فور إعلان القرار الملكي الكريم لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله -، بالسماح للنساء في بلاد الخير والنماء، بقيادة السيارة، والتنفيذ في العاشر من شهر شوال لعام ١٤٣٩ للهجرة شهدنا تحوّلًا كبيرًا لدى نصف المجتمع (نساء الوطن العزيز)، فقد شعر الجميع بالسعادة كون القرار قد عزّز مكانة المرأة السعودية، وقدرتها على مواكبة جميع التطورات في هذا العالم، وشعرت بعمق دورها في وطنها لتخوض التجربة بكل ثقة ومن دون خوف أو تردد.
لقد أثبتت المرأة السعودية ـ وهي تقود سيارتها ـ أنها تمتلك الزمام بكل ثقة وإرادة قوية، مما تفاجأ به الآخرون من الداخل والخارج، وذلك نظير ما تمتلكه هذه السيدة من تفوق ونجاح باهر في القيادة الحكيمة، مع الالتزام بقواعد السلامة المرورية، والتحلّي بالذوق الرفيع والسلوك الراقي في التعامل، فضلًا عن احترامها لمجتمعها ووفائها وحبها لوطنها ولقيادته الرشيدة.
إن المرأة السعودية في كل أرجاء الوطن الغالي قادرة على مواجهة التحديات والصعوبات، كونها تحمل مبدأ الشعور بالمسؤولية الكاملة تجاه أسرتها، وتحمل راية المشاركة مع الرجل في تحمل أعباء الحياة وتربية الأولاد ورعايتهم والحرص على ضمان مستقبلهم العلمي والعملي، وتأهيلهم لأدوار بالغة الأهمية في خدمة الوطن المعطاء.
إننا ـ ومن خلال هذه الوقفة ـ نذكّر أنفسنا بأن من يقود السيارة في الطرقات والشوارع هو أنا وأنت، وزوجاتنا وبناتنا، أو أقاربنا، أو من هم مقيمون معنا في بلادنا الحبيبة، أن نشيد بما شهدناه من أخواتنا العزيزات من حيث الالتزام بالقواعد، والسير وفق الأنظمة الخاصة بقيادة السيارة من قبل الحصول على رخصة القيادة، وتأمين المركبة وتوفير جميع المتطلبات، لذلك وجدنا أن العنصر النسوي لم يكن عبئًا على شوارعنا، ولم يحدث أي أزمة مرورية كما كان البعض يتوقع، وما شهدناه هو زيادة توثيق الالتزام والنظام المروري المتطور دائمًا.
وهنا لا يفوتنا أن ننوه بالدور الفعال والمسؤول للجهات الرسمية المختصة بإدارات المرور في كل مدينة وبلدة بما يقومون به من إجراءات وأنظمة لتمكين المرأة السعودية من الحصول على متطلبات قيادة السيارة بكل سهولة ويسر وبتذليل الصعاب ضمن الرؤية الكريمة لهذا البلد المعطاء وأهله الطيبين.
تلك هي بلادنا الحبيبة (المملكة العربية السعودية)، تفخر بأبنائها وبناتها.