التباين في علاج الظواهر السلبية

في كل حقبة زمنية تواجه المجتمعات البشرية تفشي ظواهر سلبية ومن خلالها يتضح حس المسؤولية الجماعية لدى أفراد المجتمع وبالأخص النخب الفكرية، وذلك بالقيام بدراسة تلك الظاهرة وإيجاد الحلول بعد دراسة الأسباب.

وتختلف عقليات الأفراد بالتعاطي مع تلك الظواهر؛ فالبعض يكون دوره تسليط الضوء على المشكلة بأبرازها فقط دون معالجتها بل إنه يأخذ دور الندابة أو كما يقال في لهجتنا العامية ( التحرطم)، لتفريغ طاقاته السلبية ونشرها في المجتمع من خلال وسائل التواصل الاجتماعية والمجالس، ويدخل بعد ذلك بقصد أو دون قصد في صراعات الأجيال والفكر ووسم المجتمع بمجتمع التخلف والرذيلة الفكرية والأخلاقية.

وأما البعض فإن دوره يقتصر على رمي التهم تجاه رجال الدين بعدم القيام بواجبهم الديني، في كل صغيرة وكبيرة.

وأما البعض فإن دوره شن الغارات الخطابية القاسية والمنفرة للطرف الآخر لاعتقاده بإحسان الصنع.

ولا ننسى أصحاب النظرة الأحادية التي تنظر بعين واحدة فقط تجاه أطراف تلك الظواهر وتحمل السبب لطرف ما.

وهنالك فئة تؤطر خطابها  بإيضاح حرمته الشرعية فقط، ولا عيب في ذلك، ولكن هذا الخطاب لا يفيد تلك الفائدة المرجوة في العلاج.

وبعد قراءة هذه الأسطر المتواضعة يحق للقارئ العزيز أن يضع عدة تساؤلات:
هل الهدف من كتابة هذه الأسطر هو الدفاع عن رجال الدين؟
أو أن الهدف تحميل المجتمع المسؤولية؟
الجواب: الخيار الثاني دون الأول وبالأخص أصحاب الفكر، فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليس مقتصراً على فئة معينة، والفئة الأخرى مجرد شاهد عيان.


error: المحتوي محمي