منحت مسابقة الأخلاق التابعة للجنة التنمية الاجتماعية الأهلية بالقطيف «تذكار تاج البر” إلى ثلاثة من أبناء محافظة القطيف، الذين جسدوا معاني البر بالوالدين بأسمى صوره، والعمل على مد يد المساندة دون كلل لمساعدة آبائهم وأجدادهم.
جاء ذلك عبر تقديم المسابقة وقفة شكر إلى الشاب حيدر حسين عباس الناصر من بلدة الأوجام، لرعايته والده المريض قبل وبعد أن أصبح مقعدًا بسبب بتر ساقه، وإلى الشبلين كرار وحسين علي سلمان العبدالله من بلدة الجارودية اللذين تخطى برهما والدهما إلى جدهما لأبيهما لمساعدته في عمله وبحثه عن لقمة العيش.
وتم تكريم هؤلاء الثلاثة يوم الأربعاء 15 يناير 2020م، في منزل علي سلمان العبدالله، بالجارودية، في لقاء ودي بحضور ذويهم و11 عضوًا من عضوات مسابقة أخلاق البر بقيادة المدير التنفيذي للمسابقة خضراء آل مبارك.
وعبر الجميع عن سعادتهم وهم يقومون بخدمة أعز من لديهم، في محاولة منهم لرفع عناء الألم والتعب ولو بالقدر اليسير.
وجسّد الشاب حيدر الناصر مع إخوانه معاني البر بوالدهم بأن كانوا له المحرك الذي استطاع من خلاله التعايش مع الحياة بشكل جديد، بعد أن بتر ساقه منذ أربع سنوات، نتيجة لإصابته بمرض الغرغرينا أثر المضاعفات الحادة لمرض السكري التي حدثت له.
واستمر ابن بلدة الأوجام مع إخوته دون توانٍ في خدمة والده سواء كان داخل المنزل بالعناية به، وتلبية احتياجاته الشخصية، وحتى خارجه في مرافقته أثناء الذهاب للمستشفى، مما لفت انتباه معلميه في المدرسة، بعد أن أخبرهم بقصته لإعطائه الرخصة للخروج من المدرسة عند حاجته لمرافقة والده للمستشفى.
وكان دوره في تجسيد البر بوالده محط إعجاب من الجميع في المدرسة، مما دفع المدرسة إلى إرشاد مسابقة أخلاق البر عنه واقتراح تكريمه نظير خدمته الجليلة لوالده ليكون نموذجًا حيًا لأقرانه من الشباب.
في المقابل تمثّل بر كرار وحسين العبدالله لوالدهما ببر جدهما بمساندته في عمله الزراعي الذي تربى عليه منذ الصغر، وعجز عنه مع كبر سنه، فقاما بمرافقته لبيع محصول المزرعة اليومي، سواء بالجلوس معه أثناء البيع، أو بالإنابة عنه في حال غيابه.
وكان قرارهما بالتنازل عن وقت لعبهما وراحتهما للجلوس مع جدهما على قارعة الطريق، وجمع وبيع بضاعته، بجانب استذكار دروسهما؛ انعكاسًا للتربية، التي نهلا بذرتها من والدهما علي العبدالله وأعمامهما، حيث أوجدا لجدهما حياة وأنسًا أثناء عمله، بل تعدى ذلك إلى توفير طلبات الزبائن وتوصيلها لهم عند الحاجة.
من جانبها، عرفت المدير التنفيذي للمسابقة آل مبارك بمسابقة أخلاق البر وسعيها لترسيخ قيم البر في نفوس أبناء وبنات المجتمع، مشيرةً إلى أن هذه الوقفة هي الخامسة من نوعها لأبناء محافظة القطيف نظير تجسيدهم مفردات البر في جميع أفعالهم.
وأكدت على البُعد الأخلاقي والتربوي الذي تعكسه خصلة البر على الفرد بإيجاد لبنة مثمرة في بناء المجتمع، وصلاح الأسرة والمجتمع البشري، معربةً عن سعادتها بوجود كرار وحسين لبرهم بجدهما وحيدر لبره بوالده، مقدمةً لهم تحية إجلال نيابة عن أعضاء ومتطوعي ومتطوعات المسابقة على مواقفهم النبيلة تجاه أسرهم.
بدوره، شارك مستشار المسابقة الدكتور فؤاد السني بإلقاء كلمة عبر مكالمة هاتفية صوتية للجميع، رحب فيها بالجميع، معبرًا عن فخره واعتزازه بالدور الذي قدمه المكرمون، ووصفهم بأنهم شعلة يستضيء بها الجميع، وأن هذه الوقفة ما هي إلا تأكيد على العمل النبيل الذي يقومون به.
ونوه إلى الأثر الإيجابي الذي تتركه خصلة البر في العلاقات الإنسانية على مستوى الأسرة والمجتمع، وعليها كان إجماع كل الديانات على التحلي بها، ومنها دعوة الدين الإسلامي إلى صيانة هذه الخصلة بين أفراد المجتمع.
وهنأ السني الآباء والأبناء على هذه الروح، مشيدًا بالمحتفى بهم، وتمنى أن يتكرر هذا العمل وأن نجد نماذج مضيئة في المجتمع.
من جانبه شكر الجد سلمان العبدالله إدارة المسابقة على هذه اللفتة الكريمة، ودعوتهم إلى مد جسور العلاقات الاجتماعية فيما بينهم.
وختم اللقاء بتكريم حسين وكرار العبدالله وحيدر الناصر من قبل آل مبارك وتم تقديم تذكار تاج البر مع الهدايا العينية لهم، داعيةً أن يكونوا مثالا يحتذي به جميع أبناء المجتمع.