نصح الاختصاصي النفسي حسين آل ناصر الآباء والأمهات بأن يحاوروا أبناءهم بشكل دائم للاطمئنان على الحالة النفسية لديهم ومعرفة هل يعانون من القلق أو الاضطرابات كفوبيا الحيوانات أو اضطراب قلق الانفصال أو اضطراب القلق المعمم أو اضطراب القلق الاجتماعي.
وأكد الاختصاصي النفسي آل ناصر على أن “القلق” ليس مرضًا، إنما هو مشاعر بشرية طبيعية تحفز قدرة الجسم على مواجهة الخطر، موضحًا أن الإنسان يمر بفترات قلق على مدار حياته، والذي يعد دافعًا للإنسان ضد المخاطر التي تُحيطه.
وشرح الناصر، أن مفهوم “القلق” هو القاعدة، ولكن يمكنه أن يتحول إلى مرض، وذلك عندما تظهر بعض الأعراض مثل؛ التكرار والشدة، والاستمرار والعجز، وضعف الأداء.
وأوضح آل ناصر أن أسباب القلق تتنوع بين؛ جينية، وعصبية، ومعرفية وسلوكية، حيث يلعب كل من علم الوراثة والجينات وكيمياء الدماغ الحيوية دورًا في إثارة اضطرابات القلق مع السلوكيات المكتسبة ونمط المعيشة وأسلوب الحياة المسبب للتوتر؛ حيث إن الطفل الذي يعاني أحد أفراد عائلته من القلق يكون لديه فرصة أكبر لتطوير اضطرابات القلق في طفولته المبكرة، فيتحول القلق إلى خبرة نفسية معرفية، بالإضافة إلى اضطراب قلق الانفصال واضطراب القلق العام، والرهاب الاجتماعي الذي يعاني منه الكثير من الأطفال.
أساليب التنشئة
وفي المحاضرة التي نظمها مركز التنمية الأسرية سنا التابع لجمعية البر الخيرية بسنابس؛ يوم الاثنين 27 يناير 2020 بعنوان “القلق عند الأطفال”، ركز الناصر على أن أساليب التنشئة الوالدية تلعب دورًا كبيرًا في سلوكيات الطفل وهي التي تصنع شخصيته كفرد اجتماعي، منبهًا هلى أنه من الخطأ أن يقوم الآباء بالتخطيط لحياة أبنائهم بدلًا منهم، لأن هذا يُضعف الثقة الذاتية لديهم، ويكون سببًا لإحباط وقلق الطفل، لأن الأهل في هذه الحالة يتجاهلون طفلهم ويغفلون استعداده وقدراته.
ورجح أن المصادر الرئيسية من القصور المعرفي يرتبط ظهورها باضطرابات الطفولة، وأفكار الطفل عن نفسه، والتشويهات المعرفية، ونقص المعلومات والخبرة، وضعف القدرة على حل المشكلات، والتوقعات السلبية.
وعرض نموذجًا لأنواع من الاضطرابات كفوبيا الحيوانات التي يعاني منها الأطفال في عمر 6-7 سنوات، واضطراب قلق الانفصال في عمر 7-8 سنوات، واضطراب القلق المعمم في عمر 10- 11 سنة، واضطراب القلق الاجتماعي في عمر 11- 13 سنة.
التساهل والإهمال
وأشار إلى أن التساهل والإهمال، وترك الطفل يعمل ما يشاء دون رقابة لسلوكه أو توجيهه داخل المنزل وخارجه، وكذلك انشغال الأب، وتحميل الأم المسؤولية كاملة، بالإضافة للتدليل والحماية الزائدة كل هذا قد يُسبب للطفل ضعف الاستقلالية وعدم القدرة على حل المشكلات والانسحاب والقلق.
وقال: “عندما نلاحظ أن الطفل يشتكي من الصداع، ومشاكل المعدة، وأيضًا العصبية، ويكون واضحًا على الطفل ضعف الأداء الدراسي، والاجتماعي، فهنا نعي أنه يحتاج للتدخل العلاجي”.
خطة المواجهة
وبين أنَّه يتم وضع خطة لمساعدة الطفل على علاج القلق الذي يعاني منه، وتركز الخطة على تعزيز الأفكار، والاعتقادات الإيجابية، إذ يجرب الطفل طرقًا جديدة للتفكير، ويحاول التصرف في الحالات والمواقف، التي يمكن أن تسبب القلق بطرق مختلفة، كذلك يتم تعليمه مهارات التكيف مع القلق والتعامل مع الإجهاد عبر تقنيات الاسترخاء العضلي، وتقليل الحساسية التدريجي، والتدريب على المهارات الاجتماعية، ولعب الأدوار، والتعلم بالنمذجة، وتوكيد الذات.
مونولوج العلاج
وأكدَّ آل ناصر على ممارسة الحوار النفسي (المونولوج) لما له من أهمية كبيرة في العلاج الذاتي، لأن القلق يحدث نتيجة لما يردده الطفل مع نفسه من أفكار عند المواقف المختلفة، فيجب على المختص أن يطبق معه المهارات العلاجية ويستبدل كل الأفكار والمخاوف التي بداخله تدريجيًا، ويعطيه التعليمات التي تساعده على تشكيل أفكار جديدة، ليكون الطفل مراقبًا لذاته وتصرفاته ويعمل على تطوير قدراته المعرفية الإيجابية، والقيام بواجباته المنزلية والخارجية ويسعى لتطبيق كل ما تعلمه في العيادة وذلك بمساعدة والديه.