في العوامية.. اختصاصي يحذر: شراء الآيباد مراعاة للمجتمع على حساب الطفل

ذكر اختصاصي النطق والسمع فتحي العوامي أن منع استخدام الأجهزة الحديثة عن الأطفال في زمننا يعد دربًا من دروب الخيال لكن التقنين أمر ضروري جدًا للتقليل من أضرارها.

وأشار العوامي إلى أن لعبة Fortnite صنفتها منظمة الصحة العالمية كتصنيف يهدد الحياة.

وعلق على توصيات الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال والسماح فقط بمقدار نصف ساعة لمن هم في سن 18 في ألعاب الفيديو الإلكترونية وذلك لما تحدثه هذه الألعاب من برمجة لا شعورية للعنف لدى الأطفال فكم حادثة حصلت بمدارس دخلها طفل بسلاح.

جاء ذلك في محاضرة العوامي “الآيباد يدمر عقول أطفالنا” التي نظمتها اللجنة النسائية التابعة لجمعية العوامية وبالتعاون مع مجموعة أصدقاء تعزيز الصحة النفسية والتي أقيمت في قاعة الحوراء بحضور 21 رجلًا وسيدة.

وافتتح العوامي المحاضرة بعرض قصة توضح كيف يُسجن الطفل بعدما كان حرًا حين يقدم له جهاز جوال أو آيباد عند أول تفوق له بالمدرسة، مع عرض فيديو عن تأثير الشاشات على السلوك الاجتماعي والنفسي وغيرها.

وبيّن أن من المشاكل الصحية للآيباد تتمثل في إحداث ضرر بالعين نتيجة تركيزها على ما تشاهد فلا ترمش وترطب العين فيصيبها الجفاف أو الالتهاب ودعا الآباء لملاحظة عيون أبنائهم، وطريقة مسكهم للأجهزة التي قد تؤدي إلى تشنج بالرقبة والرأس والظهر والرسغ والأصابع موضحًا الطريقة الصحيحة لحمله ومواجهته.

وذكر العوامي الآثار الصحية المترتبة على استخدام الآيباد وذكر منها ضعف الذاكرة والذي يطلق عليه، الخرف الرقمي حيث يجعله لا يتذكر أمورًا كثيرة ويكون كل الاعتماد عليه، فإذا لم يكن لديه ذاكرة يحفتظ فيها بمعلوماته أو يكون له تركيز أو انتباه من جراء هذا الجهاز فهو يندرج تحت مسمى صعوبات تعلم، إضافة لما يصيبه من كسل وخمول يمنعه من تنفيذ أي طلب يُطلب منه، ويجره هذا للسمنة إذا كان يُحضر له الأكل لعنده إذا رفض القيام لتناول الوجبة مع العائلة، مؤكدًا على ضرورة وضع قوانين بالعائلة وعدم تشجيع أبنائهم على ذلك.

ونصح بعدم إمساك الآيباد قبل النوم مباشرة وترك مسافة زمنية لإمساكه قبل النوم بمقدار ساعة على الأقل وساعة بعد النوم، ومنعه في غرف النوم لما ينتج عنه من اضطرابات في النوم لأن الأشعة الصادرة عنه مضرة.

وتطرق العوامي للآثار الاجتماعية من ضعف التحصيل العلمي ورسوب وفشل في الدراسة وعلامات منخفضة مع خجل وانطواء وضعف في مهارة التواصل مع الآخرين وغيرها.

وأوضح أن البعض تفسده الألعاب ولا يكون لديه ترابط اجتماعي لأنه يعيش بعالم افتراضي فحين يتوفى أحد الأقارب يظن أنه سيرجع مثلما يرجع الذي في لعبته.

وأكد على الآباء الالتفات لأي مشكلة بالسمع تظهر عند أبنائهم لأنها قد تفضي للصمم المبكر نتيجة الموسيقى الصاخبة وفقدان السمع مع الوقت خاصة مع استخدام السماعات لأن أذن الطفل رقيقة فصوت هذه الألعاب على الأجهزة يخترق الأذن ويدمرها مع التهابات الأذن الوسطى.

ونوه إلى أن البعض يلاقي بعض المشكلات بالدراسة ويكون سببها بالسمع فإذا وجد حلًا للسمع بصرف السماعات الخاصة ستحل المشاكل الأخرى كالانتباه وغيرها.

ونصح باختيار سماعات خاصة للأطفال بحيث لا يزيد الصوت فيها على 85 ديسيبل مهما رفع الطفل الصوت فيها.

وعرض جدولًا لبعض الأنواع للأصوات ومستوى الصوت فيها، وبيّن أن الذين يعملون في بعض الأعمال التي تصدر صوتًا عاليًا يصل لفوق 100 ديسيبل مثل ثاقبة الأحجار التي تعمل بالهواء المضغوط تؤدي لعدم سماعهم للأصوات الضعيفة ويؤثر عليهم على المدى القصير، وحين يصل الصوت لـ140 ديسيبل فهذه عتبة الألم حيث يكون الصوت عاليًا على الأذن فيصاحبه ألم شديد، أما إذا وصل لمقدار 160 ديسيبل فقد يؤدي إلى تلف طبلة الأذن وانفجارها.

واستشهد ببعض الأمثلة على مستويات الضوضاء التي قد يفقد مستمعها السمع لمدة دقيقة ثم يرجع لطبيعته حيث يصيب الشعيرات التي تنقل الصوت شيء يشبه الشلل من الصوت الذي تعرضت له؛ مثل سماع بوق مشجعي كرة القدم.

وتطرق العوامي للآثار السلوكية للآيباد فذكر أنه يزيد من العنف والقسوة ويزيد من عصبية الطفل وتقليد ما يشاهده، والتمرد وعدم تنفيذ الأوامر.

وأشار لتوصيات الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال حول استخدام الأجهزة الذكية التي لا تسمح لمن هم بسن سنتين وأقل من استخدامها.

واستعرض العوامي نتائج دراسة قام بها على مجتمع القطيف شملت 319 أسرة، بينهم 848 طفلًا تتراوح أعمارهم بين 1-14 سنة، كان أبرزها أن 66% من أمهاتهن ربات منزل، ونسبة 6.6% يستخدمون الآيباد لمدة 8 ساعات باليوم، وكانت نسبة 58.8% من الأطفال يملكون الآيباد، وتزيد ساعات استخدام الآيباد في الإجازات عند نسبة 70%، ونسبة 37% أجابوا بوجود آثار من استخدام الجهاز على الطفل، كالإصابة بضعف البصر أو الخمول، أو أنه يرى 50% من عينة الدراسة أن أبناءهم مدمنون.

وعلق العوامي عليها بأن الآباء يقومون بتدليع أطفالهم بحجة أنهم لا يريدون أن يذهبوا إلى بيت العائلة ولدى جميع الأطفال آيباد إلا أبنائهم، أو خوفًا من وصفهم بالبخل أو التخلف فيفضلون مراعاة المجتمع على حساب الأطفال ومصلحتهم.

واقترح العوامي تحديد وقت وخاصة من عمر 4-12 سنة، وإشغال الطفل فيه بالقراءة مثلا أو إشراكه في أنشطة اجتماعية، وتوفير أنشطة مختلفة مثل الرياضة والسباحة أو تنظيم رحلات أو الذهاب للكورنيش ومنع الآيباد في غرف النوم وعند الأكل مع توعية الأهل عن الأضرار الناتجة عنه.


error: المحتوي محمي