حين تقرأ الكلمات، التي تبعث على الأمل، التي تحثك على البذل والعطاء، التي تشد من عزيمتك ناحية تحقيق الطموحات، فإنك لا تقرأ كلمات ظاهرية بلا قيمة ذاتية، هي بمثابة السراج، الذي يُضيء الدرب. إن في حياة المنجزين قيمة ثقافية، تُمثل النموذج، الذي يُحتذى به. فإن وراء كل منجز حكاية قلب عاشق، يتعلق شغوفًا بما يكتنزه من فكر، وبيئة، تجعل الإنجاز الأمر الممكن حدوثه، فقد يكون صعبًا ذات لحظة ما، ولكنه لا يكون مستحيلاً في كل اللحظات.
العداء السعودي، لاعب المنتخب السعودي لألعاب القوى، لذوي الإعاقة نور الصناع، الذي حقق مؤخرًا المركز الأول، والميدالية الذهبية، لسباق ٤٠٠ متر، لتصنيف T44، في بطولة العالم لألعاب القوى، التي أقيمت في دبي الإمارات.
يقول “الصناع”: “جريت بقلبي، وأصررت على الحصول على الذهب”، بعيدًا عن كل المعطيات، التي ساعدت “الصناع” على الظفر بالرقم الأول في بطولة العالم، نقتطف منها، هذه الكلمات “جريت بقلبي”، ماذا يعني ذلك؟! أن تمارس الفعل الرياضي من أعماق خلجات قلبك، أن تعيش الفعل من القلب، لتمشط المسافات عاشقًا، هذا يمنحك دافعًا نفسيًا، متألقًا، يزيد من قدرتك الجسمانية، لتكون الرغبة في تحقيق الإنجاز عبر نسبتها الأكبر، لا شك في ذلك.
وعليه، فإنه إذا ما أراد الإنسان أن ينجز في مختلف الألوان والمشارب، ينبغي له أن يكون عاشقًا، أن يتلذذ في ممارسة عشقه، أن يشعر بأن سعيه، يأتي في انتظار ولادة الضوء، في حلمه، الذي يهفو لأن يُعانقه يومًا ما، إنه بهذه العبارة، أراد لنا أن نعشق طموحاتنا، أن نحث الخطوات سعيًا في تحقيقها، نجتهد، نفشل، لننجح. هي ثقافة لا تعرف الفشل، لتركن إليه، لكنها، تجعلنا حين نفشل، نتمسك بالنجاح أكثر.