أي عذاب هذا فقد الأحباء!!

لم أكن أتمنى أن أرثي طفلة في عمر الورود لم أراها رأي العين، وإنما لمحتها وجداناً وإحساساً وتلمست تأثير غيابها واقعاً عبر عيون أحبائها، ولا يزال الحزن يلتحفهم وأنا أسمع تنهيدة رحيلها وموجة حزن اجتاحت قلب القطيف!! صدقاً لقد هربت الكلمات من أمامي وأنا من تسقط دموعي هكذا عندما يخطف الموت أحباءنا، أي عذاب هذا الذي يخلده الفقد فينا عندما يخطف بعضنا، ولا يبقى فينا سوى الحزن والدمعة!! واسترجاع الذكرى والحسرة ونبكي ونتذكر ونشتاق لمحياهم لعلنا نحاكيهم ولو لمرة واحدة، نرتشف الحزن بصمت ونحتضن بعضاً مما تبقى من الذكريات بعد الرحيل بسلام وهدوء تاركين الآهات وألف آآآآآه.

ولم يبق لي سوى كلمة لوالدتها: رحلت طفلتك السعيدة “لين” وهي من كانت تصنع في لسانها كلمة ماما، نعم رحلت لين ولم ترحل الحياة وبقيت أنتِ يا نداء في هذه الحياة حتى تتذكريها، وأنتِ من تحتاج لمن يسمعك لتبوحي بما في نفسك وتحتاجي لقلب لا يبكي، لتعيشي الحلم حلماً مع لين، تلك الحمامة البيضاء التي أبت إلا أن تحلق بروحها البريئة الطاهرة في السماء حيث الملائكة في انتظارها وهناك عروس الجنة الراحلة الشابة “فالا” تبتسم إليك مستبشرة بلقائك!!

وداعاً أيتها الملاك الصغير إلى الجنة تذهبين إلى حيث السكينة والهدوء، وأحباؤك تسكنهم الأوجاع والأحزان، ويؤلمهم الحنين إلى رؤية وجهك الطاهر، وداعاً ولن نقول إلا “يا أيتها النفس المطمئنة، ارجعي إلى ربك راضية مرضية، فادخلي في عبادي وادخلي جنتي”.


error: المحتوي محمي