غيب الموت في جزيرة تاروت بمحافظة القطيف مساء الثلاثاء 10 جمادى الآخرة 1441هـ، الحاج عبد الرسول محمد حسن غنام، والذي يعد من أشهر وأقدم الطواشين في المنطقة.
وأبصر الفقيد النور في ديرة تاروت التي كانت حاضرة جزيرة تاروت في ذلك الوقت وحتى عهد قريب.
وامتهن الفقيد في بداية حياته صيد الأسماك مع والده كبحار، حيث كان معظم الناس قبل 80 عامًا تمتهن صيد الأسماك أو مزارعين فلاحين، والقلة كانت من الإقطاعيين والمهنيين، وبعد وفاته عاش يتيمًا مع خاله المرحوم مدن على فتيل (أبو علي) الذي كان في ذلك الوقت من أكبر الطواشين في المنطقة.
واشتغل خلال تلك الفترة لمدة تزيد على 6 سنوات في أرامكو في منطقة رأس تنورة، ولكنه لم يستمر لخلافه مع رئيسة الغربي في ذلك الوقت، بعدها انتقل ليشتغل في مطار الظهران لمدة 5 سنوات تزيد أو تنقص، والتي كانت نهاية عالم الوظيفة ودخوله عالم التجارة الحرة متخصصاً في عالم تجارة اللؤلؤ.
وكان الفقيد يعيش في بيئة “طواشة” بين كثير من طواويش المنطقة، كالمرحوم خاله مدن علي فتيل وأعمامه كالمرحوم عيسى غنام (من سكنة البحرين) والمرحوم ملا علي الغنام.
وأخذ الفقيد تلك المهنة وراثة وبدأ يشتغل فيها وهو شاب لم يتجاوز الثلاثين من عمره، حيث كان ملازمًا لخاله في حله وترحاله بين السعودية والبحرين والكويت في بيع وشراء اللؤلؤ وجلس مجالسهم، ومنها صقل تلك المهنة وتعلم فنونها وأسرارها المميزة.
وبدأ تجارة اللؤلؤ منفردًا بعد وفاة خاله، وقبل الانتهاء من بناء جسر البحرين، حيث كان يذهب إلى البحرين باللنج أو الطيران خلال يومين في الأسبوع لشراء أصناف وأحجام اللؤلؤ من تجار البحرين أمثال عبد الرزاق المحمود صاحب الذهب واللؤلؤ المعروف، وحسن يوسف المناعي من أقدم طواويش البحرين المعروفين، وبن هندي تاجر اللؤلؤ المعروف، وعبد الرسول محمد من منطقة رأس رمان في البحرين، وأيضًا كانت للمرحوم رحلات كثيرة إلى دولة الكويت، خاصة إلى المرحوم عبد الرزاق الظفيري والمرحوم أبو عبد الجليل الكندري للغرض نفسه.
وكانت لفصل الصيف نكهة خاصة في أوساط الطواويش، حيث كان يتردد على بيت المرحوم طواويش من الكويت والبحرين ومن المنطقة، أمثال عبد الرزاق الهارون، وذلك لغرض التبادل التجاري فيما يخص اللؤلؤة والمحار، حيث كانت تعقد صفقات شراء كميات كبيرة من المحار واللؤلؤ من بحارة سنابس ودارين أمثال عائلة الضامن وآل إسماعيل.
كما كانت له زيارات صيفية لا تنسى إلى دولة الكويت لشراء المحار وبكميات كبيرة من سوق المحار المشهورة في الكويت، وذلك لغرض استخراج اللؤلؤ منها.
وبدأ الفقيد قبل أكثر من ثلاثين سنة بالتردد على مناطق يكثر فيها وجود الغربيين، خاصة شركة “أرامكو” لعرض منتجات اللؤلؤ الطبيعي، حيث كانت له معاملة خاصة من قبل “أرامكو”، حيث حصل على امتياز بطاقة زائر صالحة لمدة سنة قابلة للتجديد لتسهيل دخوله وعرض أصناف اللؤلؤ للغربيين والمغتربين خاصة.
وتوسعت تجارة الفقيد بعدها، حيث دمج اللؤلؤ بالذهب بالتعاون مع مجوهرات الهادي بالقطيف وإبراهيم اليوسف المنحدر من تاروت (أخ المرحوم جعفر الحساوي).
واستمر الفقيد على هذا الحال في التردد على مناطق وجود الغربيين، وذلك لحبهم في اقتناء اللؤلؤ الطبيعي حتى عجز عن ذلك بسبب كبر سنه في حدود عام 2014، بعدها لازم المرحوم بيته مريضًا مقعدًا إلى أن توفي، وبه رحل أقدم طواش في المنطقة رحمة الله عليه عن عمر ناهز 96 عامًا.
تنويه: مصدر صورة الفقيد (القافلة).