اصطف 100 متفوق وموهوب من أبناء مدينة صفوى، في صالة الحنابي يوم الخميس 13 فبراير 2020م، ليتم الاحتفاء بهم وتكريمهم، أمام آبائهم، ومعلميهم، وكبار رجالات التعليم والمجتمع بالمنطقة.
85 طالبًا متفوقا من المرحلتين المتوسطة والثانوية الحاصلين على معدل 99 درجة فيما فوق، و 15 موهوبًا من المرحلة الابتدائية والمتوسطة من أبناء مدارس مدينة صفوى، احتشدوا جميعًا ليشكلوا النسخة التاسعة من مهرجان التفوق الطلابي لمدينتهم “صفوى”.
تقنيات
قال زكي إبراهيم السادة، رئيس لجنة التفوق بمدينة صفوى، إن “حفل هذا العام تميز بإدخال التقنية الحديثة في وسائل النقل والصوتيات، وفي كل مفاصل الاحتفال، بما يميزه عن الأعوام السابقة، أيضًا هناك تفاعل مجتمعي منقطع النظير سواء من الأشخاص الذين دعموا اللجنة، أو الذين أبدوا أفكارًا مبتكرة، وأيضًا ممن قدموا خدمات جليلة لإنجاح الحفل، مثل المواصلات، والضيافة، والقاعة، مما جعلنا كمنظمين لحفل الطلاب المتفوقين في مدينة صفوى، تحت ضغوط لتحقيق أمنيات المجتمع وتقديم حفل يليق بهذه الأمنيات”.
تكريم المكرمين
وأوضح “السادة” أنه في هذا اللقاء تمت الإشارة لثلاثة من أبناء صفوى، أبدعوا في مجال الطب، منهم مَنْ تخصص في الباطنية، ومنهم في المخ والأعصاب، كانوا قبل سنوات من الطلاب المتفوقين الذين كرمتهم اللجنة، مما يعطي حافزًا لغيرهم من الطلاب.
وأضاف: “أيضًا هذا العام تم تكريم 85 طالبًا، ونلاحظ من خلال الإحصاءات ارتفاع أعداد المتفوقين، مما يعطي دلالة على نجاح فكرة تكريم المتفوقين، كما كان لهذا مردود كبير على ما حولنا من مدن ومناطق، من خلال تواصلهم معنا لاستنساخ الفكرة، في التنظيم والدعم، وترتيب الفعالية، وسوف نلتقي جميعًا في ملتقى المؤسسات التعليمية، الذي يتعرف فيه الطلاب على الجامعات في المملكة والخليج، كما أن مهرجان التفوق الطلابي سوف يتم تنظيمه وإقامته لقسم الطالبات في شهر شوال المقبل”.
تواصل اجتماعي
ووجه “السادة” الشكر لمدرسة الخطيب البغدادي الثانوية لما قدمته من دعم للفعالية ولنشاط اللجنة ككل؛ عبر كل وسائل التواصل الاجتماعي، مما ساعد في إيصال الفكرة لأكبر عدد من الأهالي، وكذلك دعمهم عبر وسائل التواصل، وهي لها الدور السباق دائمًا.
سر الأب وابنه
وتحدث لـ«القطيف اليوم» عدد من الطلاب المتفوقين، والذين تم تكريمهم في المهرجان، كان منهم؛ رضا حسين آل إبراهيم، الذي عبر عن سعادته بالتكريم للسنة الرابعة على التوالي، وقال: “إن سر تفوقي يكمن في أني أعطي كل شيء حقه، ووقتي موزع بين الدراسة، والهوايات ولقاء الأصدقاء، بالإضافة لمتابعة ورعاية الوالد والوالدة”.
وأضاف: “أتطلع للدراسة في الخارج بما يناسب طموحاتي، وأتمنى التخصص في المجال التقني”.
أما وسام حسين آل إبراهيم، والد الطالب رضا، فقال: “شعوري فخر واعتزاز بابني، ونصيحتي لكل أب وأم أن تتحدث مع ابنك عن الحياة، فالتفوق الدراسي جزء من الحياة، وبالنسبة لي أتكلم معه عن الحياة بشكل عام، هل يريد طريق التفوق والتميز، أم يريد أن يكون شخصًا عاديًا، والحمد لله أنه يستجيب وهذه هي السنة الرابعة التي يتم تكريمه فيها كأحد الطلاب المتفوقين، وهو دائما مثابر وعنده حماس للدراسة، مما يساعده على التفوق”.
وأضاف: “رسالتي لأولياء الأمور؛ الدعم، والتشجيع، وتقريب ابنك الطالب من الواقع، وكوّن لديه نظرة للمستقبل”.
