على الواجهة البحرية بالقطيف.. صنّاع يعرضون إنتاجاتهم.. وابتكاراتهم.. شاهد الفيديو

من الثالثة عصرًا وحتى الثامنة مساء السبت الأول من فبراير 2020، كانت الواجهة البحرية بكورنيش القطيف على موعد مع صنّاع المستقبل، “فاب لاب”، في حدث هو الأول من نوعه والتي تشهده المحافظة، وهو التجمع الأول للصناع في المنطقة، في فعالية Qatif MAKER MENA.

اجتذب فاب لاب “مستقبلي”، بالتعاون مع برايت أب، وسعودي سيبوتكس، وتحت إشراف بلدية محافظة القطيف، أكبر تجمع للصناع لعرض أعمالهم المصنوعة في شتى المجالات، وهو حدث عالميّ أنشأته مجلة Make للاحتفال بالفنون والحِرف والهندسة ومشاريع العلوم وثقافة “افعلها بنفسك”، ويركز على دعم الصناع في جميع أنحاء العالم لخلق مجتمعات صانعة، ويقام لأول مرة في المنطقة.

اشتمل المعرض على العديد من الأركان التي تنقسم إلى عدة محاور، منها العلوم والهندسة، والفنون، والحرف اليدوية، إضافةً إلى المشاريع المجتمعية وورش العمل المختلفة والموجهة للأطفال والشباب وأولياء الأمور، والتي يجري إعدادها من قبل الفريق وبالتعاون مع الصناع المساندين.

«القطيف اليوم» واكبت هذه التظاهرة العلمية، والتقت صناعها في مختلف المجالات.. وتم اختيار موقع إقامة الفعالية على أرض الواجهة البحرية بالقطيف، وتحديدًا بالقرب من لوحة “أنا أحب القطيف”، وعليه قال عضو فريق المشروع حسن الزاير: “نهدف لتقديم ما يليق بالزوار بتوفير الخدمات المتعددة ومنطقة الانتظار ليتسنى لهم الخوض في تجربة مميزة وممتعة، وقد تم توزيع أركان الصناع بطريقة تضمن ذلك”.

وأوضح أنه تم اختيار شعار الفعالية كمساهمة لتعزيز الهوية القطيفية، حيث احتوى على صورة “السنبوك” الذي يرمز إلى الحضارة التي بناها الآباء والأجداد على ساحل الخليج العربي، واستُخدم اللونان الأحمر والأزرق للاعتراف العالمي بفعالية “ميكرفير”.

الأعمال الخشبية
أنيس العلوي أحد المشاركين عرض عددًا من المنحوتات الخشبية المنوعة الأشكال والأحجام، والذي قال عن تجربته: ‘إخواني موهوبون وفنانون، والغالبية متجهة للخشب، فالعائلة كلها تقريبا تعمل بالخشب، والأشكال تختلف بين النحت، والأركيت”.

ومن بين المشغولات التي يعرضها، كان هناك مجسم لبيوت الجنوب، والذي قال إنه استغرق في صنعه ما يقارب الشهر الكامل، وكان يعمل لمدة 12 ساعة يوميًا حتى انتهى منه.

أما موهبته، فبدأت تتولد في المرحلة المتوسطة، ويقول: “كنت أذهب إلى المنجرة، وشيئًا فشيئًا اعتدت العمل”.

وأوضح أن أعمال الأركيت تلقى رواجًا كبيرًا، أما المجسمات فهي بالطلب.

وأكد: “نحتاج كصناع إلى مثل هذه الملتقيات وكذلك المجتمع، لتذوق الأعمال، فمن الممكن أن ينجذب لها في المستقبل”.

مؤتة المتوسطة
وشاركت مدرسة مؤتة المتوسطة بعدد من الأعمال، حيث وقف الطالب حسن عليوات أمام دراجة هوائية بعد أن طورها الطلاب، قائلاً: «قلبناها إلى العمل بالكهرباء، وحوّلناها إلى العمل بالطاقة الشمسية».

