على منصة اعتادت وقوف المكرمين، ولربما أدمنتْ تكرار ذلك، وقف المختار الجارودي وسط مجموعة تقاسم معها حب العطاء دون مقابل، مجموعة اقتطعت من ساعاتها اليومية جزءًا لتقدم فيه لغيرها ما تستطيع تحت عنوان “التطوع”، لم يكن الاصطفاف ضمن سيناريو المنصة، ولم يكن مخططًا له، بل كان خروجًا عن النص.
بعيدًا عن الكلمات المنمقة والعبارات المصفوفة، شق عقيل الجارودي صفوف المتواجدين ختام فعاليات ملتقى “التطوع نماء وتنمية”، يوم الأربعاء 11 جمادى الآخرة 1441 هـ، ليكرم ابنه المختار وبقية زملائه المتطوعين ضمن فريق الهلال الأحمر في الفعالية.
المختار طالب طب طوارئ في جامعة الملك عبد الرحمن بن فيصل، المنحدر من بلدة القديح، التحق بسلك التطوع ضمن الملتحين في الملتقى، واختار أن يكون عطاؤه يصب في تخصص دراسته، لذلك كان بين صحبة جمعهم فعل الخير في فريق الهلال الأحمر، ورغم أنه قدم ما استطاع من عمل ووقت قربةً لوجه الله، إلا أن عطاءه ذلك قلد بباقة ورد من والده، ولأن لكل صحبة خير نصيب من خير من تصاحبه، فإن “الجارودي” عطر كفوف زملاء ابنه بأزهار الشكر والعرفان.
وبعيدًا عن التخطيط أيضًا، صافح الجارودي ميكرفون الحفل، ليلقي كلمةً لم يعد له، ارتجلها بكل عفوية، معبرًا خلالها عن شكره وتقديره لجميع المتطوعين، داعيًا كل من يملك أي خبرة أو موهبة أن لا يبخل بها في خدمة الوطن.
وكان الملتقى اختتم فعالياته باستضافة أحد رواد ومؤسسي العمل الاجتماعي بالمنطقة علوي باقر الخباز، ومستشار برنامج إدامة بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن صفوان المهدي للحديث في منصة الحوار حول “استدامة الأثر للبرامج التطوعية”.
وشهد عرضًا مسرحيًا بعنوان “العدوى النافعة”، وعرضًا تعريفيًا قدمه فريق “مستقبلي” التطوعي.
وجاء الختام برعاية مساعد مدير عام فرع الوزارة لقطاع التنمية بالمنطقة الشرقية ابتسام الحميزي، التي قدمت الشكر للجان التنمية والجمعيات الخيرية المشاركة وللمنظمين وللحضور، ولقاعة الملك عبد الله بن عبد العزيز ممثلة برئيس مجلس إدارة الجمعية مهدي الجارودي لاحتضانها الملتقى على مدى 3 أيام متتالية.
يذكر أن البرنامج المنظم من قبل مركز التنمية الاجتماعية في محافظة القطيف افتتح مساء يوم الإثنين 9 جمادى الآخرة 1441هـ، برعاية مدير فرع وزارة العمل والتنمية الاجتماعية بالمنطقة الشرقية عبد الرحمن بن فهد المقبل، وبمشاركة لجان التنمية والجمعيات الخيرية بالمحافظة.