الشرقية خضراء

في السنوات القريبة الماضية، تنامى في المنطقة الشرقية هاجس القلق لازدياد نسبة التصحّر نتيجة لتقلص مساحة الغطاء الأخضر فيها، وهي المنطقة التي تضم واحتي النخيل هما: واحة الأحساء «أمّ النخيل» ووصيفتها واحة القطيف «واحة على ضفاف الخليج».

وتحت مبادرة يرعاها ويدشّنها يوم غدٍ صاحب السمو الملكي سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية، تحت عنوان: «شرقية خضراء» حيث يبدو توجه أمانة المنطقة الشرقية لافتًا لتنفيذ خطط عملية لتوسيع الغطاء الأخضر في المحتوى الحضري داخل مدن وقرى المنطقة.

وفيما أشارت أمانة المنطقة الشرقية بأن عدد الأشجار المستهدفة للمبادرة، يبلغ 500 ألف شجرة من أشجار الظل والزينة، المناسبة لبيئة المنطقة، ومن إنتاج مشاتل أمانة الشرقية، بالإضافة إلى حضور الجانب التوعوي كجزء أساسي في المبادرة، وتم العمل على تأسيس برامج خاصة به يتم تنظيمها أثناء أسابيع المبادرة، فإنّ هذا يمثل خطة يجب أن يتعاون الجميع لإنجاحها وتحقيق أهدافها.

إلاّ أنّ مثل هذه الخطة يجب أن تتحول من خطّة ذات مدى محدد إلى إستراتيجية واسعة، تبقى في أجندة البرامج الأساسية لأمانة الشرقية، إذ ونتيجة لتضاؤل المنسوب الأخضر، بسبب الزحف العمراني، وكذلك للتغيرات المناخية التي وسّعت من مؤشرات درجات الحرارة في المنطقة، فإنّ حزامًا خضريًا من الأشجار التي هي صديقة للبيئة، وليس من أِشجار الكوناكاربس التي عاثت في البيئة المحلية خرابًا، يستحق أن يتكرر حول محيطات المدن، فالحاجة تزداد حول المدن الكبيرة التي تجاور مناطق صحراوية أو تتعرض لعواصف رملية بنسبة عالية.

كما أنّ ما تصنّفه الأمانة والبلديات بأنه يمثل حدائق، بينما هي ليست أكثر من مسطحات خضراء لا يوجد بها ظلّ شجرة واحدة، يضع علامة استفهام حول عدم تشجير هذه المساحات المعدّة كحدائق أساسًا.

إنّ طبيعة زيادة المنسوب الأخضر بيئيًا يشكل عاملًا مريحًا في خفض درجات الحرارة، بالإضافة إلى المعاني المباشرة نفسيًا وصحيًا وترويحيًا.

ولأن المنطقة الشرقية تضم كلية الزراعة التابعة لجامعة الملك فيصل في الأحساء، فيمكن أيضًا الاستفادة من برامج تعاونية بين أمانة الشرقية وفرع وزارة الزراعة ودوائر شركة أرامكو السعودية المهتمة بالتخضير والزراعة، بل إن تجارب الهيئة الملكية في الجبيل في عمل محيطات تشجير ومشروعات تجميع وتنقية مياه الأمطار لإعادة إنتاجها للري الزراعي، لا يمكن أن لا يستفاد منه من خلال أمانة الشرقية.

إن كفاءة أمين الشرقية المهندس فهد الجبير، صنعت في الأحساء، أثناء وجوده أمينًا في الأحساء، تغييرًا في الطرق والمداخل والمخارج من بعد سنوات قد يتيه المار بالأحساء للوصول إلى مكان هناك، وكذلك بدأت تتأكد بعض التغيرات ذات السلاسة في الانتقال بعد تنفيذها في الدمام، بعد انتقاله أمينًا للمنطقة الشرقية.

هكذا يجد الكثيرون أنّ أمانة الشرقية يمكنها أن تحقق نقلات نوعية غير مسبوقة في هذا الشأن، ومن ذلك تنوع الفعاليات والبرامج التي تنشطها للاهتمام بالنباتات والأشجار، وهذا ما انطبع آثاره في مهرجان الزهور الذي أقيم في محافظة القطيف على مشروع وسط العوامية في مدينة العوامية، فإن البرامج التي يتحقق فيها تفاعلًا بين الأمانة والمجتمع تُعدّ لغة تواصل اجتماعي وإطلاق لمشروعات التوعية التي تقوم بها الأمانة في زيادة الاهتمام بالتشجير الجمالي والبيئي ضمن خطط الاهتمام بجمال المشهد الحضري وتنمية آفاق تفاعله.


المصدر: ىراء سعودية


error: المحتوي محمي