أما زميله بنفس المدرسة، الطالب فاضل الفضل فأوضح: “كان من الممكن أن نكتفي بأن تعمل  الدراجة بالكهرباء، لكن حوّلناها إلى الطاقة الشمسية، وهي تقوم على الشحن أثناء السير، لتواكب رؤية المملكة 2030، الرامية إلى الاكتفاء الذاتي”.

وشارك الطالب حسين الموسى مع عدد من الطلاب بمشروع قرية مصغرة تعمل بالطاقة الشمسية، “الطاقة النظيفة”.

وأشار محمد صالح آل سلام المعلم بمدرسة مؤتة المتوسطة، إلى أن الأعمال المشاركة من تنفيذ عشرة طلاب، وكانت أعمالًا مرتبطة بدروس المنهج، ثم تطورت الأفكار، وكان منها ما يخدم رؤية 2030، خاصة التي تعتمد الطاقة النظيفة، وتخدم البيئة، أو تلك التي تتعاطى مع منتج البيئة المحلية، وبعضها قد يكون بسيطا، لكن أفكارها كبيرة، حتى على مستوى الطلاب في المرحلة المتوسطة.

روبوت
رضا هجلس وحسين آل حسين طالبان ابتكرا روبوتًا، مكونًا من عقل الروبوت الذي من دونه لا يعمل الروبوت، وكذلك مشغل الروبوت، ومعدات متخصصة في تركيب الروبوت، وأوضحا أن استخدامات الروبوت الآن واسعة، وفي عديد من المجالات.

وقال هجلس: “دخلت هذا المجال وأعجبني، ولكن أطمح لدراسة طب الأسنان لأني أحب الأعمال اليدوية”، أما حسين فيتمنى أن يطور من أدواته وأفكاره في عالم الروبوتات.

وقال الممثل عن شركة سعودي سيبوتكس: “نعرض قطعا مثل البيانو، لاستخدام الأطفال من سن 6 سنوات فيما فوق، وفقًا لجهاز cnc، الذي يمكن من خلاله تنفيذ أجهزة أكثر تعقيدًا، ونفتح بذلك المجال أمام الأطفال لمزيد من الإبداعات والابتكارات، في ميكر مينا”.

صانع سيارات
أما رضا الفلفل فشارك بسيارة رموت مع وحدة تحكم وبطاريات استغرق صنعها شهرًا كاملًا، وأوضح أنه يهوى صناعة مجسمات السيارات منذ أكثر من 25 سنة.

ويقول: “شاركت في مسابقة الأمير محمد بن فهد، وفزت بالمركز الأول عن فئة السيارات المصنعة في العام 2008، وأقول لكل هاوٍ أن يستغل النت، فبإمكان أي شخص أن يتعلم عن طريق تطبيق اليوتيوب، فالمعلم بين يديك على الجوال، والأهم هو العزيمة”.

ثلاثية الأبعاد
وقدم سلمان آل إبراهيم  أحد المنظمين لـ الفاب لاب للصناع “ميكر مينا”، مصنعًا مصغرًا، بداية من التصميم، وتنفيذ التصميم بالآلات، ويطبع بتقنية ثلاثية الأبعاد، وهذا المشروع ينجز القطعة خلال ثلاث ساعات، ويكون بعدها جاهزًا للاستخدام، كما عرض سيارة يمكن تحريكها عن طريق الجوال.

آلة 20 ريال
أما الطالبان مهدي البحار والمعلم موسى آل موسى بمدرسة تاروت الثانوية فشرحا آلة قطع الفلين، وهي آلة خشبية وسلك ومحول كهربائي، المشروع بسيط؛ يحول الحرارة لتقطيع الفلين.

