على مرأى من أعين المجتمع، وبشواهد محسوسة، أعلنت جمعية سيهات للخدمات الاجتماعية في حفل إشهار مشروع الصدقة الجارية “مجمع الكريم السكني التجاري”، وبحضور أكثر من 350 شخصًا، أنها نفذت ما نسبته 50% من المشروع الذي يقع على مساحة 8850 مترًا مربعًا.
البداية كانت قراءة آيات من الذكر الحكيم مع القارئ عبد الجبار الشافعي، ومقدمة من عريف الحفل محمود الدبيس الذي عرف بدوافع الجمعية لإقامة الحفل، مرحبًا برئيس مجلس الإدارة شوقي المطرود الذي استعرض البرامج والخدمات التي تتطلب من الجمعية توجهًا مدروسًا لتحقيق التنمية المستدامة، وتوفير مورد ثابت لاستمرار تقديم المساعدات لمستحقيها من المستفيدين فقراء وأيتامًا.
وذكر “المطرود” أن رؤى الجمعية قد اتسعت بعد 59 عامًا من تأسيسها، فأصبحت تطمح لرفع المستوى الصحي والاجتماعي في سيهات والمنطقة، و”الكريم” هو أحد الروافد لتحقيق ذلك الطموح، كما أنها تسعى للحفاظ على تميزها وريادتها في المملكة.
بدوره، قال سماحة الشيخ حسن الصفار: “ينبغي أن يتوجه الإنسان للاستفادة من ماله فيما بعد هذه الحياة، مُشددًا بقوله: “نحن نعتقد أن الإنسان ينتقل من هذه الحياة القصيرة إلى حياة خالدة، وهو في تلك الحياة بحاجة إلى عملة وإمكانيات من نوع آخر تختلف عن عملة المال في الدنيا وعن الإمكانيات المادية التي تكون في يديه في هذه الحياة”.
وأضاف “الصفار”: “البعد المعنوي والروحي في شخصية الإنسان يستلزم منه أن يهتم بالمحيط البشري الذي يعيش ضمنه، فهو فرد من المجتمع، كلما استطاع أن يسعى لخدمة مجتمعه يشعر في أعماق نفسه بالراحة والرضا، كما أن مكانته في المجتمع تتعزز، وأيضًا يكون المجتمع الذي ينتمي إليه أقوى وسائر أفراده”.
وأوضح أن النصوص الدينية تفرق بين نوعين من الصدقة؛ الصدقة المقطوعة والصدقة الجارية، مبينًا أن الصدقة الجارية كما يقرر علماء المسلمين تتمثل في الوقف، مُشددًا على أن الوقف هو مصداق الصدقة الجارية، ويبقى له الأجر والثواب المستمر مادامت الصدقة مستمرة.
وأكد أن الأوقاف عندما تكون ضمن عمل مؤسسي، تكون أكبر من الوقف الفردي وأضمن للاستمرارية وأضمن في أن يُنفق في الموارد المخصصة له.
وأشار إلى أن الفردي قد يتعرض للهدر والضياع، مُستدركًا بقوله: “لكن ضمن حالة مؤسسية أضمن ويكون الصرف أقرب إلى الموارد التي تنفع الإنسان، وحين تتضافر الجهود من أبناء المجتمع لإنشاء وقف سيكون أكبر وأضخم وثوابه أكبر”.
وخاطب رجال الأعمال والخير، طالبًا منهم أن يستثيروا الهمم وأن يجعلوا الآخرة أمام أعينهم، وأن يدركوا أن هذا المشروع سيكون لهم مصدر خير ورزق وبركة وللمجتمع.
فيما تحدث المشرف العام على المشروع المهندس حسين بونيان، عن ولادة فكرة المشروع التي انطلقت من لجنة تنمية الأوقاف في الجمعية من خلال تعرفها على الأوقاف في سيهات وتحديد أوجه الصرف، والوصول لأوقاف في أماكن مختلفة، ومخاطبة أصحابها والعمل على استخراج حجج استحكام لأن أغلبها يفتقد الصكوك وإثبات الملكية، كما أطلقت اللجنة استمارة للتثبت من الواقف والموقوف من أجله ولم يتم الوصول لنتيجة، حتى ولدت فكرة بناء وقف خاص بالجمعية يعود على برامجها بالنفع، وتم اعتماد الفكرة وتخصيص أرض من أراضي الجمعية لها.
وصرح “بونيان” بأن قيمة المشروع هي 60 مليون ريال تشمل قيمة الأراضي المقدرة بـ 20 مليون ريال، مؤكدًا أن عائدات “الكريم” الذي أخذ هذا الاسم لولادته في شهر رمضان الكريم؛ ستعود للموازنة بين ازدياد الأعباء المالية، والوفاء باحتياجات الناس، ودعم برامج الجمعية الحالية والمستقبلية.
بدوره، قال رجل الأعمال الحاج السيد هاشم الشخص، إن جمعية سيهات تقدم اليوم مشروعًا عملاقًا، ريعه للفقراء والمساكين، وأضاف: “هذا الحمل الثقيل إذا تآزرت أكف القوم سيتحقق على أيدي جميع الخيرين من إدارة الجمعية ومن المتبرعين”.
وخاطب “الشخص” القائمين على المشروع بقوله: “ركبتم الصعاب من أجل الوصول نحو الغاية النبيلة والهدف البعيد إيمانًا بهذا المجتمع ورقيه، ولنجاح هذا المشروع لابد من التحلي بالشفافية والصبر”.
وناشد مسؤول التسويق منصور الدبيس، عموم المجتمع أصحاب الأيادي البيضاء في سيهات وفي المملكة كافة، تقديم الدعم والمساندة سواء كانت مادية أو معنوية لتتمكن الجمعية من إكمال المشروع الخير العملاق، لتحقيق أهدافه وقطف ثماره التي نفذ من أجلها، خاصة أن ريع المشروع سيكون مستدامًا للمساهمة في أعمال الخير بجوانبه الكثيرة المتعددة.
وكان الختام مع نائب رئيس مجلس الإدارة أحمد صالح السيهاتي الذي قال: “لا شك أن المسؤولية كبيرة والتحدي أكبر حتى ننفذ هذا المشروع الخيري للوصول لمنتهاه، وهذا بالطبع ترجمة لطموح إدارة الجمعية باختلاف دوراتها”.
وأضاف “السيهاتي”: “هذا المشروع يتطلب منا بشكل خاص وبقية أفراد المجتمع بشكل عام، أن تكون أياديهم سخية في العطاء”.