أطلقت أضواء للفنون المسرحية يوم الجمعة 3 يناير 2020م، مهرجان “ربيع القطيف” في نسخته السادسة، بحضور نخبة من نحوم الفن بالخليج.
ويأتي المهرجان هذا العام فني بامتياز، ومنذ ليلته الافتتاحية يحيط به الفن في كل مكان، كما تغص القلعة بالمبدعين في كل أركان المهرجان، ويتم تدشينه بأوبريت “وطني” بمصاحبة لغة الإشارة.
وتشتمل الفعاليات على أركان تثقيفية وصحية، بالإضافة إلى أكشاك للطعام، وحرف يدوية، وتصوير، ومسابقات ثقافية وحركية، وألعاب شعبية، ومرسم للأطفال يشرف عليه فنانو المنطقة، حيث يقوم المشاركون برسم لوحات مباشرة، بالإضافة إلى مسرح العرائس.
عن المهرجان
وصرح مدير المهرجان المخرج محسن الحمادي لـ«القطيف اليوم» بأن مهرجان ”ربيع القطيف” تم التجهيز له منذ شهر تقريبًا، وهو مهرجان منوع يضم العديد من الفعاليات والمسابقات، على مدار 10 أيام، ويسعى لتحقيق أهداف الجذب السياحي وتنمية السياحة بالمنطقة، من خلال تهيئة وتوفير الأماكن والأجواء السياحية والتي تساهم في إدخال السعادة على قلوب الكبار والصغار وجذب الزوار.
وأكد أن المهرجان خيري، ويضم 25 متطوعًا ومتطوعة، كرّسوا كل جهودهم لخدمة الوطن والمجتمع في محافظة القطيف.
مسرحية “2020”
وأضاف أن الفعاليات تتضمن كذلك عرض مسرحية “2020”، وذلك خلال الخمسة أيام الأولى، الساعة 8 مساءً، مشيرًا إلى أنها مسرحية كوميدية هادفة تناسب الكبار والصغار، وتلقى الضوء على الأبوة القاسية، وضياع الأبناء، ومن تأليف رقية دعبل، ومن إنتاج وإخراج محمد محسن الحمادي، مضيفًا أن المسرحية شهدت تفاعلًا جماهيريًا جيدًا في ليلة عرضها الأولى.
سباق المشي
وأوضح “الحمادي” أن المهرجان يضم سباقًا للمشي داخل القلعة يشمل ثلاث فئات: النساء، والرجال، والأطفال، ويشرف على السباق مدربون محترفون، وسيتم تسجيل أسماء الراغبين في المشاركة بالسباق يوم السبت 4 يناير، على أن ينطلق السباق يوم الأحد عند الساعة 6:30 مساءً.
ركن الرسم
ومن ركن “جسفت” الفن التشكيلي، أكد الفنان محمد المصلي أن الجناح للفنون التشكيلية بجميع فروعها، الرسم، والنحت، والرسم للأطفال، وتشكيل المعادن، والرسم على الفخاريات، وكلها تعطي انطباعًا للمتلقي بالحرية بأن يعمل ما يشاء ويحرك أنامله وتفكيره، بحيث لا يكون الرسم على اللوحة فقط، أو المساحة اللونية.
ابنك مبدع
وفي ركن خاص تم عرض بعض اللوحات الملونة، وأكد المصلى أن سمت المهرجان العائلي يفرض على الأركان أن تعطي للعائلة مساحتها، وهو ما نطبقه في ركن الفنون التشكيلية، لتذوق جميع أنواع الفنون والتعابير والانطباعات والإبداع في أشكال متنوعة.
وأضاف أن “ابنك مبدع ما دام يرسم” جزء من محاضرة، وهي ليست شعارًا، إنما تأكيد أن الطفل إذا كان يرسم من عمر سنتين، ويمارس بعض الأعمال الفنية، مما يجعله يختزن معلومات في الذاكرة، فتصبح عنده خريطة ذهنية، لمعرفة الاتجاهات والأشكال، فإذا وصل إلى المرحلة الابتدائية سهل عليه استيعاب الجماليات في رسم الحروف والكتابة، وتتطور لديه مهارات معرفية سابقة لأقرانه، وكل ذلك بفضل ما اختزنه صغيرًا وتسهل عليه استيعاب الأشياء والأشكال المجردة، وقال: “أدعي أن من يرسم يكون عبقريًا، وتنمية الموهبة ما هي إلا استثمار في الإنسان”.
جمعة فن
«القطيف اليوم» كانت في هذه الافتتاحية التي ضمت العديد من فناني السعودية والخليج، حيث دشن المهرجان مجموعة من الفنانين الخليجيين وهم؛ عبد الله ملك، من مملكة البحرين، ونواف الشمري، والسعودي علي السبع.
