وجدت زهراء الضامن ضالتها في تخفيف معاناة إعاقة ابنها مهدي الضامن بعد التحاقه بمركز زهور المستقبل لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة، التابع لجمعية تاروت الخيرية، بعد ملاحظة نومه بصورة غير طبيعية وتشتت الانتباه وفرط الحركة لديه.
وتحدثت “الضامن” لـ«القطيف اليوم» عن بداية اكتشاف إصابة ابنها باضطراب التوحد منذ مرحلة الروضة، بعد ملاحظة المربيات ومديرة الروضة ذلك وإرشادها إلى ضرورة تشخيص حالته، فما كان منها إلا أخذه إلى مستشفى إرادة للصحة النفسية بالدمام (مستشفى الأمل للصحة النفسية سابقًا)، حيث خضع فيه إلى عدة مقاييس شُخص بعدها أنه يعاني من اضطراب التوحد.
وكانت حالة الاستغراب حول معنى المرض وكيف أصيب به؛ هي أول الأسئلة التي راودتها، إلا أنها مع البحث والاستشارات دخلت هذا العالم لمحاولة جعل ابنها يخرج من عالمه، وهي كذلك تعي أن هذا عالم من الانغلاق على الذات يفصله عن العالم المحيط به.
واقتحم مهدي عالم مركز زهور المستقبل ليجد فيه ضالته من تأهيل وتعليم، ومحاولة إعادة مهام بعض الحواس التي غابت عنه، حيث أحدثت له نوعًا من التطور ومعرفة كيف يوظفها بصورة متوازنة، مع رفضه سابقًا سماع الأصوات المرتفعة، وعدم إدراك الخطر، والتعبير عن مشاعره بطلاقة.
وأوضحت “الضامن” أنه عند بلوغ ابنها 10 سنوات، جاء وقت دخوله برنامجًا تأهيليًا في المدارس الرسمية، حيث قُبِل في التعليم النظامي ضمن فصول الدمج في مدرسة تحفيظ القرآن بجزيرة تاروت، مبينةً أن اختلاف نظام مركز زهور المستقبل عن المدرسة كان صعبًا عليه، إلا أنه مع مضي الأيام تعود عليها.
وذكرت أنها أصبحت مضطرة إلى السير على نظام يومي روتيني معه؛ يبدأ مع الاستيقاظ صباحًا وخلال يومه إلى أن ينام ليلًا، ويجب ألا يكسره، ما بين الذهاب للمدرسة، واللعب في الحديقة، والخروج مع والده أو المكوث في البيت.
من جانب آخر، تبدد خوف جوري وائل آل سيف من الانفصال عن والدتها مع التحاقها بمركز زهور المستقبل، حيث صنع لها وسائل تؤهلها لاكتشاف العالم من حولها، مع محدودية الإمكانيات المقدمة سواء على مستوى النطق والتخاطب أو التعلم النمائي.
وتحدثت والدتها فاطمة آل سيف عن قصتها، التي بدأت مع بداية العام الدراسي 1440 – 1441، بعد أن بدأت مقارنتها مع أختها الكبرى، من حيث الكلام ومستوى الإدراك، مما قادها إلى عرضها على أحد الأطباء والاختصاصيين في مستشفى الولادة والأطفال، وتبين أن مستوى ذكائها أقل من معدلها العمري، وأنها تعاني من “تأخر نمائي تطوري”.
وأشارت “آل سيف” إلى تعرض ابنتها في عمر السنتين إلى ورم في الكلى، والذي على أثره تم استئصال إحدى الكليتين، وإعطاؤها علاجًا كيماويًا لمدة 18 أسبوعًا، في مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام.
اعتقدت أمها أن تأخرها في الكلام والإدراك من جراء تدهور حالتها الصحية، إلا أنه مع المتابعة والتشخيص اتضح عدم وجود رابط بينهما.
وثمنت الدور التوجيهي من مدير مركز زهور المستقبل شفيق عبد العلي آل سيف، بالتعريف بدور المركز واستقباله حالات ذوي الإعاقة، والعمل على تأهيلها وفق نوع الإعاقة، بصورة فردية، والذي أدى إلى تطور عملية الإدراك لدى ابنتها، مؤكدة أنه يقدم خدمات تفوق الإمكانيات الموجودة.
جاء حديث هاتين السيدتين لـ«القطيف اليوم» عن تجربة طفليهما في مركز زهور المستقبل لذوي الاحتياجات الخاصة بتاروت، خلال فعالية الاحتفاء باليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة التي أقيمت يوم الثلاثاء 3 ديسمبر 2019.
من جانبه، أكد مدير مركز زهور المستقبل شفيق آل سيف لـ«القطيف اليوم»، أنه تم الانتهاء من التصاميم الهندسية المبدئية لإنشاء مركز نموذجي متكامل لذوي الإعاقة في حي الأمواج بجزيرة تاروت، يكون له دور رائد في تأهيل ذوي الإعاقة بالمنطقة الشرقية قاطبة.
وبيَّن “آل سيف” أن المركز المقرر إقامته يقع على مساحة تقارب 1450 مترًا مربعًا، من المتبرع السيد حسن النمر، من مدينة الدمام، بتكلفة متوقعة تصل إلى 5 ملايين ريال، بمواصفات تربوية تأهيلية عالية الجودة.
وقال إنه يطمح إلى أن يستوعب المركز ما لا يقل عن 200 شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة، يقدم فيه برامج تأهيلية خاصة للكبيرات، بالإضافة إلى توفير التخصصات الخاصة بذوي الإعاقة، وأقسام تعنى بالجانب الترفيهي والرياضي لذوي الإعاقة.
وأرجع تأخر بنائه إلى وجود معوقات في تنفيذ الإجراءات البلدية، حيث يعمل لأكثر من سنة على طلب الموافقة على بناء ثلاثة أدوار، في حين تمت الموافقة على دورين ونصف الدور فقط، ومع المتابعة الجادة مع البلدية تمت الإحالة إلى بلديتي القطيف وتاروت دون الإقرار بالموافقة.
فيما أوضح رئيس المجلس البلدي شفيق علي آل سيف أن إجراءات الموافقة في مرحلتها النهائية لإصدار رخصة البناء، مشيرًا إلى أنه عند مراجعة نظام البناء للمنشآت التعليمية الحكومية والاجتماعية، ومع المتابعة ستتم الموافقة على إقامة بناء مركز لذوي الإعاقة مطابق لكود البناء السعودي والأنظمة لوزارة الشؤون البلدية والقروية.