إن جئتَ حفلاً للبتولةِ فاطمٍ
بنتِ النبيِّ المصطفى خيرِ البشر
فاصدح وغرِّد بالصلاةِ على الهدی
فالنورُ من تلك البتولةِ قد زَهَر
قرَّت بها عينُ النَّبيِّ وأُسعِدَت
والبُشرُ حلَّ و قد مضى عنه الضَّجر
أعطاهُ ربُّ الكائناتِ عطيّةً
لا نهرَ يعدلُها ولا غالي الدُّرر
قد باركَ الرَّحمنُ في نسلٍ لها
ما كان يُمكنُ عدُّهُ وقد انتشر
من نسلِها غوثُ الورى وملاذُها
أعني به المولى الإمامَ المُنتظر
فلتسعدوا يا شيعةَ الكرَّارِ في
ميلادِها و لكُم بذلكَ مُفتَخر
زفوا لخير ِالمرسلين بشارةً
بقدومِها الميمونِ يا مَن قد حَضَر
بُشراكَ يا خيرَ الأنامِ بنَسمةٍ
طهُرَت وطابت ثم جادتْ بالثمر
قد أنجبت ريحانتين وفيهما
أُنسٌ لخيرِ المرسلين إذا نظر
هي كوثرٌ في الذِّكرِ بيَّن فضلَها
ربُّ الوری ولسعيها السَّامي شكَر
هي بضعةٌ للمُصطفى و حلِيلةٌ
للمُرتضى ليثِ الوغى الطُّهرِ الأغَر
هي أمُّ سادات الأنامِ و مَن بهم
و بحبِّهم ذنبُ المُوالي يُغتَفر
سادت نساءَ العالمينَ فما لها
شبهٌ يماثلُها هنالك أو صُوَر
فرضَ الإلهُ على الخلائق وُدَّها
وبذاك قرآنُ الجليلِ لنا أَمَر
ولها الشفاعةُ في النشورِ فلا ترى
أحداً يواليها تدانيهِ سَقَر
نرجو بها الفوزَ الكبيرَ بمحشر ٍ
فمقامُها العالي سيظهرُ في الأثر