دهنيم طور ألعاب «سوني».. وإنجليزية صغاره أجبرته على العودة للقطيف

لم يمنعه بريق الحياة الأمريكية، والعمل في بيئة مثالية، بل وتحقيقه نجاحات كبيرة في عالم تطوير الألعاب، وابتكار الألعاب، من أن يعود إلى الوطن، والسبب كما أفصح عنه مطور الألعاب “إياد دهنيم” في لقائه المصور مع “True Gamming”؛ كان حميته تجاه اللغة العربية التي فقدتها بناته في أمريكا، وحنينه الدائم للوطن والأهل بالمنطقة الشرقية، فقرر وهو في قمة النجاح أن يترك كل ذلك ويعود إلى الوطن.

تصميم معماري
إياد هو خريج جامعة البترول، قسم تصميم معماري بكلية البيئة 2004م، ولكن شغفه منذ الطفولة كان في الرسم، فقد كان يحب الفنون والرسم، وكان مولع بالتقنية ومتابعة البرامج وتطورها وتوظيف الـ3D في الرسم.

وظيفة
وبعد التخرج توظف في شركة الشبيلي للتطوير المعماري، وبعد أربع سنوات حصل على بعثة دراسية إلى كلية سافانا للفن والتصميم Savannah college of Art and Design، وهناك حول التخصص من تصميم معماري إلى دراسة الفنون، ووافقت الحكومة، وأكمل دراسته فيها لمدة ثلاث سنوات، حتى تخرج في العام 2011.

تطبيق
وبعد التخرج كان عليه تأكيد دراسته بالتطبيق، فاختار تحويل الدراسة إلى تطبيق عملي، ولأنه كان يرغب التقديم في شركات الألعاب، فقد قدم في نحو 50 شركة، ووصلته ردود من أكثر من شركة، وكانت Ready at Down إحدى هذه الشركات التي قبلت العرض الذي قدمه، ووقتها لم تكن ذائعة الصيت، ولكنها كانت المطور للعبة God of War، ولعبة Ghost of Sparta، وكانت أول لعبة اشتغل عليها معهم هي The Order، والتي لم تكن في البداية بذات الشكل المتعارف عليه الآن؛ حيث تطورت بأن يصنعوا منها قصة متوالية الأحداث، وكان دوره هو تصميم بعض الشخصيات والملابس بتقنية 3D.

وعمل على شخصية لافاييت، وشخصية البطلة، وقام بتصميم الملابس وعدد من الشخصيات الأخرى، وكان من توفيق الله له أن يصمم الشخصية منذ البداية؛ بالجسم، ثم تركيب الوجه وتعبيراته وفقًا للشخصية، ومن ثم الملابس، واستمر مع هذه الشركة لمدة ثلاث سنوات.

أجنبي
ولم تشغل باله فكرة أن هذا الشخص أجنبي ويعمل في شركة أمريكية، لأن غالبية شركات الألعاب تعتمد على موظفين من كل الجنسيات، حتى إن إحدى الشركات كان صاحبها يفتخر أن 50% من موظفي شركته من جنسيات متعددة، ولم يشعر يومًا أنه غريب بينهم، خاصة أن المناطق المثقفة في أمريكا، ليس لديها نزعات عنصرية ضد الآخر.

سوني
وكانت النقلة النوعية في مسيرة إياد العملية هي التحول داخل سوني إلى مطور آخر” Sucker Punch”، فقد حدث فارق كبير للشركة Ready at Down، ثم بدأ في تطوير لعبة جديدة اسمها “Lone Echo”، ولكنه لم يكن مرتاحًا للمشروع الجديد، لأن طموحه كان أكبر من ذلك، فعاد إلى المملكة عام 2015، وبقي فيها نحو 11 شهرًا، ووصلته عروض من شركات كثيرة، ولكنه كان يعتذر دائمًا.

وفي شهر يناير، تواصلت معه سيدة من شركة Sucker Punch، تدعى سونيا جاكسون؛ طلبت منه العودة إلى أمريكا لأنهم بحاجة إلى موظف في مثل كفاءته، ووقتها كانت الفيزا قد انتهت مدتها، وكان يعتقد أن التجديد لابد أن يكون في شهر أكتوبر، فقال لها إنه يتوجب عليهم الانتظار لمدة عشرة شهور حتى يرتب أوراق سفره، وكانت هذه المدة طويلة، ولكن بعد شهرين فوجئ باتصال جديد منها، تبلغه فيه أنهم سينتظرون حتى ينتهي من تجديد أوراقه، وبالفعل حصل على الفيزا، ورتبوا له كل إجراءات السفر لمدة ثلاثة أيام فقط؛ لإجراء المقابلة الشخصية التي استمرت نحو 8 ساعات؛ تضمنت اختباره في جميع المهارات العملية والوظيفية والتعامل مع زملاء العمل، وفي نهاية المقابلة فهم بطريقة غير مباشرة أنه تم قبوله بالوظيفة، ثم عاد إلى المملكة، وبدأ الاستعداد للسفر مرة أخرى كموظف في شركة ”Sucker Punch”.

العودة
يطول الحديث عن رحلة نجاح إياد في عالم تطوير الألعاب الإلكترونية والوصول إلى قمة الهرم، فقد بدأ هناك العمل على تطوير لعبةIn Famous : second son، وكان عدد الفريق اثنان فقط؛ هو ومديره، وبعد استقالة المدير أصبحت كل المسؤولية على عاتقه هو فقط، وكان عليه أن يصنع البطل، والجسم، ويقوم بتركيب القطع والملابس، وكانت لأول مرة لعبة سموراي في سوني، وبدأ بلعبة Ghost of Tsushime، ولكنه عاد إلى المملكة منذ 8 أشهر تقريبًا، وسبب العودة كان الأهل، والغربة، بالإضافة إلى حميته على وطنه ولغته العربية، خاصة أن بناته لا يتحدثن العربية بسبب الغربة، وكان لديه دائما الرغبة في نقل معلوماته وخبراته إلى أبناء بلده، وتوصيل الخبرة والحصيلة من المعلومات إلى أبناء الوطن، فعاد وهو يحمل هذه الأمنية التي يتمني أن تصل إلى المسؤولين والمهتمين بمجال تطوير الألعاب، لينقل تجربته وخبرته وكل ما لديه من معلومات إلى جيل جديد يكون من المطورين السعوديين للألعاب الرقمية.


error: المحتوي محمي