في «براحة القطيف».. الشيخ لم تنسَ مهنة التمريض مع إعداد قهوة الشيخة

كل ما تسمعه أو تقرأه عن الأم قد لا يلامس مشاعرك، ويتسلل إلى قلبك، بقدر قصة شاخصة أمام عينيك، ونموذج حي، يتحرك ويتنفس حبًا ووفاءً للأم.

لم تندم “فاطمة أحمد الشيخ” يومًا على أنها ظلت مرافقة لأمها المنومة بالمستشفى، في لحظة من أهم لحظات مستقبلها الفارقة، فبعد تخرجها في بكالوريوس التمريض من كلية سعد للتمريض والعلوم الصحية “جامعة أولستر”، مرضت أمها، وما كان منها إلا أن ترافقها وتتابع حالتها الصحية، حتى لو كان المقابل أن تخسر فرصة وظيفة التمريض التي كانت تسعى للحصول عليها بعد التخرج.

في كل المواقف كانت تستدعي “الشيخ” أمها، وتستحضر شخصها، تستلهم منها القوة والعزيمة، وبعد فقدان الوظيفة، لم تستسلم، فقررت أن تنضم لقافلة الأسر المنتجة، وهنا أيضًا كان لقهوة أمها الحضور القوي، مثل رائحة قهوتها الزكية.

اعترفت بكل فخر بدور أمها في رسم خطواتها، إذ كانت الدليل لها لمعرفة كثير من المعلومات عن إعداد القهوة، ودعمتها بالبحث المتواصل والتركيز على جودة نوع اللبن، ومعرفة أسعار القهوة المحلية والخارجية.

وكان سفرها إلى العراق هو المفتاح في رسم ذوقها الخاص في اختيار البن المميز، ومنها انطلقت إلى التعريف بتجربتها إلى أهلها، وبعض معارفها، حيث نالت استحسان كل مَنْ تذوقها، خاصة زميلات أختها زهراء، فقررت الإعلان عن مشروعها “قهوة الشيخة”.

ركن الوارش
تحدثت “الشيخ” لـ «القطيف اليوم» عن تجربتها في إعداد القهوة ومشاركتها بـ”قهوة الشيخة” في ركن الخان، بأيام مهرجان “البراحة 2” المنظم من لجنة التنمية الاجتماعية الأهلية بالقطيف، مع أكثر من 50 أسرةً منتجةً.

وهي المشاركة الثانية لها بعد مشاركتها في مهرجان “ربيع القطيف 6″، الذي أقيم في شهر يناير الحالي لمدة 10 أيام، معتبرةً مشاركة “البراحة 2” تجربة فريدة من نوعها، مشيدةً بالدور المبذول على مستوى المتابعة، والرعاية، والإرشاد، من إدارة لجنة التنمية الاجتماعية الأهلية بالقطيف، قبل وأثناء إقامة المهرجان.

وقالت: “عندما قررت خوض المشروع جهزت أفكارًا جديدة من حيث التسويق، والتقديم، والتغليف، وإضافة النكهات وفق الأمزجة؛ بين ما هو؛ سادة بدون نكهات، أو إضافة زعفران، وهيل، وقرفة، بالإضافة إلى تقديم المعلومات عن القهوة من حيث الفوائد وطرق الإعداد.

شهادات ومواقف
لم تكن القهوة وحدها في جعبة “الشيخ”، ولكنها على الصعيد الدراسي استطاعت أن تدعم بكالوريوس التمريض بشهادتين علميتين هما؛ شهادة نيبوش للأمن والسلامة، وشهادة مدرب معتمد من مركز التعليم الذكي بوزارة الصحة.

ومن جانب آخر، خاضت دروب العمل الاجتماعي، بتطوعها في مسابقة “أخلاق البر” في دورتها الثالثة وحصولها على لقب الوصيفة الثانية، بالإضافة إلى مد يد العطاء في مجالس أهل البيت عليهم الصلاة والسلام، والفعاليات الاجتماعية في المجتمع.

ومضت كذلك في مسيرة الإنجاز من خلال الكتابة، سواء بتوثيق الفعاليات والأنشطة الاجتماعية، ضمن سجلاتها الخاصة، أو الاشتراك في المسابقات الثقافية التي حصلت فيها على مركز متقدمة ومنها؛ مسابقة كتابة بحث عن الإمام علي عليه السلام في مسجد الرسول الأعظم بالعوامية، حصلت فيه على المركز الثالث، ومسابقة كتابة أجمل رسالة شخصية لصاحب الزمان، المنظمة من مواكب أهل البيت عليهم السلام، حصلت فيها على المركز الثالث كذلك، أما مسابقة كتابة بحث عن السيدة الزهراء سلام الله عليها التي أقيمت بمركز غراس الخير فنالت عنه المركز الأول.

ومازالت تطمح إلى نيل كل ما يزيدها سموًا وشرفًا بخدمة وبر والدتها التي تدين لها بعمرها، وخدمة مجتمعها الذي كان ولا يزال أبناؤه الوقود لها نحو تقديم المزيد من العطاء.


error: المحتوي محمي