ذكرت طبيبة الامتياز فدك الهاشم أن دخول الأجسام الحادة مثل عظام السمك والمسامير والدبابيس في المجاري التنفسية تتسبب في حدوث أعراض جانبية تهدد الحياة، مشيرة إلى أن بعض أنواع أقراص الأدوية تعلق في جدار المريء نتيجة عدم تناولها مع كمية كافية من الماء وأن أكثرها شيوعًا هي المضادات الحيوية.
وأشارت الهاشم إلى أن نسبة احتمال حدوث مضاعفات كبرى تصل إلى 67% إذا تُرك الجسم الغريب أكثر من 24 ساعة داخل الجسد ومنها: التهاب الرئة، وعدم تمدد الرئة، والاختناق، والالتهاب المزمن والذي غالباً ما تسببه زيوت المكسرات، إضافة إلى حدوث نزيف شديد.
وبيّنت أن أكثر الأجسام الغريبة شيوعًا في المجاري التنفسية هي المكسرات، والقطع البلاستيكية، منوهةَ بأن أخطرها قطع الطعام الكبيرة، وكذلك الألعاب والبالونات التي قد تسبب سد الحنجرة والقصبة وبالتالي تؤدي إلى الاختناق والوفاة.
وذكرت طبيبة الامتياز أن منظار المريء الصلب إجرائي يُستخدم فيه المنظار الصلب لرؤية البلعوم والمريء من الداخل، ويتم عادة عن طريق إدخال أنبوب من الفم إلى المريء مما يسمح للطبيب بكشف الأجسام الغريبة أو إزالتها، مؤكدة أن أخطر الأجسام الغريبة هي البطاريات حيث إنها تحتوي على مواد كيميائية وتولد تيارًا كهربائيًا مما قد يتسبب في حدوث حروق وثقب في جدار المريء، بينما أكثر الأجسام الغريبة شيوعًا في المريء هي العملات المعدنية، وقطع اللحم الكبيرة، والأسنان والتركيبات السنية في ضحايا الحوادث.
جاء ذلك خلال الفعالية التي نظمها قسم الأنف والأذن والحنجرة، والتثقيف الصحي بمستشفى القطيف المركزي، بالتعاون مع الوحدة الصحية للجنة التنمية الاجتماعية الأهلية بالقطيف، حول العمليات الشائعة للأطفال، خلال يومي الجمعة والسبت 14-15 فبراير 2020، في مجمع القطيف سيتي مول، وبمشاركة عدد من الأطباء، وأطباء امتياز، وتمريض.
ولفتت الهاشم إلى وجود ثلاث مناطق طبيعية في المريء تعلق فيها الأجسام الغريبة وهي صمام المريء العلوي ويقع خلف الحنجرة، وضغط واقع على المريء من الأمام بواسطة الشريان الأورطي والشعب الهوائية، وصمام المريء السفلي ويقع خلف المعدة.
وبيّنت الأسلوب المتبع خلال عمل المنظار لإزالة الأجسام الحادة، تجنبًا لحدوث إصابة لجدار المريء خلال عملية الإزالة، موضحة المضاعفات المحتملة من إصابة الأسنان واللثة وتشنج المريء ذات الرئة الاستنشاقية، وثقب المريء، والنزيف الشديد، وهبوط الضغط، واضطرابات نبضات القلب والوفاة.
وتطرقت الهاشم بالحديث عن منظار الشعب الهوائية الإجراء الطبي الذي يستخدم فيه المنظار الصلب لرؤية المجاري التنفسية من الداخل، مشتملًا على الحنجرة والقصة الهوائية والشعب الهوائية، مما يسمح بكشف الأجسام الغريبة وإزالتها.
وأوضحت الهاشم أنه قبل إجراء العملية يتم أخذ إقرار خطي عن العلم بشدة الخطورة، وقبل إدخال أنبوب المنظار يُعطي طبيب التخدير المخدر العام، كما يتم رش مادة مخدرة موضعية في الحنجرة.
وتابعت، بأنه بعد التخدير وأثناء استلقاء المريض على ظهره يقوم الجراح بإدخال أنبوب منظار الشعب بحذر، حيث يمر الأنبوب عبر الفم، ثم الحنجرة، عبر الأوتار الصوتية وصولًا إلى القصبة ثم الشعب الهوائية، وعند العثور على الجسم الغريب يحاول الجراح إزالته بمساعدة ملقاط جراحي يتم إدخاله عبر أنبوب المنظار، لافتةَ إلى أن مدة الفحص تتراوح بين 20-60 دقيقة.
وبينت المضاعفات المحتملة للعملية من تحسس للدواء المخدر أو إصابة الأسنان واللثة، وجروح في الحنجرة والقصبة الهوائية، وتورم الحنجرة، إضافَةَ إلى عدم التمكن من استخراج الجسم الغريب لانغماسه في الأنسجة أو انزلاقه إلى القصيبات الهوائية مما يتطلب إجراء عملية فتح جدار الصدر من الخارج.
وأشارت الهاشم إلى أنه قد يلزم إدخال المريض للعناية المركزة للملاحظة اللصيقة تحسبًا لحدوث مضاعفات، وقد يحتاج المريض إلى الكورتيزون لعلاج التورم، منوهةَ بأن المريض قد يشعر بخدران الفم والحلق لعدة ساعات بعد العملية، لذلك يمنع من تناول الطعام والشراب لفترة، تجنبًا لدخول الأطعمة والسوائل إلى المجاري التنفسية والرئتين.
وأكدت أنه يجب على المريض عند الشعور بألم متزايد في الصدر، أو إصابته بحمى تستمر لأكثر من 24 ساعة، أو وجود صعوبة في التنفس، أو سعال مصحوب بكميات من الدم ضرورة مراجعة الطبيب فوراَ وعدم التهاون.