في سيهات.. الشرفا: العمل التطوعي ليس بالإكراه ولا تحكمه المزاجية

أكد المهندس هاشم الشرفا أن العمل التطوعي لا يمكن أن يتم بالإكراه أو الإجبار، كما لا يمكن أن تحكمه المزاجية.

جاء ذلك في ورشة العمل “كيف تصبح متطوعاً متميزاً” التي قدمها الشرفا بجمعية سيهات للخدمات الاجتماعية بحضور 46 مهتماً بالعمل التطوعي، وعرف فيها العمل التطوعي، وطرق التميز بالعمل التطوعي، وحقوق وواجبات المتطوعين.

وتطرق الشرفا للعمل التطوعي في التراث الإسلامي من منطلق الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة، وكذلك لقطاعات التنمية في المجتمعات المعاصرة لافتاً إلى أن القطاع الأهلي لا تتعدى نسبة مساهمته الـ1%، وهو ما تسعى المملكة لتغييره وفقاً لرؤية 2030 التي تطمح لأن تصل بالنسبة لـ6% لتكون مماثلة لدول العالم المتقدم في هذا الجانب، كما تطمح لزيادة عدد المتطوعين وإيصال الرقم لمليون متطوع، وهو أمر ستنظم عمله بحفظ حقوق المتطوعين من خلال إطلاق منصة “بوابة العمل التطوعي” المربوطة بنظام وزارة الداخلية “أبشر”.

وأوضح أن أهداف الرؤية ستتحقق من خلال برامج وزارة العمل والتنمية التي بدأت بتطوير الأنظمة واللوائح، ومن خلال توجيه الدعم الحكومي، وتدريب العاملين في القطاع غير الربحي، وكذلك خلق برامج تشجيع المتطوعين، ونشر ثقافة التطوع في قطاع الصحة والتعليم والإسكان وغيره، وتمكين المؤسسات من استقطاب الكفاءات، وتسهيل تأسيس منظمات غير ربحية، وأخيراً تشجيع الأوقاف لإيجاد مصادر تمويل مستدامة.

وأبان الشرفا حاجة المجتمعات للعمل التطوعي وذلك لأن كثرة المشاكل التي تواجهها الدول لا تستطيع الأخيرة حلها مهما بلغ مستواها الاقتصادي لحلها منفردة، مستعرضاً إحصائيات حول العمل التطوعي في الولايات المتحدة الأمريكية والتي يبلغ عدد منظماتها المليون ونصف المليون مؤسسة، ويبلغ عدد متطوعيها الـ62 مليون، مشيراً إلى أن المجتمع الذي تقل فيه المؤسسات التطوعية ينتابه الخلل وتعشعش فيه مشاكل قلة الأمن ومشاكل الجريمة والفقر، لافتاً إلى أن العمل التطوعي يساهم في تقوية الروابط بين أفراد المجتمع، وتقل فيه نسبة الظواهر السلبية.

وذكر فوائد العمل التطوعي وآثاره الفردية والاجتماعية، التي تشعر المتطوع بالراحة النفسية، وتؤدي إلى تحقيق المكسب الديني، وتنمية قدرات الفرد الذهنية وتكسبه مهارات ومؤهلات سلوكية، بالإضافة إلى إقناعه بأنها خدمة وطنية إنسانية لأفراد مجتمعه، فالعمل التطوعي لابد من وجوده لتنمية أي مجتمع مهما كبر اقتصاد الدول.

وكشف عن المعوقات التي تواجه العمل التطوعي ومن ذلك ضعف ثقافة المجتمع بأهميته، وعزوف الكفاءات عن الانضمام للمؤسسات التطوعية، ووأد العاملين بالتسقيط والتشهير، وكذلك ضعف الموارد المالية، ووجود إجراءات بيروقراطية رسمية.

وبالحديث عن المميزات تناول الشرفا دورة العمل التطوعي المتمثلة في إدراك المتطوع لما يرغب، واختياره للعمل التطوعي الذي يريد الالتحاق به، والتأهل له، ومن ثم ممارسته، ولينجح ذلك لابد أن يختار العمل بناء على حاجة مجتمعية، ويكون له أثر ملموس على المستفيدين، مضيفاً أن للعمل التطوعي قيمًا لا بد من الحرص عليها ومن ذلك؛ الصبر، والأمانة، والإخلاص، والمبادرة، والتعاون، والشفافية، والثقة، والعدالة، والتواضع، والإبداع وغيرها.

واختتم الشرفا ورشة العمل بالتعريف بحقوق المتطوع والالتزامات التي من شأنها أن تجعل منه متطوعاً متميزاً، موصياً بأن يكون قبل كل ذلك قدوة صالحة بتصرفاته الإيجابية، وألا يأخذه الغرور فيكون وبالاً على المجتمع.


error: المحتوي محمي