مساندة
وفي كلمة له أثنى الفنان علي السبع على المهرجان خاصة أنه غير ربحي، وقال: “كنا نحتاج هذا التجمع الفني الذي يجمع بين فناني السعودية والبحرين، فنحن شعب واحد، ومن الجيد أن يساند الإنسان أولئك الذين يرسمون البسمة على وجوه الناس دون مقابل، ويقفون مع ذوي الاحتياجات الخاصة، والأيتام، ونشجع الأسر المنتجة، ولا ننسى أن دولة بحجم الصين نهضت وقام اقتصادها على الأسر المنتجة، أولئك الذين عملوا بكفاح وجهد، ولم يمدوا يدهم، وأعمالهم مشرفة، فهؤلاء هم من يستحقون الدعم والتشجيع منا كفنانين”.
وعلق السبع على تقديم مسرحية خلال المهرجان، وقال: “من الجيد أن يضم المهرجان مسرحًا، ولا نستهين بهذه البدايات، خاصة أن غالبية الفنانين ليسوا من خريجي المعاهد الأكاديمية، إنما خريجي المسرح المدرسي والكشفي، وتعبنا على أنفسنا حتى وصلنا إلى ما وصلنا إليه”، واختتم بمقولة “أعطني خبزًا ومسرحًا أعطيك شعبًا طيبًا”، فالمسرح معلم للشعوب.
ونصح الممثلين الشباب بأن يستمروا ليثبتوا أنفسهم، لأنهم إذا أثبتوا أنفسهم سيلفتون الانتباه.
إشادة
وأثنى الممثل الكويتي نواف الشمري الذي يتواجد في المهرجان للمرة الرابعة، على المهرجان، وشكر القائمين عليه، وأشاد بأداء الممثلين الشباب، الذين قدموا المسرحية، وقال: “إن محمد الحمادي موهبة مبشرة، وقد نجح في تجسيد الشخصية التي أداها في المسرحية”، وتمنى لفناني المسرح الشباب التوفيق.
شعب واحد
الفنان والمخرج البحريني عبدالله ملك قال: “المهرجان به معانٍ كثيرة؛ الجانب الوطني والثقافي والاجتماعي، والبحرين والقطيف دائما بلد واحد، وهو ما نؤكده، أننا شعب واحد، وهي المرة الأولى لزيارة القطيف، وما يميزها أنها بحرين أخرى، بالبساطة واللهجة، والطيبة، وأنا أشعر أنني وسط أهلي، وبين إخواني، والشوارع والمناطق قريبة من قلبي، وحتى الأكلات الشعبية واللقيمات”.
وجاء في تعليقه عن المسرحية: “إنهم ممثلون موهوبون، ومع المزيد من التدريب والنضج سيصلون إلى مستويات أعلى من جودة الأداء والتأليف”.
الشباب
وقال حسين المدرهم أحد أبطال مسرحية 2020: “العرض الأول كان جيدًا، والفنانون الذين حضروا العرض أبدوا رأيهم بكل صراحة، وحضورهم زادنا تشجيعًا، وضحكات الجمهور وتفاعله معنا يعد حافزًا لتقديم أداء أفضل في الليالي القادمة”.
مقتنيات تراثية
ومن الأجواء التمثيلية، إلى لون آخر من الفنون يقدمه حسين المادح من حلة محيش، الذي يعرض عددًا من المقتنيات التراثية والقديمة، ويقول إنه بدأ الهواية قبل أربع سنوات، باقتناء كاميرا قديمة، ومن ثم انطلق في اقتناء المزيد من الأغراض القديمة والتراثية المنوعة، ويقدم المحتويات المعروضة في المهرجان، وهي؛ ماكينة خياطة سنجر تعود للعام 1886م، وتصريح دخول لأرامكو يزيد على 45 سنة، وعقود عمل، وجوازات قديمة، وبعض المشروبات، وأوراق اليانصيب، ونسخة عن لوحات السيارات القديمة، ودراجة “جليت” التي كان يستخدمها كل أهل القطيف في الماضي، مشيرًا إلى أن ما يتم عرضه في المهرجان هو مجرد جزء من محتويات ما يملكه في متحف خاص في المنزل.
منحوتات خشبية
أما محمد أبو غيث فيقدم فنًا من صنع يديه، وهو عبارة عن منحوتات هندسية، وحصالات، وعلاقة مفاتيح بشكل قديم، ومنحوتات لسيارات، وصندوق “المبيت” التراثي الذي كان يستخدم لحفظ المجوهرات والأشياء الثمينة، ولكننا نصنعه بشكل مصغر، ويستخدم في تقديم المهور.
وأكد أن الإقبال كبير على المنحوتات خاصة في منطقة القطيف، وبعض المنحوتات تراثية بشكلها الأصلي، وبعضها يتم تطويره، حيث إنه له نحو تسع سنوات يمارس هذه الهواية التي تحولت إلى حرفة، وكل عام تتطور المنحوتات بشكل كبير.
يذكر أن المهرجان يفتح أبوابه من الساعة 4 عصرًا إلى 11 مساءً، على أن تبدأ فعاليات مسرح المسابقات من الساعة 7 إلى الساعة 10 مساءً.
فيديو:
صور: