الثامنة يميلون إلى الجلوس والحديث إلى آبائهم، ويحلمون بأن يكونوا على شاكلتهم، ويرغبون في السماع إلى توجيهاتهم، وينبغي للأب أن يستغل هذه الفرصة وهذا الميل من الأبناء، ويوجههم التوجيه الصحيح المثمر.
إن التواصل مع الأبناء ليس متعة للأبناء فقط في كونهم يحبون الاستماع إلى الآباء وإلى توجيههم، ورغبتهم في أن يكونوا مثلهم؛ بل ينبغي أن يكون متعة للآباء كذلك، فللأسف كثير من الآباء لا يفطنون إلى أن صحبة الأبناء متعة حقيقية تقارب نفس المتعة والإحساس عندما تمشي وبجوارك زوجتك أم الأبناء وهرمون الأندروفين يصب في عروقك وهو يزيدك سعادة وفرحا متغلبا على صب العرق ونتانته.