لست خائفاً!  

الخوف: هو شعورٌ قويّ بالرهبة تجاه أمرٍ ما نواجهه، وقد يكون هذا الشعور واقعاً وحقيقيّاً، وقد يكون عبارةً عن تهيّؤاتٍ أو خيال…

ويعتبر الشعور بالخوف أمراً طبيعياً، خاصة عند التعرض لحادث أو شيء آخر يسبب الأذى، ولكن قد يشعر بالهلع دون وجود سبب يدعو لذلك، فنوبات الهلع عبارة عن نوبة مفاجئة من الخوف الشديد الذى يحفز ردود الأفعال الجسمانية الشديدة، بينما لا يوجد خطر حقيقى أو سبب واضح للخوف، مما يتسبب عند البعض بنوبات قلبية أو حتى الوفاة.

فإذا خاف المرء من الفشل، من كلام الناس، من خوض أي تجربة جديدة عليه، من الموت، ….. تولد لديه شعور بالخوف، ويحدث الخوف علميّاً نتيجة تنبّه منطقة معيّنة في الدماغ تسمّى اللوزة الدماغيّة إلى حالة الخوف، وهذا يؤدّي إلى إفراز الهرمون المحفّز للغدّة الكظرية من قبل الغدة النخاميّة، وهذا بدوره يؤدّي إلى إفراز هرمون الأدرينالين والنورادرينالين اللذين يعملان على تحديد استجابة الجسم للمحفّز هنا وهو الخوف إمّا بالمواجهة أو بالهروب، ويتسبّب الخوف بتسارع في نبضات القلب والدّوار والتعب وفقدان الشهيّة والتوتّر وزيادة التعرّق وخاصّةً في راحة اليدين.

الخوف هو عدوك الأساسي فى تحقيق طموحك وأحلامك، وقد يتطور حتى يصبح مرضًا نفسيًا
فكثير من الأعراض النفسية قد تأتي بشكل حاد ومكثف جدًّا، ودون أي ارتباط سببي، والخوف هو أكثر أنواع الحالات أو الأمراض شيوعًا والذي يأتي بهذه الطريقة…

في البشر والحيوانات، يتم تعديل الخوف من خلال عملية الإدراك والتعلم. وبالتالي فيمكن الحكم على الخوف بأنه خوف عقلاني (منطقي) أو الخوف المناسب، وهناك أيضا الخوف غير العقلاني (غير منطقي) أو غير المناسب. ويسمى الخوف غير العقلاني بالرهاب.

يحاول الشخص عادة، تجنب التعرض لعامل الخوف، لكن في بعض الأحيان يحاول مواجهته. ويمكن اعتبار الرُّهَاب اضطراباً نفسيّاً، فقط عندما يكون الخوف، والقلق، أو تجنب التعرض لعامل الخوف، يسبب تشويشاً كبيراً في سير الحياة اليومية، في الأداء الوظيفي أو الاجتماعي، أو أن يسبب شعورَ توتر ذاتي كبيرًا.

يرتبط الخوف ارتباطاً وثيقاً بالتوتر، ولكن ينبغي أن يفرق بين الخوف والتوتر، والذي يحدث نتيجة التهديدات التي ينظر إليها على أنها لا يمكن السيطرة عليها أو لا يمكن تجنبها. وتخدم استجابة الخوف غريزة البقاء على قيد الحياة عن طريق توليد الاستجابات السلوكية المناسبة، لذلك فكان قد تم الحفاظ عليها طوال عملية التطور.

نصيحة مهمة جداً في مواجهة الخوف وهي الصبر….
يمكِّن الصبر على عيش كامل الأوقات دون السعي لتجنبها، لذا يوصى بالصبر في مواجهة أوقات القلق والخوف، والانتباه لما يخيف، وتحديد مسببات الخوف سواء كان الخوف من الإخفاق أو القرارات أو حتى من النجاح، لذا يجب التَّريث والصبر خلال أوقات الخوف لرؤية كل ما يمكن أن يتكشَّف ويظهر، كما يجب تعلُّم التَّوقف عند الانفعالات الراهنة والصعبة بدلاً من الهرب منها.

يجب التَّحلي بالشجاعة والتَّوسع خارج منطقة الراحة من أجل تكوين وجهات نظر جديدة، فقد يصاب الفرد بالخوف أو قد يبقى عالقاً فيه وفي الحالة الراهنة بجمود وبلا أي تطوُّر، لذا عليه أن يكون شجاعاً وجريئاً، وأن يكمل مسيرته إلى نهايتها، وذلك حتى تزداد قوته وثقته وإيمانه بذاته، فالخروج من منطقة الراحة يمكِّن الفرد ويضطره إلى مواجهة خوفه، كما يمكن للفرد أن يتصوَّر الإمكانيات المتاحة لديه، وأن ينتفع منها لدعم جرأته في إيجاد فرص جديدة والانفتاح على سبل أخرى لتحقيق النجاح…

لنجعلها قاعدة طالما لا نفعل ما يغضب الله سبحانه فلا نخاف
خذ بالأسباب بعد التوكل على الله وواصل حياتك بلا خوف ولا توتر.
قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (28)}… [سورة الرعد]


error: المحتوي محمي