فضّلت وفاء آل زمزم أن تتوج ببرها لأمها على أن تقف على منصة التكريم بين اكثر من 270 شخصا مكرمًا بالعرس الأول في البرنامج السنوي الأول لتكريم المتطوعين والمتطوعات في اللجان التابعة لجمعية تاروت الخيريةً، الذي نظم يوم الثلاثاء 10 ديسمبر 2019 بمناسبة الاحتفاء باليوم العالمي للعمل التطوعي بقاعة قصر تاروت للأفراح والمناسبات والمؤتمرات، برع.
وذكرت آل زمزم لـ«القطيف اليوم» أن سبب غيابها عن منصة التكريم هو أنها كانت مرافقة لوالدتها خلال تنويمها في المستشفى، مبينة أنه بقدر سعادتها بذكر اسمها في التكريم إلا أن تكريمها برعاية والدتها كان هو الأسمى بالنسبة لها.
وتحدثت عن مسيرتها في رحلة التطوع ملفتةً إلى أنها بدأت في شهر صفر 1440، وكانت مبادرة منها ورغبة في تقديم عمل للمجتمع، فكان طرق باب الجمعية هو النافذة لذلك والترحيب بها وضمها إلى سجل التطوع، من خلال لجنة تكافل الاجتماعي، سواء كان في حصر الأسر والمساعدات وتقديمها لهم، مع عزمها على المضي في هذا الطريق وبذل المزيد للمجتمع الغالي.
وشكرت آل زمزم الباحثة في الجمعية سوسن آل مطر التي أشعلت لها فتيلة التطوع وخوض تجربة تحقيق الذات، منوهة إلى حالة الاحتواء التي وجدتها بين العضوات والأعضاء في اللجان والعمل من خلال لجنة تكافل الاجتماعي واللجان الأخرى على البحث عن الحالات المعوزة، والتطوع بتوزيع المعونة أو الكوبونات، بالإضافة إلى التطوع في لجنتي كافل اليتيم والنسائية.
من جانبها، لمست حميدة آل جليح ضرورة مد يد العون لأبناء المجتمع، فكانت صفة العطاء تتحدث عنها بين لجان جمعية البر بسنابس وجمعية تاروت بالتعاون مع اللجان الأهلية، وكانت بين البحث الاجتماعي للحالات ودراسة مدى حاجتها، والعمل على تحديد حاجتهم لتوفير النقص عندهم.
وأوضحت ابنة سنابس آل جليح أنه رغم سيرها في العمل التطوعي الذي لا يزيد على عامين إلا أنها أدركت حجم الحاجة من أسر الفقراء أو الأيتام، والذي يترتب عليه الدور الذي يبذل من الجمعيات الخيرية والأهلية، التي تحاول تعويض النقص لديهم بشتى السبل، فكان لابد من توفيرها وصرفها وفق حاجة كل محتاج.
وثمّنت الوقفة الكريمة من الجمعية في توجيه الشكر للجميع، مع الأخذ بأن يبذل المتطوع جهدًا أكبر يوازي الحاجة له في المجتمع، مشيرةً إلى أن مشاركتها مع الجمعية تعددت بين دراسة وبحث الحالات، وتوزيع المؤونات سواء كانت: شتاء أو الحقيبة المدرسية أو إفطار صائم وكسوة العيد.
من جانبه سجل ليث حسين المرزوق ذو الـ10 سنوات لقب ‘أصغر متطوع في جمعية تاروت” وذلك بعد تطوعه في مهرجان دورة الزواج الخيري على مدى عامين بشكل رسمي، كان بين تنظيم ومساعدة اللجان الخاصة بالدورة خلال المباريات التي تعقد.
وتحدث المرزوق لـ«القطيف اليوم» عن تجربته التي لم تكن وليدة اللحظة بل تشربها شيئًا فشيئًا من بين أخواله وعائلته، الذين يجد فيهم روح العمل التطوعي مع قائدهم جده لأمه الرئيس السابق للجمعية تاروت حسين المشور.
وشاطره هذا التوجه أخوه علي ذو الـ12 ربيعًا، وهو يجد أخواله داعمين له، ومرافقتهم هذا الحس الذي كان له مفتاح نحو العطاء المنظم الواعي، ضمن منظومة رسمية ألا وهي جمعية تاروت الخيرية.
وامتد ذلك إلى خال أمهما عبد السلام الدخيل الذي سلك مسلك العمل التطوعي من 6 سنوات، بعد تقاعده، ليجد فيه الملاذ وتفريغ خبراته العملية، حتى وإن بعد عنه في السنوات الماضية، إلا أنه استطاع أن يوجد له بصمة منفردة بين الجميع، حيث يقوم حاليا بالإشراف على مركز الذكر الحكيم “قيد الإنشاء” والذي توقع أن يكون صرحًا ثقافيًا لأبناء جزيرة تاروت والمحافظة لنشر العلوم القرآنية.
وربطت غالية معيلو خبرتها العملية في مجال التمريض والتثقيف الصحي بعملها التطوعي عبر خوضه مع اللجنة الصحية بجمعية تاروت، والعمل على تنظيم وتقديم المحاضرات التثقيفية التي تهتم بالصحة، ونشر الوعي عن الكثير من الأمراض والعادات الصحيحة التي تبين كيفية الوقاية أو التعايش مع الأمراض.
وتخطت معيلو ذلك في مساندة اللجنة بعقد شراكة مجتمعية مع عدة جهات صحية في المنطقة وفي مقدمتها مستشفى القطيف المركزي، بالتعاون في التنظيم أو المشاركة في الأركان المصاحبة للفعاليات.