رعاية المواهب
وتوجه خالد التاروتي، ولي أمر الطالب ريان، بالشكر للقائمين على الحفل الذي يعد دافعًا للطلاب لمواصلة تفوقهم الدراسي، موجهًا الشكر إلى الداعمين والمنظمين للحفل على جهودهم، والإعلاميين الحضور الذين كرسوا جهودهم ووقتهم لنقل فعاليات هذا المهرجان.
وقال: “نصيحتي لأولياء الأمور أن الأبناء يحتاجون دفعًا وتحفيزًا، وبالنسبة لي أحاول ألا أضعه تحت ضغوط، بل أشجعه وأدعمه، ليس دراسيًا فقط إنما أيضًا رياضيًا، وهذه فرصة أن أقول لأولياء الأمور: الموهبة والهواية لم تكن أبدًا عاقًا أمام التفوق، بل دافع، ومكافأة لتعبه واجتهاده الدراسي، تفاعل مع ابنك وادعمه، وبالنسبة لابني أتابعه وأدعمه”.
التمثيل.. هواية
وقدم مهدي عبد الله آل مرهون، في الصف الثالث الثانوي، عرضًا مسرحيًا بعنوان “البعثة والتخصص” تحت إشراف “سينما جروب”، وقال: “العمل يتكلم عن التفوق، واختيار التخصص بعد انتهاء المرحلة الثانوية، مثل طفرة التخصصات، والبعثات، ورؤية 2030، وكيف للطالب أن يختار تخصصه، وطريقة تأثير الأهل على الطالب في اختيار التخصص وتوجيهه”.
وأضاف “آل مرهون”: “شارك معنا علي حسين، ومحمد زهير آل جريش، وقدمنا العمل لمدة ربع ساعة، خلال ثلاثة مشاهد، وتخلل الحفل أيضًا بعض الفقرات، التي كانت تسلم إلى مشهد آخر، والإعداد للعمل استغرق ثلاثة أسابيع، والفكرة نفسها استغرقت وقتًا أطول”.
وتابع: “العمل اليوم مختلف، فعندما تقدم عرضًا لزملائك يكون مختلفًا عندما تقدمه أمام آخرين، من القلب للقلب، وأفتخر بزملائي المتفوقين، وطموحي الالتحاق بكلية الهندسة، بالإضافة لممارسة التمثيل كهواية”.
العرض المسرحي
أما موضوع العرض المسرحي، فكان للكاتب علي المصطفى تحت عنوان “تخصصي وفق رؤية المملكة 2030″، وفيه تعرض الكاتب إلى الصعوبات التي تواجه الطلاب في مرحلة اختيار التخصص من تدخل أولياء الأمور والضغط على الطالب لاختيار تخصص معين وفق اختيارهم، دون النظر إلى قدرات ورغبة الطالب، مما يؤدي في النهاية إلى نتائج غير متوقعة.
واستعرض الكاتب كل ذلك في قالب كوميدي هادف، استطاع من خلاله الوصول إلى عقل الطالب وولي أمره، كذلك الضغوط التي يتعرض لها الطالب من أقرانه، ثم بعض الحلول لتلك المشاكل.
حديث المتفوقين
وقال عمار ياسر عبد الله الغريب، طالب متفوق بالصف الثاني الثانوي: “التكريم مصدر فخر لي، وطموحي الالتحاق بكلية الصيدلة، نظرًا لميولي للمواد العلمية، خاصة الأحياء”.
أما محمد ناصر العوامي، في الصف الثاني الثانوي، فقال: “هذه أول سنة يتم تكريمي فيها، وهو إهداء لوالديَّ أولًا، ودافع لي لمواصلة مسيرة التفوق في السنوات المقبلة بإذن الله، وأطمح لدراسة هندسة البرمجيات، خاصة بعد أن بحثت عن هذا المجال ووجدته الأنسب لي، وقمت بعمل برمجة لموقع، وتطبيق، ولكن كلها أعمال تندرج تحت الدراسة”.
“داروش” والمستقبل
وعلق عمار عبد الكريم قريش على العمل الإنشادي في حفل اليوم، وهو من كلمات الشاعر والأديب ياسر آل غريب “عناقيد التفوق”، وهو مهدى لطلابنا وأبنائنا الأحباء، يتحدث عن تحفيز الطالب للسير نحو الأمام في طريق العلم، رابطًا بين الماضي والحاضر، حيث تطرق الشاعر إلى “عين داروش” وشبه الطلاب بالماء الجديد للعين، والذي ستحيا به.
وقال “قريش”: “هذا العمل استغرق حوالي أسبوعين، وكان التفاعل جيدًا جدًا، مما يعطي انطباعًا بتجاوب الحضور مع العمل، وما يميز العمل أنه من التراث والفلكلور، وعودته إلى الحاضر”.
