في سنابس.. اختصاصي نفسي: نجاح الزواج برجل متسلّط يفوق الارتباط بمتسلّطة بـ11%

أكد الاختصاصي النفسي ناصر الراشد أن 85% من السعادة تصنعها المرأة، لأنها هي الأم، وهي من تعلم الحبُ منذُ الصغر، وأن الذكاء العاطفي يكتسبه الإنسان من الأم أثناء سنتي الرضاعة، وبعد السنتين تصبح الأم هي المثال، مضيفًا أن كل الخبراء يتحدثون عن مفتاح السعادة الزوجية الذي يكون عند النساء مصداقًا للقول «وراء كل رجل سعيد امرأة تحبه».

وذكر الراشد أن نسبة نجاح الزواج من امرأة متسلطة 22%، ونسبة نجاحه من الزوج المتسلط 33%، ونسبة نجاح الزواج المتعاون 67%، ملفتًا إلى أن الفروق النفسية بين الزواج السعيد والزواج الناجح هو الإثابة، وأن المرأة تفكر بالطلاق أكثر من الرجل، لكن من يتخذ القرار هو الرجل فهو يحسب درجة سقوطه من الهرم باتخاذه للقرار وبالتالي يخاف أن يسقط اجتماعيًا.

وبيّن أن الزواج أحد مراحل النمو في حياة الإنسان، وأن الدراسات تثبت أن الأزواج السعداء يتمتعون بصحة نفسية جيدة.

وقبل الحديث عن السعادة وتفاصيلها، طرح الراشد في الدورة التربوية التي نظمتها جمعية البر الخيرية بسنابس للأزواج والزوجات، تحت عنوان «كيف تحقق زواجًا سعيدًا»، يوم الأحد 17 جمادى الأولى 1441هـ، تساؤلًا على المقبلين على الزواج، وهو: لماذا تتزوج؟ وبالإجابة عن هذا السؤال، يمكن لكل شخص معرفة الهدف وتحديد مسار العلاقة الزوجية.

وتناول في الدورة عدة محاور منها البدايات الإيجابية، وعادات الأزواج السعداء، وثلاثة عناصر للزواج السعيد، ومستويات الزواج السعيد.

وأشار إلى أن هناك عقبات يمكنها أن تعيق الزواج، وأن الإنسان يستطيع أن يشعر بمشاعر الحب الكامنة في الزواج فقط، كما أن للحبّ مسارات، وأن البعض يلجأ للسلوك التعويضي بأن تكون له زوجة، وعشيقة، وعلاقات أخرى.

مفاهيم مغلوطة
وواصل الراشد طرح أسئلته على الحضور عن مدى احتياج الأزواج للاستقرار، موضحًا أن هناك تشوهات معرفية مغلوطة، فمثلاً المرأة التي تنظر للعلاقة الزوجية بهدف التكاثر فقط دون الاستمتاع؛ بلا شك سيكون عندها مشكلات في العلاقة الحميمية مع زوجها، والرجل الذي يرى أن التعبير عن الحب شيء غير ضروري ستنعكس رؤيته بشكل سلبي على علاقته بزوجته؛ لأن غياب التعبير عن الحب هو العنف ذاته في الحياة الزوجية.

سعادة الأولين
وبيّن أن الزواج يحتاج لاستعداد نفسي، وأننا لسنا أزواجًا سعداء بالفطرة، وأن النموذج السعيد والبسيط الذي كان يعيش فيه الآباء والجدات بدأ بالتآكل، بسبب التغيرات الحياتية الكثيرة التي أزالت كثيرًا من الأفكار.

وشرح معنى الآية الكريمة {فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ} مؤكدًا أن الزواج قائم على التفضل والإحسان؛ مؤكدًا أن المعروف والإحسان هو الحاضن الإيجابي الذي تنمو فيه العلاقة الزوجية.

زواج سعيد
وحدد مستويات الزواج الناجح والسعيد، والزواج الناجح فقط، والزواج المتصدع، مضيفًا أن السلوك الإنساني إذا لم يعزز يختفي، وهناك اضطرابات نفسية لا تظهر إلا بالزواج والمعاشرة.

وناقش كيفية التواصل والحوار مع شريك الحياة، وذلك بالمشاركة في الاهتمامات والوضوح، ونبه بالتركيز على النظافة الشخصية.

خبرات الطفولة
وأضاف الراشد أن خبرات الطفولة قد تسبب مشاكل كبيرة في الكبر ومنها مشاكل تربوية في الطفولة ومشاكل مكتسبة من حياة الأبوين، ملفتًا إلى أن واحدة من الاضطرابات التي تصيب الإنسان هي الصّراعات بين الأبوين والتي تجعل أبناءهما في مرحلة قلق دائم من الزواج خوفًا من فشل العلاقة الزوجية.

وذكر الراشد أن بعض الزوجات تفشلن في الاهتمام بالزوج واحتوائه، والسبب في ذلك هو خوفها من الاهتمام به وزواجه من امرأة أخرى عليها مثلما فعل والدها من قبل، منوهًا بأنها تظن أن الرجال متساوون وهذا تشوه معرفي، فتبدأ بالتعامل مع زوجها بناء على هذه الفكرة المشوهة.

الذكريات
وأشار إلى مفهوم التصور الذهني الذي بإمكاننا استعماله لاسترجاع الذكريات الجميلة مع شريك الحياة ليمتص غضبنا، وهو عبارة عن إيحاء، وصورة ذهنية لعلاقة زوجية مستقرة وتحقق الرضا، ويسمى في علم النفس “البلاسيبو”.

وفي الختام، نصح بالمحافظة على مكونات الذاكرة المشتركة بين الزوجين، منوهًا بأننا لدينا مشكلة في العقل البشري؛ وهي أنه متحيز لتعظيم السلبيات فإذا كانت هناك نقطة سلبية في الذاكرة فستكون هي كل ما ستراه طوال حياتك.


error: المحتوي محمي