هجلس: مافيا سرقة تراث القطيف أجبرتني على إخفاء بعض الصور!

أرجع المهتم بالتراث والفوتوغرافي إسماعيل هجلس إحجامه عن نشر بعض الصور التي وثّقها لبيوت القطيف التراثية والقديمة، والبيانات المرتبطة بها، والتي تدل على مكانها وقيمتها الأثرية، إلى وجود مافيا ترصد وتتبع هذه المعلومات بهدف الوصول إليها والاستيلاء عليها.

جاء ذلك خلال الأمسية التي نظمها ملتقى البراحة الثاني في القطيف مساء الإثنين 2 جمادى الآخرة 1441هـ، تحت عنوان “التاريخ في صورة الضيوف” وحل فيها هجلس ضيفاً إلى جانب المصورين ميرزا الضامن، وعلي المحسن، والحاضر الغائب عثمان أبو الليرات، وقاد دفة حوارها عضو اللجنة المنظمة للمهرجان محمد الخنيزي.

وتحدث هجلس خلال الأمسية عن حبه ورغبته في حفظ شواهد التراث العمراني في القطيف، وتوسعه بالوصول إلى الأماكن خارجها، حيث وثق التاريخ العمراني في 55 مدينة سعودية، عندما بدأ رحلته لها في 2017م.

بيت القلعة
وكشف من خلال صوره التي عرضها لبيت أنه ما زال موجودًا في القلعة، وفصل فيها أجزاء البيت سابقا، ومنها، الخلوات الموجودة على أسطح المنازل، والرواشن المزخرفة المصنوعة بالجص، وكذلك الروزنة والصبحة مكان الجلوس في وقت الصباح.

بيت السني
وعرض هجلس كذلك صورًا طبيعية لأحد البيوت القديمة، وهو بيت السني، في ديرة تاروت، الذي يتمتع برموز خاصة، وارتفاع الأقواس المحددة فيه، التي لم تكن عبثية، إنما من أجل توزيع ضوء الشمس، بالإضافة إلى عرض صور تبيّن كيفية صناعة الأسقف، التي تصنع الچندل “جذع شجرة” من نبات يستورد من شرق افريقيا ، والبارية المصنوعة من القصب والحصير ، وكرب النخيل.

بيوت الأغنياء
وركز في صوره على الزخارف التي تبنى في بيوت الأغنياء سواء كانت في الوارش سطح المنزل أو أعلى الأبواب، التي تسمى “حمائم” أو عروس السماء، أو شرفات، وتطرق إلى ألوان الطاري “الأصباغ” في الأسقف والأبواب والنوافذ والجدران.

الروزنة
وعرف من خلال الصور بعض أجزاء المنازل االقديمة ومن بينها “الروزنة” التي تصمم على هيئة تجويف داخل الجدار، طارحًا تساؤلًا عن سبب كثرة الروزنات في البيوت القديمة؟ وكانت إجابته بناء على متابعته مع البنائين القدماء، أنه يرجع ذلك إلى تخفيف قيمة تكلفة البناء، والوزن على البيت، كما أنها تستخدم في حفظ الأشياء والملابس.

الحجر والبشر
وفي تجربة مغايرة لما عرضه هجلس، تحدث المصور ميرزا الضامن الذي بدأ تجربة التصوير منذ أكثر من 55 عامًا، التي صقلها مع وظيفته كأستاذ في كلية المعلمين، ومع تدريسه التاريخ وبالأخص تاريخ المملكة.

وتنوعت المواقف التي وثقها الضامن التي بدأها بالأحداث الرياضية من تصوير فرق الحواري في مناطق القطيف وأندية؛ الشاطئ والبدر آنذاك، وتبعها زيارات ورحلات العمل مع تقلده مهمة الإشراف على اللجان الثقافية والرحلات في كلية المعلمين، بالإضافة إلى تصوير المقرات القديمة لأندية النصر والهلال واليمامة خلال سنوات دراسته في كلية التربية بالرياض، مع احتفاظه بصور كثيرة لسنوات دراسته في أمريكا.

أحداث دينية
وتميز الضامن في السنوات الأخيرة بتصوير الأحداث الدينية، وتصوير الخطباء في المناسبات، حيث جمع صور أكثر من 300 خطيب من خطباء القطيف من بين خطباء ومشايخ، وأساتذة حوزات علمية، إلى جانب امتلاك أكثر من 2500 صورة تراثية بمحافظة القطيف.

سواقي وأسواق
وشرح الضامن ما وراء صوره التي تبرز معالم القطيف وتاروت القديمة، ومنها؛ منطقة الخبازين في منطقة الجنوب السوق القديم بالشريعة في القطيف وغيرها من الأماكن، بينها سوق الجبلة وحمام أبو لوزة وبرج أبو الليف وهو منارة في مدخل ميناء القطيف، كان دليلًا للبحارة.

ثالثهم
وهناك تجربة ثالثة تجمع محبي تراث القطيف والعمل على توثيقه، كان صاحبها المصور علي المحسن، الذي بدأ مشوار التصوير في المرحلة المتوسطة سنة 1998م، بكاميرا الفيلم.

المزارع
واستعرض المحسن صوره التي كانت تجسّد المزارع في تاروت بما تحمل من خيرات زراعية وكيف تحولت إلى أراضٍ بور بسبب الزحف العمراني لها.

وجسد المحسن في صورة بعض الأعمال التي يقوم بها المزارعون من نثر البذور، وسقي الحقول، ودخول مياه البحر على المزارع المطلة على البحر، وحرق النفايات في المزارع، وخضرة الأشجار فيها.

وختمت الأمسية بدعوة من مقدمها الخنيزي بألا يبخل المصورون بالكنوز التي عندهم وإرسال رسالة إلى الأجيال بالتعرف على تاريخ الوطن، مع توجيه الشكر إلى الضيوف على المشاركة ونثر خفايا صورهم التي تمثل إرث أبناء المجتمع.

 


error: المحتوي محمي