قهر المهجة

باتت أيامنا تتقلص على عاتقي كل جسد يتكور في كل يوم وينضج.

هل أعباء المسؤولية تكاومت ككومة قش لم تجد لها عامل يخففها إلى أن يتخلص منها؟ هل تحن لأيام كنت تعيش كالأمير وكانت أقصى اهتماماتك البحث عن ما تتسلى به؟ هل تتوق لمحو خطوات التقدم بالعمر والرجوع بخط الزمن للوراء طلبًا لراحة بالك؟

تضغط علينا أطراف الحياة المترامية من جميع الجهات وتزداد أطرافها مع كل سنة نتقدم بها، ضغطها أشبه بقوة كل كتلة تتمركز على سطح الكرة الأرضية وما تمثله من ضغط على السطح.

وتمامًا كالمسؤوليات مختلفة كاختلاف كل كتلة من جسد لآخر، فكل شخص له كتلة مختلفة، وكذلك كل أمر مختلف عن غيره من ناحية كمية المسؤولية التي تحتضنه.

هذه هي طبيعة الحياة البشرية، فعندما يشب المرء ويصبح شخصًا يافعًا مدركًا تبدأ الأعباء تتراكم على ظهره وهنا تظهر مشاطرته للعوائق والصعوبات.

هذه أمور فطرية، فأنت ترتاب وجود التكدسات وإنما هي مسيرة حياتك الطبيعية، كن على ثقة أن الله لا يكلف نفسًا إلا وسعها.

غالبًا ما يعرقل حياة المرء العملية والفيزيائية بعض العوز في جانب المرء الإداري، أو أفول شمس القصد المعززة للاستمرارية، فباندثار متغيرات المسائل الرياضية فقدان للناتج، وباختلال عدد المولات ظلم للاتزان الكيميائي.

عليك باليقين بهون المسألة أولًا، فالنهر يجري بدون توقف لولا أن الصخور تشق مجراه ومع ذلك لم يتوقف بل وجد عدة طرق أخرى يسلكها، كما هو حال مسائلنا الحياتية والمستقبلية تنجرف بكل انسيابية تناغمية لولا صنع الذات للمعرقلات الوهمية التي يمكن التغلب عليها بجدولة بسيطة.

ما لحاجة السد إن ثبت عدم هطول قطرة مطر على بلدة معينة؟؟

معرقلات نشبت بانثناءات الدماغ سدت مجرى فعالية التفكير وحل أمور الحياة التي أصبحت ضغوطًا.

تعلم مبدأ التجزئة، فكل فائض ومبالغ فيه أصبح عكرًا مليئًا بالعقد.

ضغوط الحياة هي ليست بمشاكل بل بفطرة خلقنا وكتبت علينا لأن لم ولن تكلف بما هو يفوق قدراتك، أنت فقط حتى تستوعب وتدرك حلها تحتاج لمعالجات تتجسد على هيئة مسائل، أنت من يضع تلك الحلول فما من أحد أدرك بما تحمله من نفسك إليك.

سألت عن العون فقيل لي العون فيك، فقلت وما لفاهي لا ينطق به ويرتاح بالي، فقيل لي دع فاهك وأبصر فيما هو أعمق من فيك في فيك.

ففي النهاية لا تصعد على كومة قش وتسأل؛ كيف لي أن أتخلص منها؟ بل ابدأ من الأسفل بالأساس حتى تعالج الجذور من بدايتها.

مسائل الحياة هي المعنى لحياة كل امرؤ، ما لمعنى حياتنا بدون المهام التي تسدى لنا، الجميع قادر على تخطي السياج الحاجز لحياة هانئة فقط، أدرك ما لديك لإسقاط الدخان الأسود عن مصنع الضغوط والمستحيلات.

توقف عن جز عشب حديقة الحياة كلما أسديت إليك المزيد من المهام، بل اعتبرهم الماء الذي يروي الحديقة ويجعلها حيوية أكثر.


error: المحتوي محمي