وكانت جمعية تاروت الخيرية للخدمات الاجتماعية نظمت حفلاً لتكريم لهؤلاء المتطوعين والمتطوعات، برعاية سعادة محافظ القطيف خالد بن عبدالعزيز الصفيان، حيث حضره نيابة عنه مدير مركز التنمية الاجتماعية بالقطيف نبيل الدوسري، حضره نخبة من الشخصيات الاجتماعية والثقافية في المجتمع، ومتطوعي ومتطوعات الجمعية ومنسوبيها ومنسوباتها.
واستهلت فقرات الحفل التي قدّمها سلمان العيد بتلاوة مباركة من القارئ علي آل حسين.
ورحب رئيس مجلس إدارة الجمعية محمد علي الصغير في كلمته بالحضور الكريم، معتبرًا هذا البرنامج تكريمًا وتعبيرًا عن التقدير والامتنان، والذي يجسد رؤية المملكة 2030 والعمل على زيادة عدد المتطوعين والمتطوعات في الجمعية.
وثمن الصغير العطاء المتميز الذي يعكس روح التفاني لخدمة المجتمع بشتى أنواعه، مع وجودهم في الأوقات الصعبة والظروف القاسية، موجهًا شكره على وجه الخصوص إلى جميع المتطوعين والمتطوعات في اللجان؛ كافل الرياضية، واللجنة الصحية، والنسائية، وجائزة العمل التطوعي، وكذلك لجميع الموظفين المتميزين بالجمعية.
وأعلن في حديثه عن افتتاح صالة قصر تاروت للافراح والمناسبات رسميا، كأحد المشاريع القائمة لخدمة أهالي المنطقة، والتي يطمح من خلالها تقديم أفضل الخدمات للجميع.
وألقى مدير مركز التنمية الاجتماعية بالقطيف نبيل الدوسري كلمة نيابة عن راعي البرنامج محافظ القطيف خالد بن عبدالعزيز الصفيان، معتبرًا العمل التطوعي تعزيز التنمية الشاملة في المجتمع، وما هذا التكريم إلا تشجيع للعطاء الذي كان من وقتهم وجهدهم وأموالهم.
ونوه بأن تفعيل الأيام العالمية ومنها يوم التطوع العالمي هو تحقيق رؤية 2030 للمملكة والتي تدعو إلى دعم مسيرة التطوع في المبادرات والفعاليات، رافعًا أسمى آيات الشكر والعرفان إلى مقام القيادة الرشيدة وإلى صاحب السمو أمير المنطقة الشرقية سعود بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – ونائبه صاحب السمو أحمد بن فهد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لحرصهم وتوجيههم الدائم في دعم مسيرة التطوع والمتطوعين لدعم التنمية الاجتماعية، في المنطقة والتي جاء منها امتداد الدعم في محافظة القطيف، مثمنًا الدور الذي سعت إليه وتعمل عليه جمعية تاروت الخيرية لدعم مسيرة التطوع وتكريمهم في هذا البرنامج.
من جانبه، أكد مسؤول دورة كافل الرياضية محمد الدهان في كلمته على أهمية العمل التطوعي في القطاعين الرياضي والاجتماعي، كونه علامة فارقة ودلالة أكيدة على حياة المجتمعات وما تحمله من صفات إيجابية من تجسيد روح التلاحم والتكاتف بين أفراد المجتمع.
وأشاد بالدعم المقدم من الجمعية في النشاط الرياضي، الذي يشهد تطورات متلاحقة وخطوات كبيرة، مع وجود التحديات وملاحظات تقتضي التوقف والدراسة، ومع ذلك عمل الجميع على معالجتها بكل رويّة وشفافية.
وذكر التحسن المطرد كل عام في دورة كافل اليتيم الرياضية لكرة القدم “كافل” وشقيقتها مهرجان دورة الزواج الخيري الرمضانية “زواج” من حسن إلى أحسن، والنمو المستمر في العطاء من أبناء المجتمع لدعم لجان الجمعية، معلنا أن دورة كافل اليتيم الأخيرة حققت عائدا وقدره 250 ألف ريال.
ونوه إلى الإجراءات التي تمت في العام المنصرم بخصوص هيكلة ونظام دورة كافل اليتيم مع تاريخها وموقعها بين دورات الأحياء، حيث تمت صياغة هويتها الجديدة وفق رؤية المملكة 2030 بما يخص الرياضة المجتمعية وما تنطلق به من عمل تطوعي مع إكمالها عامها الـ25.
وأشاد بروح التعاون والدعم الاجتماعي من الجميع في تخطي العقبات، ومن الجهات الرسمية وعلى رأسها سعادة محافظ القطيف خالد بن عبدالعزيز الصفيان والمسؤولون في بلدية القطيف وتاروت ومركز التنمية الاجتماعية بالقطيف ممثل في نبيل الدوسري، ومكتب الهيئة العامة للرياضة، وجميع الداعمين من أبناء المجتمع المعطاء من المؤسسات والأفراد.
واختتم البرنامج بقصيدة شعرية ألقتها المشرفة التربوية الشاعرة كفاح آل مطر بعنوان “ترانيم السماء” ومن ثم تم تكريم المتطوعين والمتطوعات من كلا الجانبين الرجالي ويمثله مدير مركز التنمية الاجتماعية بالقطيف نبيل الدوسري ورئيس الجمعية محمد الصغير، وأعضاء مجلس الإدارة وبعض الضيوف، والجانب النسائي وتمثله رئيس اللجنة النسائية نعيمة آل حسين وعدد من رؤساء وعضوات اللجان.