ركيزة الوطن
وأشاد أمين أحمد محمد العقيلي، رئيس المجلس الأهلي لمدينة صفوي، ومدير متقاعد، بما تقدمه لجنة التفوق، وقال: “في هذه المناسبة أتقدم بالشكر للجنة التفوق بمدينة صفوى، لما تقومون به من جهد مع هؤلاء الطلاب، فهم صناع المستقبل، ورجال المستقبل، فالتفوق إنجاز للوطن، فكل ما نعطيه لهؤلاء الطلاب هو للوطن، وما تقوم به حكومتنا الرشيدة من جهود بقيادة الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، لأنهم ينظرون لهؤلاء الطلاب والتفوق لأن التعليم هو ركيزة المستقبل، والمحقق لرؤية المملكة 2030”.
وأضاف “العقيلي”: “أيضًا حفل التفوق الذي تقيمه لجنة التفوق كل عام تحت رعاية صاحب السمو الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز، لهو دليل على أن التعليم ركيزة في هذا الوطن الغالي تستحق كل اهتمام”.
وتابع: “وأستغل هذه الفرصة أيضًا لأتقدم بالشكر الجزيل لكل الآباء والأمهات الذين سهروا على أبنائهم، وأتقدم لزملائي المعلمين بالشكر الجزيل لأنهم هم الركيزة الأساسية لهؤلاء الطلاب، ودعم مسيرتهم في التفوق، وأتمنى زيادة أعداد المتفوقين والمتميزين من أبناء هذا لوطن الغالي”.
عمل ناجح
وأشار علي التاروتي، معلم متقاعد، إلى أن هذا الحفل مصدر سعادة لكل من حضر هذا التكريم، وقال: “هذا الحفل بمثابة دافع للطلاب ولأولياء الأمور، بالإضافة للجنة القائمة على هذا الحفل من الكوادر المميزة، وكل عمل ناجح وراءه كوادر وجهد كبير، والحمد له التكريم شمل كل أشكال التفوق”.
استمرارية
وقال عدنان هاشم السادة، عضو المجلس البلدي بالقطيف: “مهرجان تكريم التفوق يتجدد كل سنة، ويضاف عليه هذا العام تكريم الطالب الحاصل على أعلى معدل في تاريخ المملكة “فارس اليوسف”، نتمنى أن يستمر الحفل بهذا التجدد”.
الأوبريت
وتحدث ياسر آل غريب، شاعر ومعلم لغة عربية، وكاتب أوبريت الحفل، قائلًا: “في مهرجان التفوق الطلابي نشعر بسعادة غامرة عندما نرى أبناءنا الطلاب، ومنهم 38 طالبًا من مدرسة دار العلوم تشرفت بتدريسهم”.
وأضاف “آل غريب”: “أما أوبريت الحفل فقد بُني على شيئين، تراث مدينة صفوى البحري، وحاضر صفوى بهذا التفوق، فأحببت أن أوصل رسالة بأن صفوى لها ماضٍ عريق، وحاضر مزدهر بأبنائها، ونال استحسان الجميع، وهذه الدقائق العشر، استغرقت ساعات طويلة من الإعداد والتسجيل والهندسة الصوتية، فالشكر لكل من ساهم في إنجاح هذا الأوبريت، ونظرة الإعجاب، وتفاعل الجمهور مع الأوبريت والعرض المسرحي، كان بمثابة وسام”.
وتابع: “أحد المتفوقين ابني، واليوم شعور مزدوج، كأب، ومعلم، وشاعر، واحتفائي بتفوق ابني لا يعادله شعور، كذلك فخري بطلابي، والذين أتمنى أن يكون هذا الحفل بمثابة نافذة مستقبل يطلون منها على تخصصاتهم الجديدة”.
مدير الحفل
كل ما كان في الحفل كان مثيرًا للإعجاب، وتوج الدهشة ابن العشرين أمجد القواعين، مدير حفل لجنة التفوق الطلابي في نسخته التاسعة، والذي قال: “استغرق الإعداد له عدة أشهر، فنحن نجهز له منذ شهر محرم، نعمل على إخراجه في قالب جديد، اجتمعنا مع الشاعر ياسر آل غريب، والذي قدم الأوبريت في ثلاثة أجزاء، واجتمعنا مع الكاتب المسرحي علي مصطفى لكتابة العرض المسرحي الذي يتحدث عن التخصصات، وما لمسناه من انطباعات يؤكد إعجاب كثيرين بالحفل، وما تلقيناه من اعتراضات سببه الأسلوب الجديد الذي اتبعه الحفل، وهو أمر جديد على أهالي صفوى”.
وفسر صغر سنه ووظيفته كمدير للحفل موضحًا: “أحببت العمل في مجال تنظيم الحفلات منذ أن كنت في المرحلة الابتدائية، وعمري الآن عشرين عامًا، ووصلت إلى أن أكون الآن مدير الحفل بمساندة أخوالي المالكون لـ”سينما جروب” المنظمة للحفل، وكلهم عاملون بالمجال، من هندسة صوتية، إلى مدير استوديو”.
فيديو: