يكمن جمال القصص في واقعيتها، وحين نستمدّ معطياتها مما حدث لنا. دور الكاتب دائمًا هو تحويل المواقف إلى مفردات مليئة بالحياة، وجُمل تتلّون وتتجسّد واقعًا؛ ليتشاركها معه القراء. يصنع الإطار سواء كان من الخيال أو من وقائع كان هو شخصيًا بطلها، ثم يترك مهمة السرد للمفردات لتنساب في ثنايا النص، وهي التي يمكن أن تحدد المفاهيم وما إذا كانت هادفة وفعالة تخدم المجتمع تنمية للروح وإذكاء للتجارب.
اغسل يديك وجهّز نفسك للجلوس معي على وجبة غداء “صالونة الخضار”، ربما أسال العنوان شهيتك، لكن دعنا نتذوق الفكرة لوجبة دسمة من التنمية البشرية، وها هي بطاقة الدعوة لتشاركنا وجبة “صالونة الخضار”.
هيأت طبقًا شهيًا منها إلى أصدقاء العائلة، فكانت حلوة الطعم والمذاق، لكن أحد الحضور اعترض ولم يأكل وجبة الغداء بسبب طبق الغداء المكّون من خضار كثير وقليل من اللحم، حجته أنه “لم يكن مقتنعًا بهذا الطبق” وهي خلاف حُجّتي “أنه لم يأخذ الموقف من عدة زوايا، فقط ركز على واحدة، وهي قلة اللحم في الطبق، بينما هناك زوايا أخرى” مثلًا: ربما توزيع اللحم في الأطباق لم يكن عادلًا بسب تقصير المشرف على الغداء، أو ربما من ناحية صحية بتقليل اللحم وزيادة معدلات الخضار من قبل المعدين للمائدة.
في موقف مشابه، قدمت ذات الطبق لضيوف من غير المنطقة ولهم في الثقافة الصحية من المقدار غير المنقوص، فكان لهم شغف في تناول الخضار، وترك اللحم وكانت حجّتهم أن الخضار وماء الخضار غنية بالفيتامينات والبوتاسيوم ولها دور جوهري في توازن الجسم وإبعاد الأرق عن الجسم وتساعد على النوم مبكرًا.
كذلك طهي وسلق أو شوي الخضراوات لا يؤثر على محتواها الغذائي، حيث تؤكد الدراسات والأبحاث الطبية أن المعادن والبوتاسيوم والفيتامينات، وكذلك الحديد الموجود في الصالونة والمرقة تساعد في تحسين المصابين من الأنيميا، أيضًا كبار السن يحتاجون كثيرًا إلى أكل صالونة الخضار وشرب مرق الخضار المذاب فيه الخضراوات، مما له أثر طيب في رفع الحيوية.
نقطف فاكهة المقال من الدروس في التنمية البشرية؛ اتخاذ القرار والحكم على الحالات ليس من منظور زاوية واحدة وسرعة في اتخاذ القرار، فهناك ربما عدة عناصر أخرى نأخذها في عين الاعتبار، فصناع القرار من يقلب المكعب حتى يبصر الأضلاع الأخرى، كذلك صالونة الخضار والمرق صديق للجسم فعليكم الإكثار من الصالونة والمرق.