في العوامية.. العيد لـ25 رجلًا وسيدة: كونوا إيجابيين ولا تستدعوا فشل الماضي

أكد الاختصاصي الاجتماعي جعفر محمد العيد أن التركيز على الأحداث الماضية لا يساعد المسترشد على كسب الهوية الناجحة، وإذا أراد مناقشة أحداث الماضي فيجب مناقشة الأحداث السعيدة لا الفاشلة.

وذكر “العيد” أن العلاج بالواقع هو اتجاه يعتمد على الإدراك والتفكير، ويربط بين الاضطراب العقلي، والسلوك اللامسؤول، بحسب النظرية “الواقعية” التي وضعها العالم وليام جلاسر، وتعتمد على فكرة أن السلوك اللامسؤول هو سلوك انهزامي يستدعي إيذاء الذات وإيذاء الآخرين.

ويرى أن النظرية الواقعية أكثر اتساقًا مع السلوك الإنساني، وقال إن نقطة التوازن في حياة الإنسان تكون عند نقطة التطابق بين صور العالم المثالي، والعالم الواقعي لأن المشاعر تكون في حالة جيدة.

وأشار إلى أن استراتيجية “هنا والآن” بالإرشاد الواقعي، تركز على إبقاء انتباه العميل على السلوك الحاضر لا الخبرات الفاشلة الماضية.

جاء ذلك خلال محاضرة “استخدام العلاج الواقعي في العلاج الأسري”، والتي قدمها “العيد” لـ25 رجلًا وسيدة في قاعة الحوراء، مساء الثلاثاء 11 فبراير 2020م، بتنظيم اللجنة النسائية لجمعية العوامية، وبالتعاون مع مجموعة أصدقاء تعزيز الصحة النفسية.

وعرض “العيد” في المحاضرة، قصة النظرية الواقعية وبدايتها بسبب قلة المستفيدين من علاج “جلاسر”، ليطور علاجه إلى الواقعي ويرتفع عدد المستفيدين من 2 إلی 100.

وبيَّن أسباب اضطراب السلوك عند جلاسر وهي؛ نقص إشباع الحاجات للفرد أو فشله في إشباعها، وارتفاع المعايير الأخلاقية للمريض بدرجة غير واقعية، وفشل الفرد في القيام بدوره الاجتماعي الموكل له، وضعف وانعدام المسؤولية لدى الفرد (اللامبالاة)، وإنكار الواقع أو فقدان الاتصال بالواقع، موضحًا أن دور الإرشاد هنا هو الكشف عن هذه المشكلات ومن ثم مساعدة المسترشد على إيجاد حل لها.

واستعرض مفصلًا استراتيجيات النظرية التي تندرج في الاندماج، وهنا والآن، والعيش مع الخبرة الواقعية، وكن إيجابيًا، والتجاذب مع تعاسة العميل، واستخدام الدعابة، ومواجهة المسترشد، والتعامل مع التفكير الشعوري، والتخطيط للسلوك المسؤول.

وختم “العيد” المحاضرة بالتأكيد على الحاجة في العلاج الأسري إلى تقبل تكوين العلاقة المهنية في البداية، والتوجيه كعلاقة المعلم بالتلميذ، والتغيير ليتعلم العميل كم هو مهم التحكم في السلوك، وهنا والآن ليشعر العملاء بالرضا عن خبراتهم، والواقعية التي تضع العملاء حيث هم لا كيف كانوا.


error: المحتوي محمي