طابت بحفلِ العسكريِّ نُفوسُنا
إذ أشرقت مِن نورِهِ الأكوانُ
بربيعنا الثاني أطلَّ بعاشرٍ
و تمايلت لقدومِهِ الأغصانُ
تزهو بهِ أمٌّ و يفرحُ والدٌ
و الحُورُ في الجنّاتِ و الوِلدانُ
مولى الأنامِ و حُجَّةُ اللَّهِ الذي
بوجودِهِ تتشيَّدُ الأركانُ
لولاهُ ما بزغت بأرضٍ شمسُها
و كذاكَ لمْ يُخلقْ بها اِنسانُ
قد خارَهُ ربُّ العبادِ لأمرِهِ
و قد اصطفاهُ الواحدُ الدَّيّانُ
غُصنٌ تفرَّعَ مِن سُلالةِ أحمدٍ
قد طأطأت لمقامِهِ التِّيجانُ
هوَ والدُ المهديِّ مِن آلِ الْهُدَى
سارت بذكرِ حديثِهِ الرُّكبانُ
قد قامَ يهدي العالَمين بعلمِهِ
و بهديِهِ يتترجمُ الإيمانُ
أخلاقُهُ أخلاقُ مَن في وصفِهِ
نطقَ الكتابُ و بيَّنَ الرّحمانُ
في كفِّهِ نيلُ الحوائجِ و المُنى
يُغني الفقيرَ و تذهبُ الأحزانُ
صانَ الشريعةَ فاغتدت في عهدِهِ
محفوظةً ما ضرَّها الشّنآنُ
و كذاكَ قد حَفِظَ المُرجَّى شِبلَهُ
ليقيهِ ما يرمي لَهُ الطُّغيانُ
طابت مناقبُهُ الشّريفةُ في الورى
و بها تغنّى الشّعرُ والأزمانُ
بَلَغَ الثُّريّا في المعالي و العُلا
بل ليسَ يُوفي مدحَهُ التبيانُ
صَلَّى عليهِ مليكُنا ما أشرقت
شمسٌ و فاحَ بطيبِهِ الرَّيحانُ