أبو يحيى سعيد الشنخنخ ذو ابتسامة لا تفارق محياه. أشهر حكم في حواري القطيف، والذي لا تغادر الصافرة ولا الكارت الأحمر والأصفر جيبه. فقد يشهره لك في أي وقت ممازحًا إياك…
حكم تقريبًا في جميع دورات حواري محافظة القطيف.. وقاد جميع المباريات تحكيميًا لأشهر وأشرس الفرق المتنافسة في القطيف حيث كان يستدعى لها بالاسم، لأنه الوحيد في المنطقة القادر على إدارتها تحكيميًا، وهو صاحب نكتة في حديثه ومحبوب من جميع الناس؛ صغيرهم قبل كبيرهم. إذا كان موجودًا في مجلس فالحديث له وحده فقط لحب الناس الاستماع إليه وإلى سوالفه الشيّقة ونكته الطريفة.
سألته ذات مرة عن أشهر مباراة قادها تحكيمًا فقال لي: “كانت مباراة بين (التوبي والبحاري) في نهائي دوري لجان التنمية الاجتماعية بالقطيف”.. والتي رفض جميع حكام المنطقة إدارتها. وتصدى لها هو ولكن بشرط خاص قبل المباراة وليس بعدها، ألا وهو (إحضار وجبة غذاء خاصة له من السمك)، وعندما سئل: لماذا قبلها وليس بعدها، قال: “لغاية في نفس أبو يحيى”!
أدار المباراة بكل اقتدار حتى انتهت بفوز فريق التوبي على فريق البحاري (1 – 0).
وحدث ما كان في الحسبان وبدأ الشجار بين الفريقين. وكعادته حاول أبو يحيى أن يفصل بين الفريقين المتشاجرين، فانتهت المشاجرة بكسر اثنتين من أسنانه، فقال لمحدثه: “عرفت ليش طلبت الغذاء قبل المباراة وليس بعدها؛ كيف آكل وضروسي مكسرة”.
المرحوم أبو يحيى أنجب أولادًا من خيرة الأبناء في المجتمع القطيفي على رأسهم نجله الأكبر الأستاذ يحيى أبو هادي الذي يقود مسيرة التحكيم ورئاسة رابطة مشجعي نادي الترجي خلفًا لوالده، والأستاذ والمربي الفاضل رائد أبو حميدة وأنجاله أبو منصور وأبو علاء وباقي إخوتهم.. رحمك الله يا حاج سعيد الشنخنخ بواسع رحمته…
معجم أعلام القطيف.. السيد عباس الشبركة (مخطوط).