وقال صاحب الفكرة المعلم أسامة الغرياف: “نقدم بعض الأعمال التي نستخدم فيها هذه الآلة، الرخيصة التكلفة، ونحرص على عوامل السلامة أثناء تدريب الطلاب على استخدامها، وقد قمنا بتدريب 10 طلاب عليها، ونفذوا بالفعل عددًا من اللوحات التوضيحية والإرشادية، من الفلين”.

صناعة التشكيل
وكان من الأركان اللافتة، ركن يحمل طابعًا تشكيليًا، للفنان حسين الساري، والذي أوضح أنه يعمل بتقنيات مختلفة، بعضها مصنع من “بلاستيك الفقاعات”، ومنها لوحة استغرقت 3 شهور، ولوحة من الخيوط المتقاطعة استغرقت حوالي شهرين لإنجازها، ولوحة من بكرات الخيط عبارة عن بورتريه للفنان فان جوخ، وأخرى استخدم فيها 16 ألف دبوس، واستغرق تنفيذها 3 أسابيع وهي وجه لبدوي.

وأوضح الساري أنه بدأ ممارسة هوايته في صناعة البورتريه من مواد مختلفة، منذ حوالي 3 سنوات، ورغم أنه شارك في عدد من المعارض والمهرجانات بالخارج، إلا أن هذه هي المرة الأولى له في فعالية بالقطيف.

ديكوباج
وكان أيضا من المشاركين، ركن أعمال مميز لصاحبته نوره العوامي، لأعمال ديكوباج، والإيبوكسي، وبعضها بالإيتان، وورق الأرز، والتي تصمم بها اللوحات والصواني، وأوضحت أنها تشتغل حروف الخط العربي بنوعين من الأيتان، ومعدن الذهب، ومعدن النحاس أو الفضة، وكذلك تعمل على إعادة تدوير بعض الخامات.
وأشارت إلى أنها احترفت صناعة هذه الأعمال الفنية منذ 4 سنوات ولكنها بالأساس معلمة فنية.

حروف
وشارك حسن آل إسماعيل من سنابس بمنحوتات يدوية، وتجسيم الحرف العربي باستخدام الأخشاب الطبيعية، والذي أكد على أهمية وجود هذه المهرجانات بشكل دائم، وقال: “نتمنى تكرار التجربة”.

مسرح
وفي ركن آخر كانت هناك منحوتات ومجسمات قام بها أحمد القديحي مصمم ومنفذ ديكورات مسرحية، ومهرجانات، والذي بادرنا بقوله: “هذه الأعمال تمثل عربة الدلافين من تصميمي، وقد بدأت هذه الهواية من 13-15 سنة، ومن أهم الأعمال متحف تحت البحر، نفذته منذ 4  سنوات، والفكرة جاءتني من خلال سفرياتي، وشاهدت معرضا تحت الماء، فأردت تنفيذ الفكرة في القطيف.. ولكن أكثر أعمالي مرتبطة بديكورات المسرح، حيث عملت مع العديد من الفنانين”.

تجربة حية
أما أحمد السعيدي، فيعرض الزخرفة الهندسية، ويتيح التجربة لزوار الميكر فير، ليلمسوا بأنفسهم جماليات الزخرفة، وإمكانية قيامهم بها.

محرك نفاث
وقدم علي الحباس وهيثم المشقاب مشروع المحرك النفاث، وهو مشروعه للتخرج من جامعة الأمير محمد بن فهد، وهو عبارة عن مولد صغير لتشغيل مولد أكبر، في قطع كلها بسيطة، وطريقة تشغيله إما بالهواء، أو بالاشتعال.

الحركة الإنتاجية
وتميّز MAKER MENA بكونه أحد وسائل التواصل بين الصنّاع والمهتمين للاطلاع على أحدث المشاريع بما يتيح من فرص للاطلاع المباشر والتواصل الفعال، مما يساهم في نماء وتطور الحركة الإنتاجية في المملكة.

فيديو:

صور:


error: المحتوي محمي