لكل صوت بصمة قد تعادل الذهب، وقد يكون صوتك طريقك لكسب المال، أو مشروعك لدخل إضافي، هذا ما أكده المدرب أحمد آل قريش، الذي أطلق عددًا من الدورات تحت مسمى “صوتك رأس مالك”، أو “صوتك يكسبك كثيرًا من المال”، تشجيعًا للشباب أن يخوضوا مجال التعليق الصوتي.
“آل قريش” شرح في لقائه مع برنامج “صباح السعودية” بالقناة السعودية الأولى، تقنية التعليق الصوتي، موضحًا أن التعليق الاحترافي يكون خارج منطقة التصوير، بمعنى تسجيل الصوت في استوديو خاص، ثم يتم تركيب الصوت، فيما عدا التعليق الرياضي المباشر، الذي أكد أنه نوع يتطلب مهارات خاصة.
وأوضح أن كل إنسان يمكنه أن يجيد التعليق الصوتي، مع بعض التدريبات التنفسية واللغوية، مشيرًا إلى أن جميع الخامات الصوتية تصلح للتعليق الصوتي، وقال: “طالما أن الشخص يمتلك سلامة النطق وسلامة اللغة العربية الفصحى، مع بعض التمارين الخاصة بالتنفس والنطق يمكن أن يصبح معلقًا صوتيًا، ويكسب المال من ذلك”.
أيًا كانت نبرتك.. استثمرها
جرى العرف في الوطن العربي أن الصوت الرخيم هو فقط الذي يمكنه “التعليق”، ذلك العرف نفاه “آل قريش” مبينًا أن كل صوت يمكن أن يكون استثمارًا ناجحًا في التعليق الصوتي، منوهًا إلى أن بعض المحطات العالمية تستعين بصوت “مبحوح”، وقد يظن البعض للوهلة الأولى أن صاحب الصوت مريض، ولكن هذه سمة صوتية، ترتبط بطريقة الأداء، وتصبح علامة مميزة لصاحبها، وهناك كثير من مشاهير التعليق الصوتي نبرة صوتهم “المبحوحة” سبب شهرتهم.
وأكد أن المدرب المحترف هو الذي يستطيع توجيه المتدرب للسمة الصوتية المميزة له، وتوجيهه إلى الوجهة الصحيحة، مشيرًا إلى أن البعض لديه المرونة الكافية ليتعامل مع كل المجالات بكل سلاسة.
أداء ملون
واستعرض “آل قريش” مجالات التعليق، مبينًا أن لكل مجال في التعليق الصوتي؛ أداءً مختلفًا، أو كما هو متعارف عليه “تلوين”، وبدأ بالأداء الإخباري الذي أوضح أنه لابد أن يكون أداءً محايدًا، ولا يتطلب أي تلوين صوتي لضمان حيادية نقل الخبر، وعدم التفاعل معه.
وتناول بعده التعليق الوثائقي، مبينًا أنه يكون أبطأ من الإخباري، ويكون فيه تلوين، بحيث يتعايش المستمع أو المتابع مع المشهد الذي يتم نقله صوتيًا، وتحدث عن التعليقات الإعلانية التي تتطلب الحماس، أو الأكشن، أو المرح -حسب قوله- مضيفًا أن بعض الدعايات تكون جدية.
وعن الإلقاء الشعري قال: “يتطلب نبرة حزينة، فعلى المعلق أن يتلبس الشخصية، أو الحدث الذي يلقي عنه القصيدة”.
أما التعليق الأكثر تفاعلية، فبين “آل قريش” أنه في الدبلجة، قائلًا: “حين يقوم المعلق بأداء صوتي مدبلج، عليه أن يتقمص الشخصية ويتعايش معها تمامًا، أيًا كان الدور”.
في التعليق الرياضي
وعن صعوبة التعليق الرياضي؛ أوضح أنها تتمثل في أنه “مباشر”، مشيرًا إلى أن المعلق الرياضي لابد أن يكون مُلمًا باللعبة التي يعلق عليها، وبأسماء اللاعبين ومواقعهم، وبتاريخ النادي واللعبة.
