قالوا القطيفَ فقلتُ….

أدلي السلالَ فهذا الدوحُ والثمرُ
وهذهِ الخطُ ايماناً بهَِا المطرُ

وموطنُ الحبِ إذ جادتْ موائِدُه
يلقىَ السخاءَ كماءِ الغيثِ ينهمرُ

تُهديِ اللآلئَ للبحارِ ساخيةً
يُجنىَ بها الموجُ حُلُماً حين يزدهرُ

خريرُ جدولِها الطامي وخضرَتُها
روائحٌ ينتشي في أرضهاِ النظِرُ

ومغربُ الشمسِ لوحاتٌ سَيَرْسِمُها
كثيبُ أَعشَابِها يَنمو ويَفتَخِرُ

وفي الدجىَ نجمةٌ تحبوُ لعاشقةٍ
كالصبحِ منبلجاً..  كالعطرِ ينتثرُ

ما أجملَ الوقتَ في كانونِها غسقٌ
والغيمُ يرسمُ في رِيحَانِها والقمرُ

والبدرُ يمتدُ في ليلاتِها ألقاً
حتى الجهاتِ بأنوارِهاَ سَمَرُوا

تَفْتَحَتْ كَيعونِ الطَلّعِ سَاقيةً
فتطرَبُ الفراشاتُ والازهارُ والشجرُ

مواسم ُ الريحِ تصبوُ مِثلَ نَسْمَتِها
والروضُ رِيحٌ نَديٌ والفجرُ يَبتكرُ

والأرضُ يَقْطرُ من أَنْفِاسِها عَبَقاً
فيُسكرُ الظلَ أو يهْوِي لهُ بَشرُ

أو يَسْتَفُيضُ فُمُ البَيْدَاءِ من قُبَلٍ
حتىَ يُعَانِقَ ما أودىَ بهِ السَّحَرُ

إنَّ النخيلَ التي سَالتْ مَلاَمِحُها
مُثْلُ الغيومِ التي تَهْفُو وتَنْتَشِرُ

ما لحَّنَ القلبُ إلَّا أسْمَهَا وَتَراً
قَالوا القطيفَ فَقُلتُ الاسمَ يَخْتَصُرُ

في كلِ نَاحِيةٍ يَمشي الْخَيَالُ لَهَا
من حُسِنِهَا مَسَّنِي جِنٌّ لَهُ أثرُ

لوْ أنَّ لي في مِدِادِ البحْرِ أَشْرِعَةً
لَمَا توقَّفَ موجُ الحبِ يَعْتَصُرُ

كلُ الحضارتِ فينيقُ وغيرُهُمُ
مَرتْ على خَاطِرِي عُمُراً كَمَا اشْتَهَروا

هُنَا أَقَامَ لي التَارِيخُ مَمْلَكَةً
حتىَ تَخلَّدَ مَنْ طَاَفُوا ومَنْ عَبَروا


error: المحتوي محمي