وذكر أنه رغم وجود فريق إعداد يقوم بهذه المهمة، إلا أنه على المعلق أن يكون مستوعبًا لهذه المعلومات، وعارفًا بها، كما ينبغي أن يكون أداؤه حماسيًا، ويتمتع بسرعة البديهة، بالإضافة إلى قوة الصوت، وقوة تحمل الحنجرة، لأنه سوف يصرخ، وقال: “هنا نقول إن معلق الصوت العادي قد لا ينجح في أن يكون معلقًا رياضيًا، بسبب قوة الصوت”.
فصحى
وأوضح “آل قريش” أن المدربين يواجهون مشكلة المعلقين باللغة العربية الفصحى، متابعًا: “غالبية المعلقين، خاصة المبتدئين، لا يستطيعون تحييد اللهجة المحلية، فتطغى لهجته على اللغة، في حين أن المعلق المحترف لا تظهر لهجته، أو بالأحرى جنسيته أثناء التعليق باللغة العربية الفصحى، وهذه المرحلة تحتاج إلى تدريبات مكثفة، والاستماع كثيرًا إلى مقاطع لغوية، للوصول إلى تحييد اللهجة المحلية”.
معهد التجربة والفشل
ومن بين المصاعب التي تواجهها مهنة المعلق الصوتي، كما ذكرها “آل قريش”؛ كانت ندرة الدورات التدريبية، وقال: “نواجه مشكلة قلة الدورات التدريبية في مجال التعليق الصوتي، ولكن الإنترنت يوفر بعض الدورات التدريبية، ويمكن الالتحاق بدورات داخل المملكة أو خارجها”، وأفصح أنه دائمًا ما يتدرب في “معهد التجربة والفشل”.
وأضاف: “من كان لديه هذا الشغف والمواصفات، عليه أن يلتحق بالدورات التدريبية المتخصصة، وإن لم تتوفر هذه الدورات، فالحل بدورات يوتيوب، رغم أن ما يعيبها هو عدم وجود مدرب مباشر يوجه المتدرب، وأنصحه بالتجربة والفشل، وعليه أن يقوم بالتسجيل الذاتي، وإعادة الاستماع، وعرضه على المقربين لإبداء الرأي”.
القلم والبالون لتحترف
وأكد “آل قريش” أنه على مَنْ يريد احتراف التعليق الصوتي أن يتدرب يوميًا، فيمارس تدريبات النفس، وتدريبات سلامة النطق، مقدمًا أمثلة لتلك التدريبات؛ مثل تدريب القلم، وتدريب البالون، وقال: “هي تدريبات ضرورية رغم غرابتها، وبعض المتدربين يخجلون من أدائها، ولكنها ضرورية لضمان سلامة النفس والنطق”.
وأضاف: “كذلك على المعلق القيام بتدريبات سلامة النطق واللغة، والاستماع لبعض المعلقين المشهورين مثل وائل الحبال، وفؤاد شمص، والكل يستطيع أن يقوم بالأداء الصوتي، والمهم أن يؤدي التدريبات يوميًا”.
حافظ على ذهبك
وبما أن صوت المعلق يعتبر “ذهبًا”، فعليه أن يحافظ عليه ويصونه، ولذلك لابد أن يكون هناك أسلوب حياة للحفاظ على الحنجرة، ونقاء الصوت، سواء بالأكل المنتظم، أو النوم المنتظم، والابتعاد عن الأجواء الباردة، والحفاظ على مستوى السكر في اللعاب، والابتعاد عن المنبهات قبل التسجيل – بحسب ما ذكره “آل قريش”.
وختم بقوله: “عليك الحفاظ على صوتك لأنه رأس مالك، وشخصيًا بدأت في التعليق الصوتي قبل 12 سنة، ولكن لم أتكسب منه إلا منذ أربع سنوات”، موصيًا بالاعتماد على منصات التعليق الحرة التي تتيح مجالًا أكبر للانتشار.
اللقاء على قناة السعودية الأولى